Page 51 - Dilmun 29

‫قلعة أيلة البحر ودورها في الحفاظ على أمن الحرمين والتجارة‬ ‫د‪ .‬محمد حلمي السيد‬
‫في البحر الأحمر فترة الحروب الصليبية (‪578 510-‬هـ‪1181 1116-/‬م)‬

‫قلعة أيلة‬ ‫‪helmy.m75@gmail.com‬‬ ‫اقتصاد ًيـا (‪ )48‬بتوجيـه ضربـة الغــرض مــن الحملــة‪ ،‬فتعمــق‬
‫البحر‬ ‫قاصمــة للتجــارة والاقتصــاد جنو ًبــا فــي البحــر الأحمــر‬
‫المصــري‪ ،‬وعنــد ذلــك أدرك وصــو ًلا لمينــاء عيــذاب منفــذ‬
‫أرنـاط ضـرورة إعادة السـيطرة مصـر الشـهير للحجـاز فـي تلـك‬
‫علـى قلعـة أيلـة البحـر بجزيـرة الفتــرة‪ ،‬وقــد فاجــأت الحملــة‬
‫أيلــة “فرعــون حال ًيــا”‪ ،‬والتــي التجــار والحجــاج فــي عيــذاب‬
‫تعــد رأس حربــة متقــدم فــي حيــث لــم يعتــادوا أن يــروا‬
‫رأس الخليــج ولا يمكــن غيـر المسـلمين فـي هـذا البحـر‬
‫الســيطرة علــى الحركــة فــي مــن قبــل ســواء تاجــ ًرا كان‬
‫الخليــج بــدون إحــكام الســيطرة أم عســكر ًيا (‪ ،)49‬فهاجمــت‬
‫علـى تلـك القلعـة‪ ،‬وانطا ًقـا مـن الحملـة المينـاء واسـتولت علـى‬
‫هــذه الأهميــة تو ّجــه الأســطول كميــات كبيــرة مــن البضائــع‬
‫الصليبـي فـي البدايـة إلـى قلعـة كانــت مخزنــة‪ ،‬كمــا اســتولى‬
‫أيلــة البحــر فحاصرهــا وشــ ّدد علــى مراكــب للحجــاج وميــرة‬
‫عليهــا الحصــار ومنــع عنهــا الحرميـن وأحرقـوا حوالـي ‪16‬‬
‫إمــدادات المــاء مــن الســاحل‪ ،‬مرك ًبــا وكميــات أخــرى كبيــرة‬
‫إلا أ ّن حاميتهــا اشــتبكت مــع مــن البضائــع فــي المينــاء‪ ،‬ثــ ّم‬
‫القــوات الغازيــة ولــم تستســلم تحولـوا إلـى السـاحل الحجـازي‬
‫وفشــل فــي الاســتياء عليهــا فنزلــوا علــى ســواحل الحــوراء‬
‫ممــا أخــر الحملــة فتــرة أمــام قــرب ينبــع وأغــاروا علــى‬
‫الجزيـرة فتـرك أمامهـا مركبيـن القوافــل التجاريــة فــي المنطقــة‬
‫كبيريـن لمناوشـة أهلهـا وانطلـق أثنـاء طريقهـم للوصـول للمدينـة‬
‫هـو بباقـي الأسـطول لاسـتكمال الشــريفة‪ ،‬وفــي تلــك الفتــرة‬

‫‪ 51‬ابن واصل‪ ،‬مفرج الكروب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪130‬؛ ابن جبير‪ ،‬محمد بن أحمد الكناني‪ ،‬رحلة ابن‬
‫جبير‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‪ ،‬ص ‪57‬؛ سلطان‪ ،‬أمير الكرك الصليبي‪ ،‬ص ‪415 413-‬؛ عاشور‪:‬‬

‫‪.‬الحركة الصليبية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪787‬‬

‫‪ 52‬سالم‪ ،‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماني الأول لليمن ”‪1635 1538-‬م“‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار‬
‫‪.‬الأمين للطباعة‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪112 61-‬‬

‫‪49‬‬