Page 79 - merit 46 oct 2022
P. 79

‫‪77‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

                                ‫هل تريدني ميتًا‬                                         ‫جوهانسبرج‬
                              ‫أريد إجابات يا رب‬             ‫من كوخي حيث يتكوم أطفالي إلى اللا مكان‬

                                    ‫أريد إجابات‬                                    ‫أبح ُث أبح ُث أبح ُث‬
                                  ‫هل هذا ردك؟‬                                          ‫عم ٌل عم ٌل عم ٌل‬
                                   ‫أهذه إجابتك؟‬                                        ‫خب ٌز خب ٌز خب ٌز‬

                                           ‫مط ٌر‬                                    ‫شقا ٌء شقا ٌء شقا ٌء‬
                                   ‫وسما ٌء ترعد‬                                  ‫صم ٌت صم ٌت صم ٌت‬
                                  ‫أنا لس ُت خائ ًفا‬
                                                                                       ‫أني ٌن أني ٌن أني ٌن‬
                                        ‫أغرقني‬                                           ‫ها أنا أبحث‬
                    ‫أغرقني بكل السيول في العالم‬
                                                                                        ‫ما زلت أبحث‬
                     ‫لكني لن أتزحزح من مكاني‬                                          ‫وأواصل البحث‬
                               ‫هنا على الرصيف‬           ‫وأنوي البحث غ ًدا وبعد غد وحتى نهاية التاريخ‬
                                      ‫ليكن مط ٌر‬
                                       ‫ليكن بر ٌد‬                                                ‫‪....‬‬
                                ‫ليكن رع ٌد وبر ٌق‬                               ‫هل تريدني أن أسكت‬

    ‫ليكن غض ٌب وخو ٌف يسري في الأقدام المهرولة‬                                          ‫لن أفتح فمي‬
                             ‫والسيارات المسرعة‬                                 ‫لن أنطق بكلمة شكوى‬
                                   ‫لكني با ٍق هنا‬
                                                                                  ‫لن أطلق آه ًة واحدة‬
      ‫ومعي الرصيف والحجارة والكلاب المرتجفة‬                                            ‫أسك ُت وأنتظر‬
                            ‫والقطط على الأفاريز‬                                        ‫أسكت وأترقب‬
                            ‫والثعالب في أوكارها‬
                                                                           ‫هل كلماتي تعوق معجزاتك‬
                         ‫والعابرون تحت المظلات‬                              ‫هل شكوتي تغضبك كثي ًرا‬
                                            ‫‪....‬‬
                                                                                      ‫هل آهتي مؤلمة‬
                                       ‫أقول ل َك‬                      ‫ولكن كم عليَّ أن أسكت وأنا أتألم‬
                 ‫أقول ل َك وأنا أرتجف تحت المطر‬      ‫كم عليَّ أن أتجاهل سكاكين العالم وهي تتجه نحوي‬

                     ‫كان هناك في زمن ما ح َّطا ٌب‬                              ‫أنا لس ُت ذبيح ًة خرساء‬
                   ‫أنت تعرف تلك الأزمنة القديمة‬                         ‫حتى الذبيح ُة تجأر عند ذبحها‬
                                                           ‫حتى الذبيح ُة تفعل كل ما بوسعها للهرب من‬
                             ‫وتصنع منها الكثير‬
‫وتعرف هؤلاء الناس الذين كانوا يعيشون من جمع‬                                                 ‫مصيرها‬
                                                                                ‫كم عليَّ أن أظل ساكتًا‬
                                        ‫الحطب‬
   ‫كان الحطاب الذي أحكي عنه لا يرفع فأسه على‬                                                   ‫ساع ًة‬
                                                                                                ‫يو ًما‬
                                         ‫شجرة‬                                                ‫أسبو ًعا‬
             ‫ولا يقطع غصنًا أو ذرا ًعا كما يسميه‪،‬‬                             ‫ولماذا تريدني أن أسكت‬
                                                              ‫لا أعرف أح ًدا نال ما يريد لأنه ظل ساكتًا‬
              ‫حتى لا يجر َح الأخوا ِت الخضراوت‬                           ‫لا أعرف سكو ًتا أدى إلى فرح‬
            ‫وكانت الأخوا ُت الخضراوا ُت ممتن ًة له‬          ‫ولا أعرف إلا الموتى وحدهم يظلون ساكتين‬
   ‫كانت تجمع الذابل من أغصانها وتهديه للحطاب‬                            ‫لكنهم يراقبون بأسى ويتألمون‬
                                                                          ‫لماذا تريدني ساكتًا وأنا أتألم‬
                                         ‫المسالم‬                                    ‫وأنا أراقب بأسى‬
       ‫ولذا لم يكن الحطاب يحمل فأ ًسا ولا سكينًا‬
‫ما حاجته للقتل ما دامت أخواته الأشجار تلقي عليه‬
   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84