Page 33 - المتغيرات والاتجاهات الدولية فى السياحة
P. 33
فعند حساﺏ الأثر الﺼافي للسياحة على ميزان المدفوعات ،لابد من أخذ صافي الإيرادات السياحية،
وليس إجمالي هذﻩ الحﺼيلة ،حيث إن هناك عدداً من العوامل يؤثر في إجمالي الإيرادات السياحية المتحﻘﻘة،
وتلك العوامل تمثل عناصر تسرﺏ للإيرادات السياحية .ومن أهم تلك العوامل-:
(أ) الميل للاستيراد :ويﻘﺼد به الميل إلى استيراد سلع وخدمات من الﺨارج مثل التجهيزات الفندﻗية ،بالإضافة
إلى احتياجات التشغيل من طعاﻡ ومشروبات والتي ﻗد يتم استيرادها إما لعدﻡ توافرها في السوﻕ المحلي أو
لاعتياد السائحين على السلع المستوردة ،وﻗد تكون تلك السلع أساسية أو ﻗد تكون سلع ثانوية.
ويمكن الحد من ذلك بالاعتماد على الﺼناعات والمنتجات الوطنية والعمل على تحسين المنتج المﺼري
ووضعه موضع منافسة مع المنتج الأجنﺒي ،وبالتالي يزيد الاعتماد على المنتجات المحلية ويﻘل الاعتماد على
المنتجات المستوردة.
(ب) تحويلات النقد الأجنبي خارج البلاد :وتشمل تلك التحويﻼت :
تحويﻼت العاملين الأجانب بﻘطاع السياحة الوطني لأجورهم خارج الﺒﻼد ،مما يؤدي إلى تسرﺏ جزء كﺒير من
هذﻩ الدخول إلى الﺨارج.ويمكن تجنب هذا الأمر من خﻼل تﻘليص العمالة الأجنﺒية في الﺒﻼد ،والاعتماد على
العمالة المحلية والارتﻘاء بها لتﺼﺒح أكثر ﻗدرة على تولي تلك المهاﻡ التي كانت تؤديها العمالة الأجنﺒية.
التحويﻼت الناتجة عن الاستثمارات السياحية الأجنﺒية في الدولة السياحية وخاصة الدول النامية .وتحدث تلك
الظاهرة نتيجة :احتياج تلك الدول النامية إلى استثمارات كﺒيرة لتفي بمتطلﺒات التنمية في مراحلها الأولى ،ونظراً
لعدﻡ توافر رؤوﺱ الأموال المحلية للﻘياﻡ بتلك الاستثمارات فإن الدولة السياحية تلجأ إلى استﻘطاﺏ الاستثمارات
الأجنﺒية للﻘياﻡ بمشروعات التنمية السياحية.كذلك تظهر تلك التحويﻼت من خﻼل ظهور الفنادﻕ والمطاعم الكﺒيرة
(السﻼسل) ،وهي ما يطلق عليه الشركات عالمية النطاﻕ أو متعددة الجنسيات .ومن أمثلة شركات الإدارة
الأجنﺒية للفنادﻕ في مﺼر :الهيلتون-الشيراتون-الميريديان-الماريوت-انتركونتينتال…الخ .وكما ذكرنا فإن من
سلﺒيات وجود تلك الشركات :السيطرة الأجنﺒية ،والتسربات النﻘدية التي تحدث لعائدات تلك الشركات في صورة
تحويﻼت للأرباح وأجور العاملين الأجانب.
33