Page 75 - merit 46 oct 2022
P. 75
73 إبداع ومبدعون
شعر
أحلم ك َّل يوم أنني أدخل بيتي بعد يوم عمل شاق أعطني حاسة شم الكلاب
فأجد زوجتي تع ُّد العشاء امنحني دهاء القطط التي تبدو واثقة
وأطفال َي مبتهجين بعودتي
ويتحلقون حولي.. امنحني قدرتها على القنص
قل «بسم الله» أو ًل يا ولد ُمرني وأنا أتحول من الشوارع المضاء ِة بالنساء
يا ابنتي ُكلي بيمينك
الجميلات،
وأستمع إلى ثرثرات زوجتي وشجاراتها مع لأنتقل إلى الصحراء
الجارات وأعي َش مثل الثعالب
لا أبدي ضي ًقا ولا تبر ًما ألا ترزق الثعال َب؟
لا أشرد وأنا أشرب الشاي ألا تد ُّلها على جحور الفئران وأعشا ِش اليمام
أو أفكر في النوم ساعات اجعلني مثل الثعالب
قبل العمل الشاق الذي ينتظرني غ ًدا ُدلَّني مثل الكلاب
لك ّن زوجتي تركت البي َت أد ِخ ْل الطمأنينة إلى قلب َي مثل القطط
وأطفال َي ينتظرون
وأنا دون عمل ألم تخص ْص ل َي رز ًقا اليوم
قل لي لأربط حج ًرا على معدتي
وأفكر لماذا يلازمني كل يوم ولكن ماذا عن الأمس وأول أمس
هذا الحلم الموجع
تص ّور يا رب ماذا عن الأسبوع الماضي
مهما اجتهدت أن أبقي عين ّي مفتوحتين هل تترك العصافير أسبو ًعا دون قمح؟
يهاجمني الحلم ويأتي معه بالنوم ألس َت الضامن للأرزاق
ليسقطني بالضربة القاضية ألا ترعى الدودة تحت الحجر
ثم يتركني أتخبط في اليقظة المفزعة
.... لماذا تتجاهلني؟
أنا الآن أمام مطعم
ماذا أفعل؟ ....
الناس يأكلون ويخرجون
وأنا واقف ها أنا أواصل التجوال
بطني يؤلمني وأطفالي ينتظرون
رأسي على الطعام من بشيء تلق َي عسى أن
كثي ٌر من المارة يحملون أكيا ًسا وعلبًا مملوءة إل َّي تنظر ولكنك لا
أطعم ٌة شهي ٌة محفوظ ٌة وراء الفتارين
وأنا لا أطلب منك إلا الخبز أنا لا أقصد أن أرفع صوتي
الخب َز وحده ولك ّن ضجي َج السيارات عا ٍل من حولي
ل َد َّي في البيت ملح يتشاحنون ويقهقهون ويهتفون
ل َد ّي في البيت ماء
زحا ٌم وأنا متعب
يمكنني أن أصنع حساء شهيًّا لأطفالي زحا ٌم والغربان تنهش رأسي
من الخبز فقط
زحا ٌم ولا أجد علامة
امنحني هذه المعجزة ،وأمط ْر عليَّ قلي ًل من الخبز وأنا أمشي وأنظر إلي َك
إذا كنت لا تريد لف َت الأنظار إلى معجزاتك
سأمشي إلى نهاية الشارع ....
منذ سنوات وأنا أحلم حل ًما واح ًدا
نعم ما زل ُت أحلم
لا أدري لماذا أحلم
أو كيف أحلم وأنا لا أنام
بل أسقط في لحظات من الغيبوبة
وبعدها أنهض مفزو ًعا