Page 52 - Dilmun 29
P. 52

‫العدد التاسع والعشرون – يوليو ‪2021‬‬    ‫جمعية تاريخ وآثار البحرين ‪ /‬مجلة دلمون‬

‫فــي طريــق المدينــة حتــى لــم‬      ‫وصلــت البرقيــات والإشــارات‬                    ‫‪helmy.m75@gmail.com‬‬  ‫قلعة أيلة‬
‫يبــ َق بينهــم وبينهــا إلا مســافة‬  ‫مــن قلعــة أيلــة البحــر ومــن‬                                       ‫البحر‬
‫يـوم‪ ،‬فمضـى خلفهـم وحاصرهم‬            ‫عيــذاب إلــى القاهــرة ودمشــق‬
‫هنــاك فــي شــعب لا مــاء فيــه‪،‬‬     ‫بمـا فعـل أرنـاط‪ ،‬وكان صـاح‬
‫حتــى استســلموا‪ ،‬فقتــل أكثرهــم‬     ‫الديـن وقتهـا بالشـام فأمـر أخـاه‬
‫وأرســل بعضهــم إلــى “ ِمنــى”‬       ‫النائــب بمصــر العــادل أبوبكــر‬
‫ليقتلــوا بهــا عقوبــة لمــن هــدد‬   ‫بتجهيــز الأســطول لنجــدة قلعــة‬
‫حـرم الله تعالـى وحـرم رسـوله‪،‬‬        ‫أيلـة والقضـاء علـى الحملـة قبـل‬
‫وعـاد بالباقيـن إلـى مصـر‪ .‬فكان‬
‫لدخولهـم يـوم مشـهود‪ ،‬وطيـف‬              ‫أن يســتفحل أمرهــا (‪.)50‬‬
‫بهـم فـي القاهـرة والإسـكندرية‪،‬‬       ‫فأمـر حسـام الدين لؤلـؤ الحاجب‬
‫ورآهـم ابـن جبيـر بالإسـكندرية‬        ‫قائـد الأسـطول أن يتتبـع هـؤلاء‬
‫وقــد تجمــع النــاس حولهــم‪،‬‬         ‫الغــزاة‪ ،‬فأخــذ الأســطول‬
‫عندمــا أدخلــوا البلــد راكبيــن‬     ‫وانقــض علــى محاصــري أيلــة‬
‫علــى الجمــال‪ ،‬ووجوههــم‬             ‫وقاتلهــم فقتــل بعضهــم‪ ،‬وأســر‬
‫إلــى أذنابهــا‪ ،‬وحولهــم الطبــول‬    ‫الباقـي‪ .‬ثـم مضـى إلـى عيـذاب‬
                                      ‫وأخــذ يتتبــع مراكــب العــدو‬
             ‫والأبــواق (‪.)51‬‬         ‫حتــى عثــر عليهــا بعــد أيــام‪،‬‬
‫وكان هــذا نهايــة لأحــام‬            ‫فأوقـع بهـا‪ ،‬وأطلـق المأسـورين‬
‫الصليبيــــين فـي السـيطرة علـى‬       ‫مــن التجــار فيهــا‪ ،‬ورد عليهــم‬
‫تجـارة البحـر الأحمـر وصـو ًلا‬        ‫مــا أخــذ منهــم‪ .‬ثــم توجــه إلــى‬
‫لمينـاء عـدن التجـاري في مدخل‬         ‫رابــغ فــرأى العــدو قــد تعمــق‬

‫‪ 42‬مؤنس‪ ،‬محمد‪ ،‬الحروب الصليبية والعلاقات بين الشرق والغرب‪ ،‬مؤسسة عين للدراسات‬
                           ‫والبحوث الإنسانية والاجتماعية‪ ،‬ط‪1999 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.109‬‬

  ‫‪ 43‬مؤنس‪ ،‬الحروب الصليبية‪ ،‬ص ‪215‬؛ ابن واصل‪ ،‬مفرج الكروب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.131 129-‬‬

                                               ‫‪ 44‬المقريزي‪ ،‬السلوك‪ ،‬ج ‪ ،1‬ق‪ ،1‬ص ‪.72‬‬

‫‪ 45‬سلطان‪ ،‬علي‪” ،‬أمير الكرك الصليبي رينو دى شاتيو“‪ ،‬مجلة جامعة تكريت للعلوم الإنسانية‪،‬‬
                                     ‫مجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،9‬تشرين الأول ‪ ،2006‬ص ‪.413‬‬

                                                                                                            ‫‪50‬‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57