Page 82 - merit 46 oct 2022
P. 82
العـدد 46 80
أكتوبر ٢٠٢2
جَّيان كيلو الإسماعيل
(السويد)
الاعتراف
كصحراء أفريقيا المتعطشة الصغيرة أعترف بأ ِّني..
لبكاء السماء عليها. لم أع ْد احتمل مرارتها. كن ُت أُنهي قصائدي بانتظاري لك
شاماتك السوداء المتجمدة حروف اسمك الخمسة وأ ِّني سأنتظرك «إلى الأبد”
لا أتذكر عددها.. نسيتهم.. وأع ُّد قهوة الصبا ِح لنا
فقد ُت ذاكرتي، كما ُتحبين
وحذفتهم من الأبجد َّية! لنرتشفها م ًعا
وأهمل ُت استراتيجيات العد على أنغام «فيروز”
والحساب! عينا ِك السوداوتين..
لا يش َّعان كالقمر وز َّين ُت كلماتي ورسائلي
تلال ِك المستديرة والمتعرجة.. بحروف اسمك!
لا يحيرونني تفاصيلهم كما كانوا؛ في منتصف أشهري.
أما الآن..
ونسي ُت حصص المد والجزر! تلك الجدائل الطويلة.. وبعد كل المحاولات
المترامية على كتف ِك حي ُث صراعي الطويل
ملام ُح ِك وشغف وجهك.. بزاوية تلك الغرفة
لم يعد الورد ساكنًا بين لن أغازلهم كما تعاز ُل الأنهار.. مع الكآبة في غيابك!
الصخور في الصيف!
تفاصيلها! أُب ِّشرك..
ضحكت ِك تلك.. ُشفيت من كل الخرافات؛
كؤوسي باتت فارغ ًة منك اللامرئية الخجولة وأعتر ُف بأ َّن“ :إلى الأبد»
هذه اللحظة.. باتت سمفونيَّة منسيَّة! كن ُت أضعها من أجل إيقاع
لا يملؤها لحن ذكرانا شفاه ِك الورد َّية الناعمة.. قصائدي
ولم يتب َق من كحلك الأثم ِد.. لم تلحنا تغريداتي المفضلة كما وجمال كلماتي.
أث ًرا على ش ُرفات ذاكرتي! كانوا. قهوتنا المغ َّطسة بأصابع يد ِك
أصبح ْت باردة كمشاعري لك
أ ّما «فيروز” فباتت عجو ًزا تلك الشفاه التي كانت تنزف عر ًقا
ولا أط ُّل عليها لأغنِّي لك كلماتها.. أل ُّذ إل َّي من طعم النبي ِذ لا طع ٌم لها
باتت قاسية وجافة وكلَّما غطس ِت بها أصابعك
“بعدك على بالي”.