Page 179 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 179

‫‪177‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫خاتمة‪ :‬في «ما بعد‬                ‫بـ»المجاهدين» و»المجاهدين‬        ‫خارجها‪ ،‬سوى ما تؤكد به‬
 ‫المسألة الأوروبية»‬             ‫العرب الأفغان» برعاية أمريكا‬         ‫مطلق سرديتها وتعميمه‪.‬‬
   ‫التطرف «كامن»‬
  ‫و»المشترك» كامن‬                 ‫ضد السوفييت‪ ،‬ثم تحولهم‬           ‫والأخطر هنا أن السياسات‬
                                ‫فيما بعد ذلك حينما لم يجدوا‬             ‫الأوروبية ووف ًقا لتلك‬
        ‫أي ًضا‬                  ‫هد ًفا للقتال العسكري الديني‬
                                                                  ‫الفلسفة السابقة عن حضور‬
 ‫في كل حاضنة ثقافية سواء‬          ‫«الجهاد» ضده‪ ،‬إلى محاربة‬       ‫«التمثل» المؤكد على سرديتها‪،‬‬
     ‫في بعدها الديني أو غير‬     ‫الذي اخترعهم وووظفهم‪ ،‬أي‬          ‫أحيا ًنا كانت ترعى وجود أو‬

  ‫الديني توجد فكرة الخروج‬                 ‫ضد أمريكا ذاتها‪.‬‬          ‫ظهور هذا التمثل بنفسها‪،‬‬
 ‫على المجتمع أو على «الآخر»‪،‬‬    ‫ثم ظهور «القاعدة» و»داعش»‬          ‫لتوظفه فيما بعد تأكي ًدا على‬
                                                                    ‫سرديتها وتعاليها على كل‬
    ‫في حكايات «روبن هود»‬            ‫وأخواتهم وتواصلهم مع‬
      ‫وحكايات «على الزيبق»‬        ‫«فرق الدين السياسي» بعد‬           ‫ما هو خارجها‪ ،‬حتى ولو‬
                                                                   ‫كان ذلك على حساب تطور‬
        ‫المصري‪ ،‬في مشروع‬             ‫الثورات العربية‪ ،‬وكيف‬
     ‫«الصهيونية» وعنصرية‬          ‫تم استخدام هؤلاء لتفويت‬            ‫تلك الذوات خارج المركز‬
   ‫القتل بدم بارد‪ ،‬في تطرف‬          ‫الفرصة على ظهور «تمثل‬          ‫الأوروبي في سياق طبيعي‬
   ‫الأنجليكية المسيحية تجاه‬         ‫ثوري» حقيقي‪ ،‬بعي ًدا عن‬
  ‫«الهنود الحمر» وتصفيتهم‬         ‫التطرف الديني الذي يرعاه‬                        ‫وتاريخي‪.‬‬
‫في حرب مقدسة‪ ،‬في مشروع‬             ‫الغرب ليؤكد على سرديته‬               ‫وفي هذا السياق نذكر‬
      ‫«المجاهدين الأفغان» أو‬                                            ‫حينما خرج ولي العهد‬
                                     ‫المركزية تجاه اليهودية‪،‬‬          ‫السعودي الحالي في عام‬
        ‫«الوهابية» والتكفير‪،‬‬        ‫أو بعي ًدا عن أبنية الثقافة‬       ‫‪2018‬م بتصريح خطير‬
       ‫وفي «النضال المسلح»‬      ‫النخبوبة التابعة للغرب أي ًضا‪،‬‬        ‫ومهم ودال للغاية يقول‬
      ‫في الماركسية‪ ،‬و»حرب‬          ‫أو بعي ًدا عن دولة «ما بعد‬         ‫فيه‪« :‬نشر الوهابية كان‬
    ‫العصابات» كما حدث في‬         ‫الاستقلال» الراسخة أبنيتها‬         ‫بطلب من الحلفاء لمواجهة‬
        ‫أيرلندا ضد إنجلترا‪.‬‬        ‫بقلبها العسكري في العديد‬       ‫السوفييت»(‪ .)7‬وأي ًضا حين‪:‬‬
  ‫التطرف تجاه الآخر وتجاه‬                                              ‫«أوضح بن سلمان‪ ،‬في‬
      ‫الذات باسم الحرية أو‬                ‫من الدول العربية‪.‬‬         ‫لقاء مع محرري الصحيفة‬
‫الوطنية أو العدالة أو القومية‬       ‫الغرب في حاجة دو ًما إلى‬        ‫الأمريكية‪ ،‬لدى سؤاله عن‬
  ‫أو الدين أو الفقراء؛ حاضر‬         ‫ما يبرر سرديته الخاصة‬            ‫الدور السعودي في نشر‬
  ‫وكامن في معظم الحواضن‬                                          ‫الوهابية‪ ،‬التي يتهمها البعض‬
   ‫الثقافية في العالم كله‪ ،‬لكن‬         ‫المركزية‪ ،‬هو في حاجة‬      ‫بأنها مصدر للإرهاب العالمي‪،‬‬
    ‫«المشترك» حاضر أي ًضا‪.‬‬          ‫لـ»تمثلات» عند «الآخر»‬            ‫أن الاستثمار السعودي‬
  ‫هناك مساحة لـ»المشترك»‬         ‫العربي أو غير العربي ليؤكد‬             ‫في المدارس والمساجد‬
  ‫ومساحة لـ»الخصوصية»؛‬            ‫على صحة سرديته الكبرى‬              ‫حول العالم مرتبط بفترة‬
  ‫الضغط على عناصر الهوية‬          ‫الذاتية وتعميمها‪ ،‬ليخرحها‬        ‫الحرب الباردة عندما طلبت‬
      ‫التي تمثل الخصوصية‬        ‫من إطار ما هو ذاتي إلى إطار‬           ‫الدول الحليفة من بلاده‬
 ‫سيؤدي إلى تقليص مساحة‬            ‫ما هو مطلق وعام ومقدس‪،‬‬             ‫استخدام مالها لمنع تقدم‬
 ‫«المشترك»‪ ،‬وظهور التطرف‬              ‫وفي سبيل ذلك عليه أن‬        ‫الاتحاد السوفييتي في العالم‬
    ‫والخروج على المجتمع أ ًّيا‬     ‫يتجاهل وجود أي تمثلات‬
‫كان‪ ،‬وليس كما يظن ماكرون‬        ‫أخرى‪ ،‬وفي رواية أخرى عليه‬                      ‫الإسلامي»(‪.)8‬‬
                                 ‫أن يحاربها ويضع العراقيل‬           ‫وفي سياق الحرب الباردة‬
                                                                    ‫ذاتها نذكر بداية ما ُعرف‬
                                                 ‫في سبيلها‪.‬‬
   174   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184