Page 14 - عدد القضائية رقم 172 الصادر بتاريخ 30 يناير 2020م
P. 14

‫‪:‬سيمخلااامج ‪: 5‬س ميخلاخملالا ‪: -‬قفاوملالافقامولاوالما ( ددعالعلاا‬                                                                                   ‫‪14‬‬
‫دورالنيابةالعامةفيتنفيذالأحكامالجزائية					 (‪)2-1‬‬
                             ‫�ساد�س ًا‪ :‬لاتنفيذ في الجانب لمادني‪:‬‬
‫إذا كان المحكوم عليه بعقوبة سالبة للحرية في الحق العام قد أمضى‬                                 ‫القاضي ‪ /‬سعيد قاسم العاقل*‬                           ‫إن مرحله التنفيذ تعتبر من أهم مراحل الإج��راءات الجزائية‪ ،‬فهي‬
‫عقوبة الحبس المحكوم بها‪ ،‬فإن إجراءات التنفيذ المقررة قانوناً لاستيفاء ما‬                                                                            ‫أسمى صوره للعدالة‪ ،‬إذ يتم فيها تجسيد ما قضت به الأحكام القضائية‪،‬‬
‫قضى ب�ه الحكم بالحقوق المدنية المرتبطة بالدعوى الجزائية يكون‬               ‫ص�ادر من محكمة مختصة « ف�إذا كانت العقوبة لا تتقرر إلا بنص فإن‬           ‫وت�ت�ح�ول م�ن صياغتها ال�ن�ظ�ري�ة إل��ى واق��ع ع�م�ل�ي‪،‬ح�ني ي�ن�ال الم��دان‬
‫بالإجراءات والوسائل المقررة في قانون المرافعات والتنفيذ المدني عمل ًا‬      ‫توقيعها لا يتم إلا بمقتضى حكم يمثل السند التنفيذي لها ‪ .‬وتختلف‬           ‫جزاءه‪،‬والمتضرر حقه‪ ،‬والمجتمع يقتص ممن خالفوا قواعده‪ ،‬ولا يجب أن‬
‫بأحكام الفقرة الأخيرة من المادة (‪ )470‬إجراءات جزائية التي تنص بأن‬          ‫الأحكام الجزائية التي تكون سندا للتنفيذ الصادرة عن الجهات القضائية‬       ‫ننظر إليه بأنه انتقام ضد شخص معين وإنم�ا باعتباره وسيلة للدفاع‬
‫(‪ ...‬يكون تنفيذ الأحكام الصادرة في الدعوى المدنية وفقاً لما هو مقرر في‬     ‫س�واء كانت ابتدائية أو استئنافيه أو محكمة عليا ومن حيث صدورها‬            ‫الاجتماعي لصيانة أمنه وسلامته واستقراره هذا من ناحية‪،‬ومن ناحية‬
                                                                           ‫بالنسبة للمتهم « حضورية‪ ،‬غيابية‪ ،‬حضورية اعتبارية» وسـوف نتنـــاولها‬      ‫أخ�رى لإص�الح وتأهيل من ساقتهم الظروف والأسباب المجتمعية إلى‬
                                                ‫قانون المرافعات)‪.‬‬                                                                                   ‫اقتراف أفعال يعاقب عليها القانون وإعادتهم إلى بيئتهم العائلية والمهنية و‬
                                                                                                                     ‫بإيجاز على النحو التالي‪:‬‬
                        ‫لماطلب لاثاني‪ :‬لاهيئة لماكلفة بالتنفيذ‪:‬‬                                                                                                                 ‫الاجتماعية كأفراد صالحين في المجتمع‪.‬‬
‫إن تنفيذ الأحكام يتمتع بالطبيعة القضائية لتحقيق الغاية التي استهدفها‬                                               ‫�أول ًا‪ :‬الحكم الح�وضري‪:‬‬         ‫فبارتكاب الفرد للجريمة يكون قد زعزع مركزه القانوني‪،‬وأعطى للدولة‬
‫الحكم وعلى ذل�ك نصت الم�ادة ‪ 470‬إج��راءات جزائية بأنه «فيما عدا‬            ‫هو الحكم الذي يكون فيه المتهم ماثل ًا بشخصه أمام القاضي أثناء سير‬        ‫اتخاذ الإج�راءات ضده ابتداء من إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق‬
‫القصاص والدية والأرش يكون تنفيذ الأحكام الجزائية فور صدورها‬                                                                                         ‫والمحاكمة للوصول إلى صدور حكم في الدعوى الذي يعد عنواناً للحقيقة‬
‫بواسطة النيابة العامة مالم يوقف تنفيذها من المحكمة الأعلى درجة‬                                                  ‫الدعوى وجلسة النطق بالحكم‪.‬‬          ‫لتأكيدها الجريمة المرتكبة وإسنادها إلى مرتكبها وتقرير جزا ًء له‪،‬فمتى‬
‫ويستثنى من ذل�ك أحكام الإع�دام والح�دود فلا تنفذ إلا وف�ق القواعد‬                                                                                   ‫صار الحكم الجزائي مستوفياً كامل إجراءاته أصبح قابل ًا للتنفيذ ولخطورة‬
                                                                                                        ‫ثاني ًا‪ :‬الحكم الح�وضري اعتباري‪:‬‬            ‫هذه المرحلة أخضعها المشرع إلى مجموعة من القواعد والإجراءات‪،‬وأناط‬
             ‫المنصوص عليها في الباب الخاص بها من هذا القانون “‪.‬‬            ‫اعتبر القانون بعض الأحكام التي تصدر في الحقيقة والواقع في غيبة‬           ‫سلطة التنفيذ للأحكام الجزائية إلى هيئة قضائية ولم يتركها للأفراد‪،‬إذ‬
‫وأشارت الفقرة «‪ »2‬من ذات المادة إلى أن تبادر النيابة العامة إلى تنفيذ‬      ‫المتهم أحكاماً حضورية بهدف درء التسويف في نظر الدعوى والتقليل من‬         ‫لا يجوز للمحكوم عليه تنفيذ العقوبة بإرادته واختياره‪،‬ولا للمجني عليه‬
‫الأحكام الصادرة بالقصاص والدية والأرش متى طلب المجني عليه وورثته‬                                                                                    ‫اقتضاء حقه بنفسه وإلا أصبح مرتكباً لجريمة يعاقب عليها القانون‪،‬ولتفادى‬
‫بعد العرض على رئيس الجمهورية ليصدر الأمر بالتنفيذ ولها في جميع‬                               ‫مساوئ المعارضة ‪،‬وتكون كذلك في الأحوال التالية ‪:‬‬        ‫الفوضى في المجتمع أوكلت مهمة اقتضاء الحقوق وتنفيذ الأحكام الجزائية‬
                                                                           ‫‪ -‬إذا حضر المتهم جلسات المحاكمة وتخلف عن باقيها بدون عذر مقبول‪.‬‬          ‫للنيابة العامة فهي هيئه قضائية وإح�دى مكونات السلطة القضائية‬
             ‫الأحوال الاستعانة بالسلطات العامة والقوات المسلحة ‪»...‬‬        ‫‪ -‬تنظر المحكمة الدعوى كما لو ك�ان المتهم الفار حاضراً وتتبع في‬           ‫والنائبة عن المجتمع والممثلة له‪ ،‬تسعى في تحقيق موجبات القانون‪،‬والتحقيق‬
‫وم�ن استقراء ه�ذه الم�ادة يتبين أن الهيئة المكلفة بالتنفيذ للأحكام‬         ‫محاكمته القواعد المقررة في المحاكمة الحضورية وتفصل في الدعوى‬             ‫في الجرائم وجمع الأدلة وتحريك الدعوى الجزائية ومباشرة إجراءاتها‬
‫الجزائية هي النيابة العامة المكلفه برعاية الحق العام عن طريق تحريك‬         ‫ويعتبر حكمها بذلك حضورياً‪ ،‬فيما عدا المحكوم عليه بحد أو قصاص‬             ‫أمام المحاكم وتنفيذ الأحكام الجزائية الواجبة التنفيذ الصادرة في الدعوى‬
‫الدعوى ومباشرتها أمام المحاكم وتنفيذ الأحكام الجزائية الصادرة عنها‪.‬‬        ‫فيمكن من الدفاع عن نفسه عند حضوره أو القبض عليه‪ .‬وهو ما يستشف‬
‫وكون الأحكام الجزائية القاضية بالعقوبات لها أثر بالغ على حياة وحرية‬                                                                                                                                        ‫الجزائية‪.‬‬
‫المحكوم عليه وذمته المالية‪ ،‬وجب على النيابة العامة باعتبارها الهيئة‬                             ‫من استقراء المادتين ‪ 288،289‬إجراءات جزائية‪.‬‬         ‫إلا أنه قد يعترض تنفيذ الحكم الجزائي عوائق تحول دون التمكن من‬
‫المكلفة بالتنفيذ تحري الدقة والحرص لتفادي أي خطأ في التنفيذ من‬                                                                                      ‫تحقيق الهدف المبتغى منه بالرغم من صيرورته واجب التنفيذ‪ ،‬منها ما‬
‫خ�الل إج��راءات وأوام��ر التنفيذ التي يصدرها عضو النيابة المختص‬                                                      ‫ثالث ًا‪ :‬الحكم لاغيابي‪:‬‬        ‫يتعلق بالعقوبة ال��واردة في الحكم القاضي ب�الإدان�ة ذاتها كسقوطها‬
‫بالتنفيذ وفق الحكم المراد تنفيذه وأن يشمل أمر تنفيذ العقوبة السالبة‬        ‫هو الحكم الذي يصدر في غيبة المتهم والذي يعتبر فاراً من وجه العدالة‪.‬‬      ‫بالتقادم‪،‬أو بالعفو‪ ،‬أو بتعليق التنفيذ على شرط أداء اليمين أو اختيار‬
‫للحرية على البيانات المنصوص عليها في المادة ‪ 494‬إجراءات جزائية‪ .‬كما‬        ‫وتتجلى التفرقة بين الحكم الحضوري والحكم الغيابي من حيث قبول‬              ‫عدول أو خبراء‪،‬ومنها ما يتعلق بالمحكوم عليه كوفاته بعد صيرورة الحكم‬
‫أن للنيابة العامة أن تجري تسوية المبالغ المستحقة للدولة من الغرامة وما‬     ‫الطعن‪ ،‬فالحكم الحضوري يكون الطعن فيه خلال خمسة عشر يوماً من‬              ‫واجب التنفيذ أو إصابته بمرض أو جنون يفقده الأهلية لأن يكون صالحاً‬
‫يجب رده والتعويضات والمصاريف‪ ،‬ويجوز تنفيذ الإك�راه البدني على‬              ‫تاريخ النطق بالحكم المستأنف‪ ،‬والحكم الغيابي إذا كان جائزاً يسري الميعاد‬  ‫للتنفيذ أو ينازع في أنه غير المحكوم عليه وغيرها ولضمان درء ما قد يلحق‬
‫المحكوم عليه إذا لم يدفع المبالغ المستحقة للدولة عمل ًا بأحكام المواد ‪517‬‬  ‫بالنسبة له من تاريخ تسليم نفسه أو من تاريخ القبض عليه عمل ًا بأحكام‬
                                                                                                                                                     ‫بالمحكوم عليه حال التنفيذ عليه من ضرر سن المشرع إشكالات التنفيذ‪.‬‬
                                       ‫وما بعدها إجراءات جزائية‪.‬‬                                                  ‫المادة ‪ 421‬إجراءات جزائية‪.‬‬                                   ‫وهذا ما جعلنا نطرح التساؤلات التالية‪:‬‬
‫وللنيابة العامة في أحوال أن توقف أو تؤجل تنفيذ الحكم بالرغم من‬
‫وجود السند التنفيذي المشمول بالقوة التنفيذية‪ ،‬ومن هذه الأحوال يكون‬                                          ‫رابع ًا‪ :‬تنفيذ الحكم الجزائي‪:‬‬           ‫‪ -‬ما هي الإجراءات الواجب اتباعها من النيابة العامة القائمة بالتنفيذ‬
‫التأجيل راجعاً إلى أسباب لا تتعلق بمضمون حكم السند التنفيذي ذاته‬           ‫لا يكون تنفيذ الحكم الجزائي إلا عندما يصبح الحكم نهائياً بمعني أن‬        ‫من حين صدور الحكم القاضي بالإدانة إلى غاية بداية التنفيذ الفعلي‬
‫وإنما لظروف تتعلق بالمحكوم عليه وأحوال يسقط الحق في تنفيذ العقوبة‬          ‫المشرع حصر الأحكام الجزائية الواجبة التنفيذ في الأحكام النهائية بقوله‬
                                                                                                                                                                                                  ‫للعقوبة المحكوم بها؟‬
                                                 ‫نتناوله في الآتي‪:‬‬          ‫في المادة ‪ 469‬إجراءات ‪ ...‬بمقتضى حكم قضائي نهائي واجب التنفيذ‪.‬‬          ‫‪ -‬ما هي الإشكالات التي يمكن أن تحول دون تنفيذ الأحكام الجزائية‬
                                                                           ‫والحكم النهائي كما ورد في الم��ادة (‪ )2‬إج��راءات جزائية التسمية‬          ‫رغم صيرورتها قابلة للتنفيذ؟ وما هي الضمانات الممنوحة للمحكوم عليه‬
                          ‫أ�ول ًا‪ :‬أ�حاول وقف أ�و ت�أجيل علاقوبة‪:‬‬          ‫والتعاريف “هو الحكم الذي استنفذ طريق الطعن بالاستئناف أو مضت‬
‫أ‌‪ -‬لا تنفذ عقوبة الإعدام أو الحد أو القصاص التي يترتب عليها ذهاب‬          ‫مواعيده دون الطعن فيه بهذا الطريق « ويصبح الحكم باتاً إذ استنفذ‬                                                        ‫لدرء تنفيذ العقوبة؟‬
‫النفس أو عضو من الجسم ويوقف تنفيذها في المرأة الحامل حتى تضع‬               ‫طريق الطعن بالنقض أو مضت مواعيده دون الطعن فيه بهذا الطريق‪.‬‬              ‫ولمعالجه الموضوع على ضوء الأسئلة المطروحة ستقتصر دراستنا على‬
‫حملها‪ ،‬والمرضع حتى تتم رضاعة ولدها في عامين ويوجد من يكفله‬                 ‫ويحوز قوة الشيء المقضي فيه‪ .‬وهناك بعض الأحكام تنفذ مباشرة بعد‬            ‫دور النيابة العامة في تنفيذ الأحكام الجزائية التى تختص بها والإشكالات‬
                                                                           ‫صدورها كما هو الحال في نص المادة (‪ )475‬إجراءات جزائية بأن « تكون‬
        ‫وتحبس إلى أن يحين وقت التنفيذ‪ ،‬المادة ‪ 484‬إجراءات جزائية‪.‬‬          ‫الأحكام الصادرة بالعقوبات السالبة للحرية واجبة التنفيذ فوراً ولو مع‬                                         ‫التي تواجهها في مرحله التنفيذ‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬إذا كان المحكوم عليه بالحبس مصاباً بمرض يعرض بذاته أو لسبب‬             ‫حصول استئنافها في الست الحالات المبينة في المادة سالفة الذكر‪ ،‬وكذا‬
‫التنفيذ حياته للخطر جاز للنيابة العامة تأجيل تنفيذ العقوبة عليه حتى يتم‬    ‫عندما يقضي الحكم بالبراءة‪ ،‬أو الإعفاء من العقوبة‪ ،‬أو الحكم بالحبس مع‬     ‫ومن هنا اقتضى المقصود التمهيد للمراد الذي سنتناوله إن شاء الله‬
                                                                           ‫إيقاف التنفيذ‪ .‬أو بالغرامة‪ ،‬أو الحكم بالحبس مدتها أقل أو تساوي مدة‬                                                       ‫على النحو التالي‪:‬‬
                                ‫شفاؤه‪ ،‬المادة ‪ 498‬إجراءات جزائية‪.‬‬          ‫الحبس الاحتياطي التي قضاها المحكوم عليه ففي هذه الح�الات ينفذ‬
‫‌ج‪ -‬إذا أصيب المحكوم عليه بالحبس بجنون أو عاهة عقلية وجب تأجيل‬             ‫الحكم الجزائي مباشرة بعد صدور الحكم الجزائي‪ .‬وفي الجرائم التي‬                             ‫‪ -‬المبحث الأول‪ :‬إجراءات تنفيذ الأحكام الجزائية‪.‬‬
‫تنفيذ الحكم عليه حتى يبرأ‪ ،‬ويجوز للنيابة العامة أن تأمر بوضعه في‬           ‫تنظر بإجراءات المحاكمة المستعجلة المنصوص عليها في الم�ادة (‪)296‬‬                             ‫‪ -‬ا لمطلب الأول‪ :‬قواعد تنفيذ الأحكام الجزائية‪.‬‬
‫إحدى المحال المعدة للعلاج وفي هذه الحالة تستنزل المدة التي يقضيها في‬       ‫إج�راءات جزائية وتكون الأحكام الصادرة في الدعاوى بالجرائم المشار‬                                    ‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬الهيئة المكلفة بالتنفيذ‪.‬‬
                                                                           ‫إليها في الغرامات والحبس نافذة رغ�م استئنافها مالم تأمر محكمة‬
    ‫هذه المحال من مدة العقوبة المحكوم بها‪ ،‬المادة ‪ 499‬إجراءات جزائية‪.‬‬                                                                                                ‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬إشكالات تنفيذ الأحكام الجزائية‪.‬‬
‫‌د‪ -‬إذا كانت المحكوم عليها بعقوبة سالبة للحرية حبلى جاز تأجيل‬                                                ‫استئناف المحافظة بوقف التنفيذ‪.‬‬                              ‫‪ -‬المطلب الأول‪ :‬إجراءات الإشكال في التنفيذ‪.‬‬
‫التنفيذ حتى تضع حملها وتمضي مدة لا تقل عن شهرين على الوضع‪ ،‬المادة‬
                                                                                               ‫خام�سا‪ :‬لاتثبت من �شخ�صية لماحكمو عليه‪:‬‬                      ‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬المحكمة المختصة بنظر الإشكال في التنفيذ‪.‬‬
                                            ‫‪ 500‬إجراءات جزائية‪.‬‬            ‫إن التنفيذ الجزائي ينصب على الشخص الصادر في شأنه الحكم‬
‫هـ‪ -‬إذا كان محكوم على الرجل وزوجته بالحبس مدة لا تزيد على سنة‬              ‫بوصفة مرتكباً للجريمة‪ ،‬ولكن قد يحدث أن يكون هناك اختلاف بين‬                          ‫لمابحث ل أاول‪ :‬إ�ارجءات تنفيذ ل أاحكام الجزائية‪.‬‬
‫ولو عن جرائم مختلفة ولم يكونا محبوسين من قبل جاز تأجيل تنفيذ‬               ‫الاسم الحقيقي وبين الاسم الصادر به السند التنفيذي كأن يكون المتهم قد‬     ‫يعرف الفقه التنفيذ الجزائي بأنه اقتضاء حق الدولة في العقاب عن‬
‫العقوبة على أحدهما حتى يفرج عن الآخر‪ ،‬وذلك إذا كانا يكفلان صغيراً‬          ‫انتحل اسماً مختلفاً عن اسمه الحقيقي كما قد يحدث أن يكون هناك‬             ‫طريق تنفيذ الحكم الصادر بالإدانة في مواجهة المحكوم علية والأحكام‬
‫لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره وكان لهما محل إقامة معروف بالبلاد‪،‬‬          ‫تشابه بين الأسماء والعبرة في هذه كله بتقرير شخصية المحكوم عليه‬           ‫الجزائية هي الأحكام الفاصلة في الدعوى العامة التي حركتها النيابة‬
                                                                           ‫والتثبت من أنه المقصود بالحكم بوصفة مرتكباً للجريمة وقد نظم قانون‬        ‫العامة والتي بموجبها توقع الجهات القضائية العقوبات المقررة قانوناً‬
                                       ‫المادة ‪ 501‬إجراءات جزائية‪.‬‬          ‫الإجراءات الجزائية حالة النزاع في شخصية المحكوم عليه بوصفه إشكالاً‬
‫وللنيابة العامة في الأحوال التي يجوز فيها تأجيل تنفيذ العقوبة على‬          ‫في التنفيذ يفصل فيه بالكيفية والأوضاع المقررة لإشكالات التنفيذ ويكون‬                          ‫للجرائم المرتكبة إذ لا عقوبة بدون حكم بالإدانة ‪.‬‬
‫المحكوم عليه أن تطلب منه تقديم كفالة تقررها بأن لا يفر من التنفيذ عند‬                                                                               ‫والأحكام الجزائية تبقى مجرد حبر على ورق لا طائل يرجى منها إذا لم‬
‫زوال سبب التأجيل‪ ،‬ولها أيضاً أن تشترط لتأجيل التنفيذ ما تراه من‬                                         ‫للمحكمة المختصة الفصل في الإشكال ‪.‬‬          ‫تتجسد على أرض الواقع عن طريق تنفيذها وهذا ما يدعم سلطة تنفيذ‬
‫الاحتياطات الكفيلة بمنع المحكوم عليه من الهرب‪ ،‬عمل ًا بأحكام المادة ‪502‬‬                                                                             ‫القانون ويضفي الفاعلية المتوخاة منه ويؤكد مصداقية العدالة لدى‬
‫إجراءات جزائية‪ ،‬وإذا رفضت النيابة التأجيل في الحالات المذكورة أعلاه‬
‫بنا ًء على طلب المحكوم عليه أو أحد أقاربه جاز لهم الطعن في قرار النيابة‬                                                                                                                                   ‫المتقاضين‪.‬‬
‫العامة إلى المحكمة الاستئنافية عمل ًا بأحكام المادة ‪ 503‬إجراءات جزائية‪.‬‬                                                                             ‫وعليه نقسم هذا المبحث إلى مطلبين نتناول في الأول قواعد تنفيذ‬
                                                                                                                                                    ‫الأحكام الجزائية من خلال بيان الأحكام الجزائية الواجبة التنفيذ؛ والثاني‬
                 ‫ثاني ًا‪� :‬أحاول �سقوط الحق في تنفيذ علاقوبة‪.‬‬
‫إن الأسباب الطبيعية للسقوط تتمثل في التنفيذ‪ ،‬فالقاعدة أن العقوبة‬                                                                                                  ‫الهيئة المكلفة بذلك لوضع الأحكام الجزائية قيد التنفيذ‪.‬‬
‫تنقضي بتنفيذها‪ ،‬إلا أن هناك أسباباً عارضة يسقط فيها الحق في تنفيذ‬
‫العقوبة قبل تمام تنفيذها وتتمثل تلك الأسباب في التقادم‪ ،‬ووفاة المحكوم‬                                                                                              ‫لماطلب لاأول‪ :‬قاوعد تنفيذ لاأحكام الجزائية‪.‬‬
‫عليه‪ ،‬والعفو ويرجع في تحديد سقوط الحق في تنفيذ العقوبة ووقف‬                                                                                         ‫إن التنفيذ الجزائي يتحدد في جوهره ومضمونه بالسند التنفيذي الذي‬
                                                                                                                                                    ‫يبين نوع العقوبة وهذا السند التنفيذي يتمثل في الحكم المشمول بالقوة‬
                     ‫سريانه إلى المواد ‪ 532‬إلى ‪ 539‬إجراءات جزائية‪.‬‬                                                                                  ‫التنفيذية‪،‬فإذا لم يكن الحكم مشمولاً بتلك القوة فلا يمكن البدء في‬
                                                                                                                                                    ‫التنفيذ‪ ،‬وه�ذه القاعدة هي تطبيق لمبدأ الشرعية ال�ذي ينعكس على‬
‫* ع�وض لماحكمة علاليا‬                                                                                                                               ‫إجراءات المحاكمة وإجراءات التنفيذ معاً‪ ،‬والسند التنفيذي هو الذي عناه‬
                                                                                                                                                    ‫المشرع في المادة ‪ 469‬إجراءات بالنص على أنه « لا يجوز تنفيذ العقوبات‬
                                                                                                                                                    ‫المقررة بالقانون لأية جريمة إلا بمقتضى حكم قضائي نهائي واجب التنفيذ‬
   9   10   11   12   13   14   15   16