Page 42 - الملكية الفكرية 23-4-2025
P. 42
عـن حريـة الـ أري ،وبالتالـي تخضـع ممارسـته لضوابط أجـل جـذب الانتبـاه إلـى محتـوى جديـد يـود مؤلفـه
ممارسـة حـق الاقتبـاس. التعبيـر عنـه.
مـن جانبنـا لا نميـل إلـى صحـة هـذا التفسـير لعـدم مـن الجديـر بالذكـر هنـا أن التشــريعات التــي
اتسـاق طبيعة المحاكاة السـاخرة ،وكيفية تطبيقها مع اتبعــت النظــام الجامــد أو المغلــق فـي تقريـر
الضوابط التي تحكم مشروعية الاقتباس .يظهر ذلك الاسـتثناءات ،ومـن بينهـا قانـون حمايـة الملكيـة
بوجـه خـاص فـي الشـرط المتعلـق بوجـوب محدوديـة الفكريـة المصـري ،لـم تـورد المحـاكاة السـاخرة ضمـن
مقـدار الاقتبـاس فـي الكـم والجوهـر ،فـي حيـن أن القائمـة الحصريـة للاسـتثناءات الـواردة علـى حـق
الاسـتثناء المطـروح يتنـاول “محـاكاة” المصنـف المؤلـف .ذلـك علـى الرغـم مـن انتشـار اسـتخدام
الأصلـي ،فاسـمه يشـير إلـى ضـرورة اسـتعمال جـزء وممارسـة المحـاكاة السـاخرة فـي مجـال الأعمـال
جوهـري وكبيـر مـن المصنـف ،بـل وتقليـده. الفنيـة فـي مصـر بشـكل خـاص.
بنـا ًء عليـه ،نـرى ضـرورة تنظيـم المحـاكاة السـاخرة مـن أشـهر النمـاذج التـي اسـتعملت مصنفـات
باعتبارهـا اسـتثناء منفصـل عـن حـق الاقتبـاس، محميـة فـي عمـل محـاكاة سـاخرة لهـا فـي مصـر؛
وإضافتهـا إلـى قائمـة الاسـتثناءات المنصـوص عليهـا برنامـج “البرنامـج” الـذي قدمـه الإعلامـي /باسـم
فـي المـادة 171مـن قانـون حمايـة الملكيـة الفكريـة يوسـف فـي عـدة مواسـم بـد ًءا مـن 2011إلـى
،2014وكـذا برنامـج “أسـعد الله مسـاءكم” الـذي
المصـري مـع تحديـد ضوابـط اسـتخدامها. قدمـه الفنـان أكـرم حسـني عبـر مواسـم متتاليـة كانـت
بدايتهـا فـي عـام .2014كان كل مـن البرنامجيـن
أمـا التشــريعات التــي تبنــت النظــام المــرن فــي ازخـًار بأغنيـات ومقاطـع مـن مصنفـات فنيـة محميـة
تقريـر الاسـتثناءات فإنهـا بطبيعتهـا تقبـل اعتبـار أي تـم تقليدهـا ،واسـتخدام الكثيـر مـن عناصرهـا لخلـق
اسـتعمال للمصنـف المحمـي ،ومـن بينهـا المحـاكاة مصنفـات جديـدة سـاخرة وترفيهيـة ،تقـدم رسـالة تنتقـد
السـاخرة ،مـن الاسـتثناءات الـواردة علـى حـق المؤلـف
إن اسـتوفي الشـروط والضوابط التي فرضها المعيار وضـع اجتماعـي أو سياسـي.
ال ُمقـِّرر للاسـتعمال المشـروع أو العـادل. قد ُيف َّسـر عدم إي ارد المحاكاة السـاخرة ضمن قائمة
ُيعـد القانـون الأمريكـي أبـرز القوانيـن التـي تناولـت الاسـتثناءات الـواردة علـى حـق المؤلـف بأنهـا أحـد
المحـاكاة السـاخرة باعتبارهـا اسـتثناء علـى حـق تطبيقـات الاسـتثناء الخـاص بحـق الاقتبـاس الـوارد
المؤلـف ،وتوسـعت فـي مناقشـة خصوصيـة هـذا فـي المـادة ،171الفقـرة ( ارب ًعـا) مـن قانـون حمايـة
الاسـتثناء علـى مسـتوى القضـاء والفقـه والتشـريع. الملكيـة الفكريـة المصـري رقـم 82لسـنة ،2002
والتـي تنـص علـى أنـه“ :مـع عـدم الإخـال بحقـوق
كانـت نقطـة الانطـاق لبـروز هـذا الاسـتثناء هـي المؤلـف الأدبيـة طبًقـا لأحـكام هـذا القانـون ليـس
المحاكـم الأمريكيـة حيـث احتلـت المحـاكاة السـاخرة للمؤلـف بعـد نشـر مصنفـه أن يمنـع الغيـر مـن القيـام
مكاًنة هامة في العديد من التطبيقات القضائية .منذ بـأي عمـل مـن الأعمـال الآتيـة ...:ارب ًعـا :عمـل
بدايـة تعـُّرض القضـاء لهـذا الاسـتعمال ،ومـع توالـي د ارسـات تحليلية للمصنف أو مقتطفات أو مقتبسـات
القضايـا التـي تناولتـه ،أرسـى الُقضـاة مشـروعيته منـه بقصـد النقـد أو المناقشـة أو الإعـام” .مقتضـى
كاسـتثناء علـى حـق المؤلـف ،كمـا أسسـوا الضوابـط هـذا التفسـير اعتبـار المحـاكاة السـاخرة اقتطـاف مـن
المنظمـة لاسـتعماله .قـام الفقـه بعـد ذلـك بتحليـل هـذه المصنـف الأصلـي بهـدف النقـد أو التعليـق تعبيـًار
السـوابق القضائيـة ،واسـتخلص منهـا ملامـح الطبيعـة
42

