Page 36 - المتغيرات والاتجاهات الدولية فى السياحة
P. 36
ويمكن تﻘسيم تلك الإيرادات من النﻘد الأجنﺒي إلى عمﻼت صعﺒة ،يمكن تحويلها ،وعمﻼت سهلة لا
يمكن تحويلها .والعمﻼت الﺼعﺒة مثل اليورو والدولار الأمريكي ،وهذﻩ العمﻼت متوافرة بسهولة ،ومﻘﺒول
التعامل بها دوليا ،ويمكن تداولها بدون تحفظات ،حيث أن مثل تلك العمﻼت تﺼدرها الدول المتﻘدمة اﻗتﺼاديا.
أما العمﻼت السهلة فهي ﻏير متوافرة ،كما أن هناك محددات كثيرة تفرض على تداولها خارج دول إصدارها
مثل الروبية الهندية.
ويﻼحظ أن كافة التأثيرات الاﻗتﺼادية الناتجة عن النشاط السياحي يمكن تحﻘﻘها من خﻼل السياحة الدولية
أو السياحة الداخلية على حد سواء ،بينما نﻼحظ أن ﺯيادة حﺼيلة الدولة من النﻘد الأجنﺒي لا يمكن أن تتحﻘق إلا
من خﻼل السياحة الدولية وليس السياحة الداخلية .ولذا فهي تتطلب وجود سياحة دولية أو خارجية للحﺼول
عليها.
كما أن السائح الأجنﺒي يتميز عن السائح الداخلي في أنه ينفق ما يواﺯي ست مرات ما ينفﻘه السائح
الداخلي ،كما أنه يورد لﻼﻗتﺼاد أموال جديدة عوضاً عن أموال السائح الداخلي التي تم تدويرها في الاﻗتﺼاد من
ﻗﺒل.
ويﻼحظ أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على حجم الناتج من النﻘد الأجنﺒي الذي تعد السياحة
من أول وأهم المﺼادر للحﺼول عليه ،وتلك العوامل تمثل عناصر التسرﺏ النﻘدي .
( )4تأثير السياحة على العمالة)Employment ) :
يؤثر النشاط السياحي تأثيراً إيجابياً مﺒاشراً على ﺯيادة العمالة في الدولة السياحية .فالسياحة بما تتﻀمنه
من أنشطة سياحية وفندﻗية متعددة ،وما تتطلﺒه هذﻩ الأنشطة من عناصر بشرية تعد صناعة كثيفة العمالة .وكما
هو متعارﻑ عليه فإن السياحة صناعة مركﺒة تشمل الكثير من الﺼناعات الفرعية والأنشطة التجارية المﺨتلفة،
لذلك فهي في حاجة دائمة إلى الﻘوﻯ العاملة ،حيث تعتمد على العامل الإنساني اعتماداً رئيسياً ،وبالتالي فإنها
تساعد على الﻘﻀاء نسﺒياً على مشكلة الﺒطالة ،تلك المشكلة التي تعاني منها العديد من الدول السياحية ،كما أنها
تساعد على تحسين ظروﻑ العمل ومستويات الأجور ومستوﻯ معيشة الأفراد العاملين في المجال السياحي وذلك
من خﻼل التوسع في الاستثمارات السياحية.
36