Page 59 - مقرر التخطيط السياحي (1)
P. 59
عـندمـا يحدث الإنفاق السياحي فإن هذا الإنفاق قد يؤثر في الاقتصاد القومي من نواحي متعددة ،فعندما يدفع
السائج مبلغاً من النقود مقابـل الخدمـات التـي عليهـا ( كالإقامة ،النقل والمواصلات ،شراء السلع ....إلخ)
فإن المبلغ يعتبر دخل ًا لمن حصل عليه ،وهو يقسم إلى شريحتين-:
الشريحة الأولى:
وتخرج مؤقتاً أو نهائياً من مجرى التداول في الاقتصاد حيث تحجز لمواجهة بعض المدفوعات كدفع أثمان
السلع المستوردة أو تحول للخارج كأرباح لمستثمرين في الخارج أو كاستثمار في المشروعات خارج الدولة
أو هي تحجز عن التداول وتؤجل لاستخدامها في فترات لاحقة ،وهذا الجزء من الدخول المحتجزة يطلق
عليه " التسرب " " Leakageنظراً إلى أنه يتسرب عن مجرى التداول في الاقتصاد القومي.
الشريحة الثانية:
من المبلغ المذكور ،تظل في الاقتصاد وتستخدم في التداول من يد إلى أخرى ،قد تستثمر أو تستخدم في
شراء السلع والخدمات أو في دفع الأجور أو في دفع نفقات التشغيل ،وتمثل هذه الشريحة " الدورة الأولى
للإنفاق".
وعندما تذهب الشريحة الثانية من الإنفاق " الدورة الأولى للإنفاق" إلى أصحابها ،فهي تعتبر بالنسبة لهم
دخول ًا ،وهي الأخرى تقسم إلى شريحتين واحدة تتسرب ( الجزء المحتجز من كل إنفاق) مؤقتاً أو نهائياً،
وتدخل الأخرى مجرى التداول وهي تمثل " الدورة الثانية للإنفاق" ..وهكذا إلى أن تصل إلى عدة دورات
للإنفاق ،ومن خلالها يتضاعف أو يتكرر الإنفاق عدة مرات ،ولذا سمى بمضاعف الإنفاق مكرر الإنفاق،
ويعني ذلك أن زيادة الدخول التي تنتج عن الإنفاق السياحي لا تستفيد منها المنشآت السياحية وحدها وإنما
تستفيد منها أيضاً قطاعات عديدة في الاقتصاد القومي.
ويلاحظ أنه كلما كانت الشريحة الثانية أكبر ( أي كلما قلت المشتريات) ،أدى ذلك إلى حدوث تأثيرات أكبر
في الاقتصاد التي تعتبر قطاعات بمثابة سلسلة متصلة الحلقات إذ أن كل قطاع يؤثر في القطاع الآخر.
والملاحظة الأساسية في فكرة المضاعف ( )Tiplier Conceptالتسرب ،فإن كان هذا المعدل قليل ًا
كبرت التأثيرات على الاقتصاد والعكس بالعكس ،كما يختلف معدل التسرب من بلد لآخر ،فإنه قد يختلف
من مرحلة إلى أخرى.
-2الإحصاء-:
يعد ترجمة رقمية للأنشطة الإنسانية المختلفة تساعد في التعرف على اتجاهاتها بما يمكن من وضع الخطط
والاستراتجيات المتعلقة بها على أسس علمية سليمة ،وتستخدم الإحصائيات السياحية لقياس العوامل التي
59