Page 53 - Dilmun 29

‫قلعة أيلة البحر ودورها في الحفاظ على أمن الحرمين والتجارة‬ ‫د‪ .‬محمد حلمي السيد‬
‫في البحر الأحمر فترة الحروب الصليبية (‪578 510-‬هـ‪1181 1116-/‬م)‬

‫‪helmy.m75@gmail.com‬‬ ‫البحــر الأحمــر‪ ،‬حيــث كانــت وظــ ّل البحــر الأحمــر بحيــرة‬

‫الخطــة الســيطرة علــى رأس إســامية بحتــة طــوال العصــر‬

‫قلعة أيلة‬ ‫خليــج العقبــة عبــر الاســتياء الأيوبـي والمملوكـي والعثمانـي‬
‫البحر‬
‫علـى قلعـة أيلـة البحـر بجزيـرة كرامــة لوجــود الحرميــن‬

‫فرعــون‪ ،‬والســيطرة علــى الشــريفين‪ ،‬ولــم يعكــر صفــو‬

‫مينــاء عــدن بمدخــل البحــر هـذا الوضـع إلا ظهـور الخطـر‬

‫الأحمـر ليتمكنـوا مـن السـيطرة البرتغالــي فــي القــرن الســادس‬

‫التامـة علـى الخطـوط التجاريـة عشــر وتمكنــه مــن زرع نفســه‬

‫البحريـة لتجـارة الكارم الشـهيرة فــي مدخــل البحــر الأحمــر‬

‫الـواردة مـن اليمـن والهنـد إلـى ومناطـق شـرق أفريقيـا والخليـج‬
‫أوروبــا عبــر مصــر ونقــل العربــي وصــو ًلا للهنــد (‪.)52‬‬

‫مركـز التجـارة مـن مصـر إلـى ومــن خــال هــذا العــرض‬

‫بـاد الشـام التـي تسـيطر عليهـا يبــدو واض ًحــا الــدور الرئيــس‬

‫الكيانــات الصليبيــة هنــاك‪ ،‬والمحــوري الــذي لعبتــه قلعــة‬

‫لإنعــاش الوضــع الاقتصــادي أيلــة فــي رأس خليــج العقبــة‬

‫لتلــك الإمــارات وإضعــاف لتأميـن الماحـة وحركـة التجارة‬

‫مصــر اقتصاد ًيــا بشــكل مؤثــر فـي الخليـج‪ ،‬ومـا مارسـته مـن‬

‫تمهيــ ًدا لإضعافهــا عســكر ًيا دور فــي الدفــاع عــن الحرميــن‬

‫والاســتياء عليهــا‪ ،‬وبذلــك الشــريفين وتأميــن درب الحــج‬

‫يضمنـوا الاسـتقرار فـي المنطقة والتجــارة عبــر رأس خليــج‬
‫العقبـة وصـو ًلا للشـام والحجـاز‪.‬‬
‫العربيــة بــدون مشــاكل‪.‬‬

‫ابن الأثير‪ ،‬علي بن محمد الشيباني الجزري‪ ،‬الكامل في التاريخ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ج‪ ،10‬ص ‪.71‬‬ ‫‪46‬‬

‫وشقيف أرنون قلعة حصينة ج ًدا في كهف من الجبل بالقرب من بانياس‪ ،‬شهدت القلعة نتيجة‬
‫لأهمية موقعها وصلابتها مواجهات عنيفة بين المسلمين والفرنجة خلال فترة الحروب‬
‫الصليبية‪.‬‬

‫راجع‪ :‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ ،3‬حرف الشين‪.‬‬

‫‪http://arab-ency.com.sy/detail/8959‬‬

‫‪ 47‬محمود‪ ،‬العلاقات بين أرناط وصلاح الدين‪ ،‬ص ‪.109‬‬

‫‪ 48‬القوصي‪ ،‬تجارة مصر في البحر الأحمر‪ ،‬ص ‪155 154-‬‬

‫‪51‬‬