Page 26 - محاضرات في آثار مصر اليونانية
P. 26
أما عن إقامة العمود فمن المعروف أن بعد قطعه من محاجر الجرانيت بأسوان ,نقل عن طريق النيل ثم حمل
في الترعة التي تمد الإسكندرية بالمياه العذبة والتي كانت تبعد في جزء منها عن المنطقة بمسافة 570م ,ومن
الترعة نقل إلى حيث يوجد الأن.
وتاج العمود ينتمي إلى نوع التيجان التي تتميز بالزخرفة النباتية ذات الطراز الكورينثي .وقد وضعت قاعدة
العمود على أساسات من الأحجار الصلبة المتعددة كالجرانيت والبازالت والكوارتز وهي عبارة عن كتلة تحمل
نقش هيروغليفى يتضمن أسماء الملوك من الأسرة الثانية عشر مثل“ :سونسرت الثانى” و”سونسرت الثالث”,
كذلك جزء من مسلة عليها نقوش هيروغليفي يحمل اسم الملك “تحتمس الثالث” ,وأيضا كتلة مزينة بصورة
الملك “سيتى الأول” من الأسرة التاسعة عشرة ومصحوبة باسمه مكتوب بالهيروغليفية ,وكذلك كتلة عليها
خرطوش يحوي اسم الملك “بسمتيك الأول” من الأسرة السادسة والعشرين .وأخيراً جزء من قاعدة تمثال من
البازلت تحمل نقشاً يونانياً يدل على أن التمثال كان للملكة البطلمية “ارسنوي الثانية” – زوجة الملك “بطليموس
الثانى” (فلادلفيوس).
ونجد على الجزء العلوي من قاعدة العمود على إحدى جوانبه نقشاً يونانياً محفوراً يمكن قراءته فقط عندما
تسلط عليه أشعة الشمس وفحوى هذا النقش كالآتي“ :إلى الإمبراطور العادل الإله الحامي للإسكندرية
دقلديانوس الذي لا يقهر أقام بوستيموس وإلي مصر هذا العمود”
وقد اثار هذا النقش جدلاً كبيراً لأن السطح الجرانيتي قد تآكل بفعل الزمن ,ولذلك فإن النقش غير كامل في
بعض اجزائه وخاصة اسم الوالي.
ولذلك ظهرت آراء تنفي أن اسم الوالي “بوستيموس” ,فقد رأى العالم “فاندي سيجلين” الذي قام بدراسة النقش
وقارن بين الإسم الموجود في النقش وبين الإسم الوارد في برديتين من برديات منطقة البهنسا – وهما من
عصر الامبراطور “دقلديانوس” – وكان الاسم هو “ايليوس بويليوس” والبردية الأولى تعطينا اسم الوالي
بالكامل ومدة حكمه التي بلغت شهرين خلال عام ( 296م)
25