Page 53 - مجلة ثقافة قانونية عدد المؤتمر
P. 53

‫قُسمت دراستنا إلى ثلاثة مطالب بينت ماهية الروبوت‪ ،‬والجدل الفقهي حول شخصيته القانونية‪ ،‬ومن ثم عملنا على تأصيل‬
‫المسؤولية الجنائية الناشئة عن جرائم الروبوت في ضوء قواعد ونظريات قانون العقوبات‪ ،‬وهي الخطة التي أظهرت عدة نتائج‬
‫وتوصيات؛ لعل أهمها صلاحية النظرية العامة في قانون العقوبات على تنظيم أحكام المسؤولية الجنائية في جرائم الروبوت‪،‬‬

                    ‫والتوصية إلى الإسراع في تنظيم أحكام هذه المسؤولية والتراخيص وغيرها من الأحكام في قالب تشريعي محدد‪.‬‬

                 ‫العقود الذكية والذكاء الاصطناعي‪:‬‬

                 ‫نحو تحول رقمي في بيئة التعاقد‬
                           ‫ـــــــــــــــــ‬

‫حسام عبد المعطي‬

‫يشهد العالم تحو ًلا رقميًا متسار ًعا‪ ،‬وتبرز العقود الذكية والذكاء الاصطناعي كأدوات ثورية تُعيد تشكيل بيئة التعاقد التقليدية‪.‬‬

‫يتناول البحث في قسمه الأول مفهوم العقود الذكية والذكاء الاصطناعي‪ ،‬مبر ًزا خصائص كل منهما‪ ،‬وموض ًحا التفاعل بين تقنية‬

‫البلوك تشين والخوارزميات الذكية في خلق بيئة تعاقدية مستقلة عن الوسيط البشري‪ ،‬ثم الانتقال إلى تحليل الإشكاليات القانونية التي‬

‫تطرحها هذه العقود‪ ،‬لا سيما فيما يتعلق بالرضا‪ ،‬والمسؤولية‪ ،‬والإثبات‪ ،‬والاختصاص القضائي‪ ،‬إضافة إلى التساؤل عن إمكانية‬

                 ‫اعتبار الذكاء الاصطناعي طر ًفا في العلاقة التعاقدية‪.‬‬

‫كما يستعرض البحث تجارب بعض الدول والأنظمة القانونية التي بدأت فعل ًيا في تقنين استخدام العقود الذكية‪ ،‬مع بيان أوجه‬

‫القصور التشريعي في بعض الدول العربية التي لا تزال تفتقر إلى الإطار القانوني المناسب لهذا النوع من التعاقدات‪.‬‬

‫ويخلص البحث إلى أن العقود الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل نقلة نوعية في أساليب إبرام العقود وتنفيذها‪ ،‬غير‬

‫أنها تستوجب تطوير التشريعات‪ ،‬وتعزيز الوعي القانوني لدى الممارسين‪ ،‬ووضع ضمانات تقنية وقانونية لحماية أطراف العلاقة‬

                                                                                                                              ‫التعاقدية‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬العقود الذكية‪ ،‬الذكاء الاصطناعي‪ ،‬البلوك تشين‪ ،‬التحول الرقمي‪ ،‬العقود الإلكترونية‪.‬‬

                    ‫القضاء الإلكتروني "نحو القاضي الإلكتروني"‬
                ‫الجوانب الإجرائية والموضوعية في القضاء الإلكتروني‬

                                      ‫ـــــــــــــــ‬
‫حسين إبراهيم خليل‬

‫في ظل الجيل الرابع من العولمة‪ ،‬أو الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬لم تعد الحاسبات ‪-‬في عصر التكنولوجيا‪ -‬وسيلة للطباعة أو‬
‫الاتصال وتبادل المعلومات والحصول عليها فقط‪ ،‬كما كانت في الماضي‪ ،‬بل أصبحت وسيلة مهمة للاتصال الفوري للتعامل وإبرام‬
‫العقود والتقاضي؛ سواء بصفة تابعة أو بصفة أصيلة‪ ،‬دون عناء أو ضياع للوقت أو حتى تكلفة مادية؛ مما جعلها تلقى القبول من‬
‫الجميع‪ ،‬وهو إفراز طبيعي للتطورات السريعة والمستجدات في عالم تكنولوجيا المعلومات والثورة الرقمية‪ ،‬التي أدت إلى تدخل‬
‫الوسائل الإلكترونية‪ ،‬وبسرعة هائلة‪ ،‬في شتى مناحي الحياة المختلفة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتجارية وغيرها‪ ،‬وبات‬
‫ضروريا تسخير تلك التطورات والمستجدات لتحقيق سرعة التقاضي وجودته‪ ،‬بمعنى الوصول إلى العدالة في أقل وق ٍت وجه ٍد وتكلفة‪،‬‬
‫بالاتجاه نحو استخدام وسائل إلكترونية حديثة لتحل محل القاضي البشري‪ ،‬وهو القاضي الإلكتروني‪ ،‬أو بحلول هذه الوسائل محل‬

                                                                         ‫الإجراءات التقليدية‪ ،‬وهو ما يعرف بإلكترونية القضاء‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬يوضح الباحث أنه إذا كان التقاضي الإلكتروني عبارة عن "سلطة لمجموعة متخصصة من القضاة النظاميين‬
‫بالنظر في الدعاوى‪ ،‬ومباشرة الإجراءات القضائية بوسائل إلكترونية مستحدثة‪ ،‬ضمن نظام قضائي معلوماتي متكامل الأطراف‬
‫والوسائل" ‪ ،‬فإن القضاء الإلكتروني (فكرة القاضي الإلكتروني) هي الاعتماد على جهاز الحاسوب كقا ٍض لفض النزاع؛ فالقضاء‬

                                             ‫الإلكتروني يُعد خطوة تالية للاستعانة بالوسائل الإلكترونية في الدور المعاون للقضاء‪.‬‬
‫وإذا كان الفقه قد تعرض للتقاضي الإلكتروني‪ ،‬بيد أن فكرة القضاء الإلكتروني بما تعني حلول الحاسب الآلي (الربورت)‬
‫محل القاضي البشري لم تأخذ من عناية الفقه القدر الكافي‪ ،‬ومن ثم يجب أن تأخذ حقها من البحث القانوني الدائم‪ ،‬حتى يمكن أن يكون‬

     ‫مجلة ثقافة قانونية ‪ -‬عدد خاص بمؤتمر القانون والذكاء الاصطناعي | ‪53Page‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58