Page 35 - مبادىء علم الاقتصاد
P. 35

‫‪ -‬كذلك يتجسد دور المسوق من خلال جهوده المنصبة لرفع مستوى‬
‫الطلب السياحي في مواسم الكساد‪ ،‬وذلك من خلال فعاليات وبرامج‬
‫متعددة تتضمن ابتكار أنماط سياحية جيدة‪ ،‬تخفيض الأسعار والعديد من‬

                                               ‫التسهيلات الأخرى‪.‬‬
                                                   ‫‪ -6‬التكنولوجيا‪:‬‬

       ‫يمكن للتكنولوجيا التأثير في الطلب السياحي من خلال زاويتين‪:‬‬

‫‪ ‬تأثير التكنولوجيا على عامل النقل والمواصلات‪ ،‬فقد تطورت وسائل‬
‫النقل بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وأصبحت تتميز بالوفرة‬
‫والتنوع والسعة والراحة والأمان وانخفاض التكاليف نسبياً‪ ،‬وبالتالي‬
‫أصبح من الممكن نقل أكبر عدد ممكن من السياح بوقت قصير وإلغاء‬
‫عامل المسافة‪ ،‬فأصبح بالإمكان عبور المحيط الأطلسي بزمن قياسي‬
‫بطائرة الكونكورد لا يتجاوز الأربع ساعات‪ .‬وهذا يعني أن التكنولوجيا‬
‫خففت من عناء السفر ومخاطره وكان لذلك انعكاسه الإيجابي على الطلب‬

                                                         ‫السياحي‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير التكنولوجيا على عملية الإنتاج فمن خلال استخدام المكينات‬
‫والمعدات التكنولوجية الحديثة التي تمتاز بكفاءة إنتاجية عالية‪ ،‬يمكن أن‬
‫تعرض عن عنصر العمل وبالتالي تقليص ساعات العمل واتساع وقت‬
‫الفراغ للقوى العاملة الذي بدوره يعتبر أحد العوامل المؤثرة إيجابياً في‬

                                                  ‫الطلب السياحي‪.‬‬
                                   ‫‪ -7‬المستوى التعليمي والثقافي‪:‬‬
‫أحد العوامل التي يتوقف عليها الطلب السياحي هو المستوى التعليمي‬
‫والثقافي‪ ،‬وهناك علاقة طردية بينهما‪ ،‬فكلما ارتفع المستوى التعليمي‬
‫والثقافي في المجتمع زاد الطلب السياحي والعكس صحيح مع بقاء‬

                                             ‫العوامل الأخرى ثابتة‪.‬‬

                                  ‫‪ -8‬الاستقرار السياسي والأمني‪:‬‬
‫يعد الطلب السياحي حساساً جداً للظروف السياسية والأمنية‪ ،‬ويتأثر بها‬
‫بشكل كبير جداً‪ ،‬وكلما تحقق الاستقرار السياسي والأمني وتوطدت‬
‫العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدان‪ ،‬لكلما انتعش الطلب السياحي‬

                      ‫والعكس صحيح مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة‪.‬‬
‫غالباً ما يرافق الظروف الراهنة وحالات عدم الاستقرار انخفاض في‬
‫الاستثمار والإنتاج وبالتالي انخفاض في الدخل والمستوى المعيشي بما‬
‫يؤدي إلى تركيز الطلب فقط على السلع الضرورية وقلة الطلب على‬
‫السلع الكمالية ومنها الطلب على السياحة؛ فالسائح يبحث عن السعادة‬
‫والأمان‪ ،‬ولا يبحث عن المشاكل والمخاطر وبذلك فهو يتجنب السفر إلى‬

                              ‫أماكن تفتقر لعامل الأمان والاستقرار‪.‬‬

‫والشواهد كثيرة على ذلك‪ ،‬فالمعروف أن لبنان كانت تعد من أشهر البلدان‬
‫السياحية في العالم العربي‪ ،‬إلا أنها تراجعت بسبب حالة عدم الاستقرار‬
‫التي دامت فترة طويلة ما بين ‪ ،1990-1975‬وكذلك الوضع الحالي في‬

                                               ‫‪35‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40