Page 44 - الملكية الفكرية 23-4-2025
P. 44
لظـروف الحالـة المعروضـة أمامهـا. إلـى العنصـر الأول .بعبـارة أخـرى ،كلمـا نجحـت
المحـاكاة السـاخرة فـي إبـداع مصنـف جديـد مختلـف
أما فى حالة المحاكاة الساخرة ،فإن أحكام القضاء عـن المصنـف ال ُمحاكـى ،تميـل المحكمـة إلـى غـض
قـد اسـتقرت علـى أنـه لكـي يتحقـق الهـدف مـن عمـل الطـرف عمـا إذا كان الهـدف منـه تجارًيـا أو غيـر
محـاكاة سـاخرة لمصنـف مـا ،وحتـى تصـل رسـالته، ربحـي ،فهـي ترجـح كفـة مشـروعية الاسـتعمال بشـأن
يتحتـم القيـام بتقليـد العمـل الأصلـي بشـكل فيـه تلميـح هـذا العامـل حتـى ولـو كان هـدف الاسـتعمال تجارًيـا
كبيـر إليـه يجعـل مـن السـهل علـى الجمهـور تمييـزه بحتًـا طالمـا أضـاف للرصيـد الأدبـي والفنـي للمجتمـع
واسـتحضاره .علـى ذلـك ُيسـمح لمسـتعمل المصنـف
الأصلـي فـي هـذه الحالـة باسـتعمال جـزء جوهـري منـه إبدا ًعـا جديـًدا.
بخـاف الاسـتعمالات الأخـرى .يسـتدل علـى ذلـك
مـن اسـمها ذاتـه “المحـاكاة” وتعنـى التقليـد ،وينطـوي العامل الثاني :طبيعة المصنف المحمي.
التقليـد بالضـرورة علـى نقـل جـزء كبيـر ورئيسـي مـن
وهـذا المعيـار يركـز علـى شـكل أو نـوع المصنـف
المصنـف المقَّلـد. الأصلـي الـذي تـم اسـتعماله .تُفـِّرق المحاكـم فـي هـذا
الصـدد بيـن الأعمـال التـي تقـوم طبيعتهـا علـى حقائق
العامــل ال اربــع :أثــر الاســتعمال علــى التســويق ومعلومـات ،وتعتِبـر مجـال الاسـتعمال المشـروع لهـا
المحتمــل للمصنــف المحمــي أو قيمتــه. أوسـع نطاقـاً ،وبيـن الأعمـال التـي تعتمـد أسا ًسـا علـى
الإبـداع والخيـال ،ويكـون نطـاق الاسـتعمال العـادل
يهـدف هـذا العامـل إلـى الحـرص علـى ألا يؤثـر
اسـتعمال المصنـف مـن قبـل الغيـر علـى المصالـح لهـا محـدوًدا.
الاقتصاديـة لمؤلفـه .تبعـاً لذلـك ،يقـوم هـذا العامـل
بتقديـر مـدى مـا سـببه اسـتعمال جـزء مـن المصنـف قـد توصـل القضـاء إلـى أن تطبيـق هـذه التفرقـة
مـن ضـرر اقتصـادي لمؤلفـه بـأى شـكل كان ،سـواء علـى المحـاكاة السـاخرة ليـس ذا جـدوى .يرجـع
أكان هـذا الاسـتعمال )1( :قـد ينتـج عنـه وجـود بديـل ذلـك إلـى أن طبيعـة المحـاكاة السـاخرة تحتـم علـى
يحـل محـل المصنـف الأصلـي فتقـل أربـاح المؤلـف المحاكـي أن ينقـل مـن عمـل فنـي إبداعـي يعتمـد
بسـبب ذلك ،أو ( )2أن انتشـار مثل هذا الاسـتعمال علـى الخيـال ،فهـي تقـوم دائمـاً باسـتعمال هـذا النـوع
قـد يـؤدى إلـى تأثيـ ارت ضـارة بالتسـويق المحتمـل مـن الأعمـال المحميـة ومـع ذلـك تعتـرف المحاكـم
للعمـل الأصلـي ،أو ( )3أن الناقـل قـد اسـتعمل مـا بمشـروعيتها إذا مـا اسـتوفت باقـي العوامـل الحـد
نقله فى إنتاج عمل مشتق كان من الممكن أن يقوم
بـه صاحـب المصنـف الأصلـي أو يرخـص لغيـره الأدنـى مـن المشـروعية.
القيـام بـه فيمثـل لـه اسـتثمار يحقـق أرباحـاً إضافيـة،
أو ( )4يـؤدى الاسـتعمال إلـى الانتقـاص مـن قيمـة العامــل الثالــث :مقــدار الجــزء المســتعمل بالنســبة
المصنـف الأصلـي ويحـط مـن قـدره ،فينتـج عـن ذلـك للمصنــف المحمــي ككل ومــدى جوهريتــه.
انخفـاض الطلـب عليـه مثـل النقـد الـاذع للمصنـف
يبحـث هـذا المعيـار مـا إذا كان الجـزء المسـتعمل
الـذى يصـرف الجمهـور عـن الإقبـال عليـه. مـن المصنـف الأصلـي معقـولاً فـي كميتـه ومـدى
جوهريتـه بالنسـبة للمصنـف المحمـي .ومقـدار الجـزء
فـي حالـة المحـاكاة السـاخرة تميـل المحاكـم عـادًة المسـموح بنقلـه ليـس ثابتـاً ،وإنمـا يختلـف مـن حالـة
إلـى ضآلـة احتمـال تأثيرهـا علـى المصنـف الأصلـي إلـى أخـرى بحسـب العديـد مـن العوامـل .والمحكمـة
لهـا حريـة تقديـر مـا يعتبـر نقـاً معقـولاً ومشـروعاً تبعـاً
44

