Page 188 - m
P. 188

‫العـدد ‪58‬‬                             ‫‪186‬‬

                               ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬                       ‫مجتمع الميم (‪ )LGBTQ‬في‬
                                                                  ‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬تحول‬
    ‫الهوية الإلحادية على أنها‬  ‫إلى النظر إلى الجوانب السلبية‬
 ‫موازية لتطور الهوية لمجتمع‬        ‫لدينه‪ ،‬حيث لم يكن يرى‬            ‫بعض الأفراد بعي ًدا عن‬
                                                                 ‫الجماعات الدينية المحافظة‬
  ‫الميم (‪ ،)LGBTQ‬تغلغل في‬        ‫سوى الإيجابيات»‪( .‬راجع‪:‬‬
 ‫الخطاب السائد والأكاديمي‪.‬‬      ‫‪.)Zuckerman 2012: 153‬‬              ‫ونحو الإلحاد لأن بعض‬
  ‫وكما هو الحال مع هويات‬                                          ‫«المعارضة الأكثر صراحة‬
                                    ‫تؤكد دراسات لا حصر‬          ‫للقوانين التي تحمي المثليين‬
    ‫مجتمع الميم (‪،)LGBTQ‬‬          ‫لها أن الملحدين أكثر دع ًما‬
   ‫يمكن اعتبار تحديد الملحد‬      ‫وتسام ًحا مع أفراد مجتمع‬            ‫جاءت من الأصوليين»‬
‫حالة مهمشة‪ ،‬لأن كون الفرد‬           ‫الميم من أفراد الجماعات‬     ‫(راجع‪Hunsberger and :‬‬
 ‫غير ديني في معظم الثقافات‬         ‫الدينية (راجع‪ :‬على سبيل‬
 ‫الغربية ينزله إلى حالة هوية‬                                      ‫‪.)Altemeyer 2006: 15‬‬
‫الأقلية مع الاضطهاد والتحيز‬            ‫المثال‪Hunsberger ،‬‬       ‫ومن الواضح أن التناقضات‬
‫المرتبطين بها (راجع‪Edgell :‬‬       ‫;‪and Altemeyer 2006‬‬            ‫بين تعاليم المنظمات الدينية‬
‫‪et al.2006‬؛ ‪.)Siner 2011‬‬          ‫‪Linneman and Clen-‬‬
                                   ‫‪denen 2010; Cimino‬‬               ‫المحافظة حول تجمعات‬
      ‫وعلى هذا النحو‪ ،‬كانت‬        ‫‪ .)and Smith 2011‬ومن‬              ‫مجتمع الميم والمعتقدات‬
    ‫المساحات المتاحة للأفراد‬   ‫خلال إجراء مقارنات إضافية‬        ‫الشخصية لأعضاء الجماعة‬
  ‫الملحدين للتواجد علانية في‬   ‫بين المتدينين والملحدين‪ ،‬يميل‬   ‫الأكثر ليبرالية قد تلهم بعض‬
 ‫العديد من الثقافات محدودة‬      ‫الملحدون أي ًضا إلى دعم القيم‬   ‫الأفراد للبدء في التشكيك في‬
   ‫إلى حد كبير عبر التاريخ‪،‬‬      ‫النسوية‪ ،‬وبشكل عام‪« ،‬كن‬
‫مما أدى إلى اتخاذ العديد من‬     ‫غير عقائدي وغير متعصب»‬                   ‫معتقداتهم الدينية‪.‬‬
  ‫الملحدين لإخفاء معتقداتهم‬                                        ‫في الواقع‪ ،‬أوضح كل من‬
                                     ‫(راجع‪Hunsberger :‬‬          ‫هونسبيرجر( (�‪Hunsberg‬‬
      ‫عن الأصدقاء والعائلة‬        ‫‪and Altemeyer 2006:‬‬             ‫‪ )err‬وألتماير (�‪Altemey‬‬
      ‫وزملاء العمل وأعضاء‬                                           ‫‪ )er‬في بحثهم الرائد مع‬
                                     ‫‪ .)110‬وبالمجمل‪ ،‬فليس‬         ‫الأفراد الملحدين‪ ،‬أن بعض‬
           ‫طوائفهم الدينية‪.‬‬       ‫من المستغرب أن الارتباط‬      ‫الأشخاص من خلفيات دينية‬
‫شجعت الدعوات الأخيرة من‬        ‫بالملحدين يشعر بعض الأفراد‬         ‫متشددة أصبحوا ملحدين‬
                                  ‫من مجتمع الميم بمزيد من‬        ‫بسبب خلافات مع مواقف‬
   ‫قادة حركة الإلحاد الجديد‬    ‫الراحة والأمان (عند مقارنته‬      ‫كنيستهم تجاه أفراد مجتمع‬
  ‫الملحدين على (الخروج) من‬       ‫بأعضاء الجماعات الدينية)‪.‬‬
  ‫الخزانة والتعريف بهويتهم‬                                                           ‫الميم‪.‬‬
                               ‫‪ -٩‬الخزانة الأخرى‪:‬‬                    ‫حيث وصف زوكرمان‬
     ‫بفخر على أنهم مرتدون‬      ‫الخروج منها كملحد‪:‬‬              ‫(‪ )Zuckerman‬مثا ًل ممتا ًزا‬
  ‫(راجع‪Dawkins 2006; :‬‬                                              ‫لهذا الصراع‪« :‬بدأ رجل‬
                                ‫في تشرين الثاني ‪ ،2011‬بدأ‬      ‫يشعر بالغربة عن دينه عندما‬
    ‫‪ .)Hitchens 2007‬أحد‬        ‫مقال مثير للجدل في صحيفة‬            ‫تم رش عبارة (الله يكره‬
  ‫الأمثلة البارزة على ذلك هو‬   ‫نيويورك تايمز ببيان جريء‪:‬‬         ‫الشذوذ) على جدار في كلية‬
                                ‫«معلنًا لوالدته‪ ،‬رونيل آدامز‬       ‫الغرب الأوسط المسيحية‬
    ‫الموقع الإلكتروني الحملة‬                                      ‫الصغيرة التي كان يدرس‬
  ‫العلنية (‪)Out Campaign‬‬           ‫يخرج من خزانته مرتين‪،‬‬        ‫فيها‪ .‬على الرغم من أنه ليس‬
                                   ‫أو ًل عن مثليته الجنسية‪،‬‬         ‫مثليًّا‪ ،‬فإن هذا التعصب‬
    ‫(‪ ،)١١‬الذي يرعاه ريتشارد‬      ‫ثم عن إلحاده»‪ .‬في الواقع‪،‬‬     ‫الديني فتح عينيه‪ ،‬مما دفعه‬
  ‫دوكينز( (�‪Richard Daw‬‬           ‫الاتجاه المتمثل في مناقشة‬

    ‫‪ ،)١٢()kins‬والذي يشجع‬
    ‫الملحدين على الكشف عن‬
 ‫هوياتهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لا يدعم‬
  ‫جميع الملحدين هذه الحركة‬
   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193