Page 49 - Dilmun 29
P. 49
قلعة أيلة البحر ودورها في الحفاظ على أمن الحرمين والتجارة د .محمد حلمي السيد
في البحر الأحمر فترة الحروب الصليبية (578 510-هـ1181 1116-/م)
قلعة أيلة helmy.m75@gmail.com فمنــذ أن أصبــح أرنــاط ســيد ( ،)41وبنـاء علـى هـذا الموقـع
البحر شــرق الأردن عقــب زواجــه الهــام عمــد أرنــاط إلــى إعــادة
مـن الأميـرة “سـتيفاني” وريثـة التخطيـط للسـيطرة علـى تجـارة
عــرش المنطقــة ومــن خالهــا البحـر الأحمـر وإضعـاف مصر
تم ّكــن مــن إدارة منطقــة شــرق اقتصاد ًيـا ،إضافـة إلـى الرغبـة
الأردن وخاصــة مجموعــة الشـديدة لـدى الصليبييـن لإيجـاد
حصـون الكـرك والشـوبك ومـا مــوارد ماليــة ثابتــة لإنعــاش
لهمـا مـن أهميـة كبيـرة وموقـع اقتصادهــم واســتمرار آلــة
اسـتراتيجي مميـز فـي الطريـق الحـرب لديهـم قـادرة علـى صـد
بيــن مصــر والشــام والحجــاز القــوة الإســامية الناشــئة عقــب
ذكـر عنـه ابـن شـداد “ ...ومنـه تم ّكــن الســلطان صــاح الديــن
ضــرر عظيــم فإنــه كان يقطــع مـن توحيـد الجبهـة الإسـامية،
عـن قصـد مصـر بجيـش وكانت وهـو المجـال الـذي بـدأه الملـك
القوافــل لا يمكنهــا الخــروج إلا بلدويـن مـن قبـل حينمـا ف ّكـر في
مــع العســكر الجمــة الغفيــرة السـيطرة علـى الطـرق التجارية
فاهتــم الســلطان بأمــره ليكــون لتحصيــل الجمــارك (.)42
الطريــق ســابلة إلــى مصــر” عمــد أرنــاط إلــى محاولــة
Archer, T. A., The Crusades, the story of Latin Kingdom of Jerusalem, London 1919, P. 139 39
.ماجد ،عبدالمنعم ،العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الوسطى ،بيروت1966 ،م ،ص 151
.القوصي ،تجارة مصر في البحر الأحمر ،ص 142 137- 40
يلاحظ أ ّن هذا الأسلوب هو ما اتبعه الإسبان والبرتغاليون في القرن السادس عشر أثناء حركة
الكشوف الجغرافية فعمدوا إلى إضعاف الإمبراطورية المملوكية في مصر والشام والجزيرة
العربية من خلال السيطرة على الموارد الاقتصادية الكبيرة لتجارة التوابل ”الكارم“ التي كانت
تم ّر عبر مصر والشام إلى أوروبا ،ومع نجاحهم في ذلك عبر غلق البحر الأحمر والخليج
العربي أمام التجارة العربية من الهند إلى أوروبا ضعفت الدولة المصرية بالفعل ،وهي
الأحداث التي انتهت بهزيمة الأسطول المصري في معركة ديو البحرية وما أعقبها من دخول
.العثمانيين لمصر والقضاء على الدولة المملوكة
41ابن شداد ،أبوالمحاسن بهاء الدين ،النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ،القاهرة،
2000.م ،ص 43
47