Page 38 - DILMUN 16_Neat
P. 38
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﻭﺑﺘﺮﺍ ﻣﺘﺠﻬﺎ
ﻏﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺧﻻﻝ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻨﺒﻄﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﻏﺰﺓ ﻭﺍﻟﻌﺮﻳﺶ ﺍﻭ ﺣﺘﻰ ﺷﻤﺎﻻ ﺍﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻛﺬﻟﻚ (ﺳﺘﺮﺍﺑﻮ) ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ :
»ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻞ ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﻟﻴﻮﺱ ﻛﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻰ ﺑﺘﺮﺍ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺮﻳﺶ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻓﻴﻨﻴﻘﻴﺎ ﻗﺮﺏ ﻣﺼﺮ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ«.
(ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ)٠٢٤٠٤٠١٦
ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺳﺘﺮﺍﺑﻮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺑﺘﺮﺍ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺑﻞ ()٦١٠٤٠٢
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺩﻳﻮﺩﻭﺭﻭﺱ ﺳﻴﻜﻠﻮﺱ ﻋﻻﻗﺔ ﺑﺘﺮﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺮﻫﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻴﻦ( )٥1١١٤٢,
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺑﻠﻴﻨﻰ ( ٧٩ ٣٢ﻕ ﻡ).
ﻣﺎﺳﺒﻖﻗﺎﺋﻻ ﺭﺎﻨﻫﻙ ﻃﺮﻳﻘﺎﻥ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺘﺮﺍ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﻟﻤﻴﺮﺍ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻏﺰﺓ« .
(ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ١٧ﺭ٤)١
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ
ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ (ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ) ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻰ
ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ (ﺃﺳﻔﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻﺭﺗﺮﻱ) ﺣﻴﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ:
»ﻲﻓ ﻳﺴﺎﺭ ﺑﺮﻧﻴﺲ ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻟﻬﺎ ..ﺷﺮﻗﻲ ﻣﻴﺮﺱ ﻫﺮﻣﻮﺱ ﻭﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ
ﻳﻮﺟﺪ ﺎﻨﻴﻣﺀ ﺁﺧﺮ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﺮﻯ ﺍﻟﻰ ﺑﺘﺮﺍ ﻭﺍﻟﻰ ﻣﺎﻟﻴﻜﻮﺱ ﻣﻠﻚ
ﺍﻻﻧﺒﺎﻁ ﻭﺗﻘﺼﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺬﺍ ﻳﻮﺟﺪ
ﺿﺎﺑﻂ ﺟﻤﺎﺭﻙ ﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ »ﺃﺎﻣ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻓﻬﻲ
ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻤﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻴﻻﺩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﻣﺠﻬﻮﻻ ﺭﻏﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺳﺘﺮﺍﺑﻮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺬﻛﺮ »ﻞﻘﺘﻨﺗ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﻣﻦ ﺑﺘﺮﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺑﺴﻻﻡ ﻭﺃﻣﺎ(ﻥ )٦١٠٤٣«٢ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻣﺠﺪ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻻﻧﺒﺎﻁ ﻛﺎﻧﺖ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺎﺷﺮﻭﻥ ﻟﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺍﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ
ﺍﻟﻰ ﻣﺼﻰ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﻟﻤﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺣﺘﻰ
ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٠٦ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻴﻻﺩ .ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻪ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻻﻥ ﻟﺰﺍﻣ ًﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺬﻛﺮ
ﻣﻮﻗﻊ ﻧﺒﻄﻲ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺪﺍﺋﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺑﺘﺮﺍ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺬﻛﺮ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ :
٣٦