Page 29 - محاضرات في آثار مصر اليونانية
P. 29
ويروي المؤ ّرخ المصري«ابن إياس» ,أنه عندما زار السلطان«الأشرف قايتباي »الإسكندرية ,في عام 1477
م ,أمر أن يُبنى مكان الفنار برج جديد ,وهو ما ُعرف فيما بعد ببرج قايتباي ,ثم طابية قايتباي ,التي لا تزال
قائمةً ,حتى اليوم.
لوحة من القرن السادس عشر تصور الفنار لمارتن همسكريك
وكان الفنار يتألَّف من أربعة أقسام ,الأ َّول عبارة عن قاعدة مربَّعة الشكل ,يفتح فيها العديد من النوافذ ,وبها
حوالي 300غرفة ,مج َّهزة لسكنى الفنيين القائمين على تشغيل المنار وأُسرهم .أما الطابق الثاني ,فكان ُمث َّمن
الأضلاع ,والثالث دائرياً ,وأخيراً تأتي قمة الفنار ,حيث يستقر الفانوس ,مصدر الإضاءة في المنارة ,يعلوه
تمثال لإيزيس ربه الفنار ايزيس فاريا.
ومن الطريف ,أن اسم جزيرة« فاروس »أصبح َع َلماً على اصطلاح منارة ,أو فنار ,في اللغات الأوربية,
واشتُقَّت منه كلمة« فارولوجيا »للدلالة على علم الفنارات.
وقال جراتيان لوبير إن المنارة القديمة كانت مشيدة على صخرة تلاطمها مياه البحر من كل مكان وكانت ترتفع
لعدة طوابق ,ويحيط بكل طابق منها دهليز يدعمه صف من الأعمدة,وفي الليل يضيء البرج الموجود أعلاها
شعلتين يراهما المسافر على بعد 300غلوة من عرض البحر ,أما في النهار فكان في البرج مرآة معدنية تنبه
السفن للشاطئ قبل ظهوره في الأفق ,وقد بنيت بعض أحجارها أنقاض مدن هليوبوليس وممفيس وطيبة ,حيث
نقلت إليها أعمدة ومسلات من المدن الفرعونية القديمة بتكاليف باهظة ]1[.
كيفية عمل المنارة
28