Page 185 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 185

‫الملف الثقـافي ‪1 8 3‬‬

‫حسن دوغان‬  ‫دانيال بايبس‬      ‫إبراهيم الزيات‬                    ‫فقد بدأت الاختلافات‪ .‬كانت‬
                                                                  ‫بدايتها في ‪ 2003‬عندما‬
      ‫أدت احتجاجات غيزي‬       ‫وينتهي به الأمر في السجن‪.‬‬
 ‫بارك إلى كشف الفساد على‬     ‫مع تضاؤل شعبية أردوغان‪،‬‬          ‫ضغطت الولايات المتحدة على‬
                                                              ‫تركيا لاستخدام أراضيها في‬
   ‫مستوى عا ٍل في الحكومة‬         ‫اعتمد بشكل متزايد على‬
   ‫التركية‪ ،‬والتأكيد الصارخ‬   ‫الاحتيال الانتخابي‪ ،‬وسجن‬          ‫اسقاط نظام صدام حسين‬
‫لرفض حزب العدالة والتنمية‬                                         ‫وغزو العراق‪ ،‬تما ًما كما‬
   ‫للإصلاحات الديمقراطية‬          ‫زعماء المعارضة وجعل‬             ‫فعلت تركيا خلال حرب‬
‫وسيادة القانون‪ .‬بحلول عام‬         ‫رجاله يهاجمون مكاتب‬
    ‫‪ ،2014‬نأت إدارة أوباما‬       ‫الأحزاب المتنافسة‪ .‬ليس‬          ‫الخليج عام ‪ .1991‬لم يكن‬
‫بنفسها عن الحكومة التركية‬    ‫فقط أردوغان وحزب العدالة‬              ‫الدعم التركي مه ًّما فقط‬
  ‫التي بدت ذات مرة واحدة‬     ‫والتنمية راسخين في السلطة‪،‬‬
 ‫من أقرب الحلفاء الإقليميين‬    ‫ولكنهما قاما بتشكيل جيل‬         ‫لمتابعة الحرب نفسها‪ ،‬ولكن‬
‫للولايات المتحدة وتحولت إلى‬     ‫كامل ويغيران البلاد‪ .‬من‬           ‫الرسالة السياسية‪ ،‬التي‬
    ‫علاقة معاملات صارمة‪.‬‬      ‫المفيد رؤية تركيا وهي تقدم‬
                             ‫نسخة من «الثورة الإسلامية‬          ‫يمكن أن تساعد في إضفاء‬
     ‫لكن الغريب في أمر هذا‬   ‫الإيرانية»‪ .‬نحن نشهد بحركة‬         ‫الشرعية على سياسة إدارة‬
 ‫التغير أن صانعي السياسة‬      ‫بطيئة قيام إيران ثانية‪ ،‬أقل‬
                              ‫عن ًفا ودرامية‪ ،‬وأكثر تعقي ًدا‬      ‫جورج دبليو بوش لأنها‬
   ‫في الغرب كانوا مترددين‬                                     ‫«بلد إسلامي»‪ ،‬وبالتالي فهي‬
   ‫في انتقاد تركيا‪ ،‬خشية أن‬             ‫وأكثر احتما ًل(‪.)8‬‬
   ‫يتم النظر إلى «نموذجهم»‬    ‫كما قمع أردوغان الصحافة‬           ‫ليست حر ًبا ضد الإسلام‪.‬‬
‫السابق باعتباره فاش ًل‪ ،‬وكل‬                                       ‫على الرغم من أن حكومة‬
 ‫ما فعلوه هو تجنب مواجهة‬         ‫التركية‪ ،‬وحطم الضوابط‬        ‫حزب العدالة والتنمية وعدت‬
‫التعقيد التركي والتوقف عن‬        ‫المؤسسية لسلطة رئيس‬
                              ‫الوزراء‪ .‬بحلول عام ‪،2013‬‬             ‫في البداية بتقديم الدعم‬
                                                               ‫اللوجستي‪ ،‬إلا أنها تراجعت‬
                                                               ‫عن القرار ر ًّدا على معارضة‬

                                                                 ‫واسعة النطاق من كل من‬
                                                                     ‫الجمهور والبرلمان(‪.)7‬‬

                                                              ‫الديكتاتور الإسلامي‬

                                                                ‫ثم اتضح أن تركيا يحكمها‬
                                                                ‫رجل إسلامي قوي سيطر‬

                                                                  ‫على أقوى المؤسسات في‬
                                                                 ‫تركيا‪ :‬الجيش‪ ،‬المخابرات‪،‬‬
                                                                 ‫الشرطة‪ ،‬القضاء‪ ،‬البنوك‪،‬‬
                                                               ‫الإعلام‪ ،‬المجالس الانتخابية‪،‬‬
                                                               ‫المساجد‪ ،‬والنظام التعليمي‪.‬‬
                                                               ‫المزيد‪ :‬قام أردوغان بتطوير‬
                                                              ‫جيش خاص‪ ،‬سادات‪ ،‬يلاحق‬
                                                              ‫من يخالفه علانية‪ .‬على سبيل‬
                                                              ‫المثال‪ ،‬من يجرؤ على التوقيع‬
                                                               ‫على عريضة معتدلة‪ ،‬قد يتم‬

                                                                   ‫تصنيفه على أنه إرهابي‬
   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190