Page 184 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 184
الفاينانشيال تايمز أن إدارة العـدد 25 182
بوش «استثمرت الكثير
يناير ٢٠٢1 تركيا في ذلك الوقت ،زيارة
في نجاح الحكومة التركية رئيس الوزراء التركي بولنت
الجديدة ،والتي يجب أن مرة في عام ،2002اتخذ
تتمسك بها الدول الأخرى في موق ًفا أكثر براغماتية من أجاويد في يناير 2002
جميع أنحاء العالم الإسلامي الأحزاب الإسلامية التركية إلى واشنطن العاصمة،
كنموذج للإدارة الإسلامية في الماضي .في الواقع ،لن «تتوج إعادة اكتشاف
في ديمقراطية علمانية». يصف العديد من الأتراك القيمة الاستراتيجية لتركيا
أكد مارك غروسمان ،وكيل حزب العدالة والتنمية بأنه باستخدام القواعد الجوية
وزارة الخارجية للشؤون حزب إسلامي على الإطلاق، فيها للحرب في أفغانستان».
السياسية وقتها والسفير لأنه غالبًا ما يتماشى مع روجت حكومة أجاويد
السابق في تركيا ،أن هذه هي تقليد يمين الوسط التركي. بسهولة اللغة المناسبة لتأمين
الرؤية الأمريكية لتركيا ،بأن الحزب نفسه يقاوم اللقب الدعم المالي الأمريكي خلال
تكون :ديمقراطية وعلمانية «الإسلامي» ،خاصة عندما الأزمة الاقتصادية في تركيا.
وإسلامية». يكون ذلك في مصلحته الإسلاموية الليبرالية
هنا من المهم الإشارة إلى أنه الانتخابية.
بالتزامن حدث ذات التحول هذا ما وصفه الكاتب
مع إخوان الشرق الأوسط، هذا بالضبط ما التقطه والباحث دوف فريدمان
الإخوان الأتراك وقائدهم «بلا خجل اعتبروها طريقة
وخاصة مصر ،فقد حدث أردوغان ،فقدموا أنفسهم
التحالف معهم ومع حكومات باعتبارهم «ح ًّل» لمشكلة، فعالة لمحاربة التطرف
أو نموذ ًجا يحتاجه الغرب الإسلامي»( .)6هذا الهيام
في الشرق الأوسط مثل بالنموذج الإسلامي الإخواني
السعودية ومصر للحرب لـ»حاكم مسلم علماني التركي ،لم يقتصر فقط على
ضد الاتحاد السوفييتي ديمقراطي» .وكان المقابل النظرة البرجماتية لأغلب
الذي حصل عليه هو الدعم النخب السياسية في الغرب،
في أفغانستان ،باعتباره الاقتصادي والسياسي، ولكنه طال بالطبع قبلهم
كاف ًرا وعد ًوا للإسلام .وبعد أغلب أوساط اليسار الغربي،
والأهم هو المساعدة في وخاصة الأكاديمي .فهناك
11سبتمبر تقدم الإخوان الانضمام إلى الإتحاد من استخدم تعبير «الصفات
في الشرق الأوسط مثل التقدمية الأخرى للإخوان
إخوان تركيا ،باعتبارهم الأوروبي .فقد كان أردوغان المسلمين» في مصر ،ولا بد
البديل للأنظمة الحاكمة، يدرك أن سعيه لتنفيذ أن نكون «سعداء» لأنهم غالبًا
شروط الحصول على سوف يتبعون حزب العدالة
فهم «نموذج المسلم المعتدل والتنمية التركي كنموذج
الديمقراطي» ،في مواجهة عضوية الاتحاد ستحقق له لـ»الإسلاموية الليبرالية»،
طالبان والقاعدة وغيرهما هدفه بإزاحة الجيش من لاحظ التعبير .وتضيف
المجال العام ،وازاحته من الكاتبة جوليانا ديفريس التي
من «المتطرفين والإرهابيين». تصف نفسها بأنها يسارية:
ومن هنا كان الدعم لهم لكي دوره الدستوري في حماية منذ أن وصل حزب العدالة
يحكموا دول الشرق الأوسط «علمانية أتاتورك» ،فهناك والتنمية إلى السلطة لأول
شرط عدم تدخل الجيش في
بعد «الربيع العربي» ،مثل السياسة .بالفعل ضاعف
مصر وسورية وليبيا ..إلخ.
الرئيس الأمريكي بوش
لكن من الواضح أن هذه ووزير خارجيته كولن باول
الحسابات كانت خاطئة. جهودهما لمساعدة تركيا على
بدء محادثات الانضمام إلى
الاتحاد الأوروبي .ذكرت