Page 76 - الملكية الفكرية 23-4-2025
        P. 76
     حقـوق أبديـة غيـر قابلـة للتقـادم أو التنـازل عنهـا.        فإننـا وإن كنـا نوافـق الحكـم فيمـا ذهـب إليـه بـإن
كمـا رتبـت المـادة  145مـن القانـون جـ ازء البطـان          القانـون قـد هـدف بهـذا التعديـل ص ارحـة إلـي عـدم
المطلـق علـى كل تصـرف يـرد علـى أي منهـا وعلـى              إصبـاغ وصـف المؤلـف علـى الشـخص الموجـة ،و
الأخـص الحـق فـي نسـبة المصنـف إلـى مؤلفـه ،وقـد            أن ذلـك يأتـي متوافقـا مـع تعريـف المؤلـف الـوارد فـي
هـدف الحكـم مـن ذلـك إلـي إبطـال النـص الـوارد              البنـد  3مـن المـادة  138بأنـه “الشـخص الـذي يبتكـر
فـي عقـد المصنـف الجماعـي بيـن الطاعنـة ومؤلفـي
المصنفـات محـل التداعـي ومـن بينهـم المطعون ضده                                               المصن ـف”...
والـذي تضمـن حـق الطاعنـة فـي نشـر المصنفـات
                                                            إلا أن المشـرع قـد أبقـى علـى إقـ ارره لسـلطة
                 تحـت اسـمها ،أو أي اسـم اخـر.              الشـخص الموجـه  -سـواء كان شـخصا اعتباريـا
                                                            أم طبيعيـا -فـي “مباشـرة حقـوق المؤلـف علـى
إلا أن ذلـك مـردود عليـه بـأن مـا ارتكـن إليـه              المصنـف” ،وذلـك علـي وجـه العمـوم لتشـمل كلا
الحكـم مـن منـح المـادة  143حقوقـا أدبيـة للمؤلـف           مـن الحقـوق الماليـة و الادبيـة و دون أن يخصـص
لا يجـوز التنـازل عنهـا ،هـي بمثابـة القاعـدة العامـة       المشـرع أيـا مـن هـذه الحقـوق أو يسـتثنيها ليحتفـظ بهـا
فـي المصنفـات الأدبيـة والفنيـة المحميـة بموجـب             المؤلـف الحقيقـي .فـا محـل لتخصيـص القاضـي
القانـون علـى وجـه العمـوم ،خصصهـا المشـرع فـي              لهـذا النـص العـام باسـتثناء الحـق فـي نسـبه المصنـف
تنظيمـه للمنصـف الجماعـي بموجـب المـادة 175                 الى مؤلفه ليحتفظ به المؤلف الحقيقي .فكما أشارت
مـن ذات القانـون والتـي أوردت حـق الشـخص                    المحكمـة الدسـتورية العليـا فـإن تفسـير النـص يكـون
الموجـة فـي ممارسـة حقـوق المؤلـف بصـورة عامـة              بمـا لا ُيخرجـه عـن المعنـى الـذي يبيـن مـن ظاهـر
سـواء الحقـوق الأدبيـة ،أو الحقـوق الماليـة فوجـب           عبارتـه .حيـث ذهبـت إلـي أنـه مـن المسـتقر عليـه
تغليـب الحكـم الخـاص علـي العـام وتطبيقـه علـى              فـي أصـول التفسـير أنـه إذا جـاءت عبـارة النـص
                                                            عامـة فإنهـا تجـري علـى إطلاقهـا مـا لـم يوجـد مـا
                           المصنـف الجماعـي.                يقيدهـا أو يخصـص حكمهـا ...ذلـك أن النـص العـام
                                                            لا يخصـص إلا بدليـل ولا يقيـد المطلـق إلا بقرينـة
وأخيـ ار فإنـه وإن سـلمنا بجـواز المطالبـة باحتفـاظ         فـإذا مـا انتفـى ذلـك الدليـل وتلـك القرينـة فإنـه لا يجـوز
المؤلـف المشـارك فـي وضـع المصنـف الجماعـي                  إسـباغ معنـى آخـر علـى النـص التشـريعي وإلا كان
بحقـه فـي أن تنسـب إليـه مصنفـات وأن هـذا الوضـع
قـد يكـون أكثـر عـدلا ،خاصـة وأنـه لا يعيـق الهـدف                                   تأويـا لـه غيـر مقبـول.
مـن إقـ ارر حكـم المصنفـات الجماعيـة ،حيـث يسـتطيع
الشـخص الموجـة التمتـع باسـتغلال المصنـف                    وعلـى ذلـك فإنـه لا محـل لمـا أورده الحكـم مـن
الجماعـي علـي أكمـل وجـه بممارسـة حقـوق المؤلـف             “ حـق المؤلـف فـي أن يذكـر اسـمه كلمـا ذكـر اسـم
الماليـة والأدبيـة مـع اسـتثناء الحـق فـي الابـوة لإبقائـه  المصنـف محـل الابتـكار سـواء علـى المصنـف ذاتـه
للمؤلـف مبتكـر المصنـف الحقيقـي ،إلا أنـه إذا كان           أو علـى مـواد الدعايـة لـه بغيـر حاجـة إلـى وجـود
اللفظ الذي استعمله المشرع لا سبيل على الاختلاف              أي اتفـاق علـى ذلـك ”.حيـث يعـد ذلـك تخصيصـا
فـي معنـاه –وجـب الأخـذ بهـذا المعنـى ولا يجـوز تركـه       لحـق الشـخص الموجـه العـام فـي م ازولـة كافـة حقـوق
بدعـوى أن الحكـم القانونـي غيـر عـادل أو أن هنـاك
حكـم أعـدل منـه فليـس هـذا مـن مهمـة المفسـر فـي                   المؤلـف دون مقتضـى أو دليـل يقـرر ذلـك.
شـيء بـل عليـه أن يتـرك ذلـك للمشـرع يعـدل تشـريعه
                                                            أما عن الحجة الثانية وما تضمنه الحكم من عدم
                          بمـا تقتضيـه الظـروف.             جـواز تنـازل المؤلـف عـن الحـق فـي نسـبة المصنـف
                                                            إليـه وذلـك اسـتناًد للمـادة  143مـن القانـون ذاتـه
76                                                          والتـي نصـت علـى اعتبـار الحقـوق الأدبيـة للمؤلـف
     	
