Page 30 - محاضرات في آثار مصر اليونانية
P. 30

‫صورة منارة الإسكندرية على فسيفساء قصر ليبيا‬
   ‫ولم يعرف أحد‪ ,‬يقيناً‪ ,‬كيف كانت تعمل المنارة‪ ,‬أو الفنار‪ ,‬وقد ظهرت بعض الاجتهادات‪ ,‬لم يستقر الخبراء‬
     ‫وعلماء التاريخ على أيٍ منها‪ .‬وث َّمة وص ٌف لمرآة ضخمة‪ ,‬كاسرة للآشعة‪ ,‬في قمة الفنار‪ ,‬كانت تتيح رؤية‬

                                                   ‫السفن القادمة‪ ,‬قبل أن تتمكن العين المج َّردة من رصدها‪.‬‬
      ‫وقد كتب الر َّحآلة العربي القديم«ابن جبير»‪ ,‬أ َّن ضوء الفنار كان يُرى من على بُعد ‪ 70‬ميلاً‪ ,‬في البحر‪.‬‬
‫وهناك رواية تُفيد بأن مرآة الفنار‪ ,‬وكانت إحدى الإنجازات التقنية الفائقة في عصرها‪ ,‬قد سقطت وتح َّطمت في‬
    ‫عام ‪ 700‬م‪ ,‬ولم تُستبدل بغيرها وفقد الفنار صفته الوظيفية منذ ذلك الوقت‪ ,‬وقبل أن يد ّمره الزلزال تماماً‪.‬‬
    ‫ويُقال أن الصعود إلى الفنار‪ ,‬والنزول منه‪ ,‬كان يتم عن طريق منحدر حلزوني أما الوقود‪ ,‬فكان يُرف ُع إلى‬
    ‫مكان الفانوس‪ ,‬في الطابق الأخير‪ ,‬بواسطة نظام هيدروليكي‪ .‬وقد وصففورستر طريقة أخرى لرفع الوقود‬
    ‫(الخشب) إلى موقع الفانوس‪ ,‬فذك َر أن صفَّاً طويلاً من الحمير كان في حركة دائبة‪ ,‬لايتوقف ليلاً أو نهاراً‪,‬‬

                             ‫صعوداً ونزولاً‪ ,‬عبر المنحدر الحلزوني‪ ,‬تحمل الوقود الخشبي على ظهورها‪!.‬‬
‫وفي ُمفتتح القرن العشرين‪ ,‬ق َّدم الأثري والمعماري الألماني«هرمان ثيرش »نموذجاً للفنار‪ ,‬في هيئة أقرب إلى‬

                        ‫نُ ُصب تذكاري‪ ,‬يرتفع كبرج فخم مك َّون من ثلاثين طابقاً‪ ,‬ويحتوي على ‪ 300‬غرفة‪.‬‬

                                                                ‫‪29‬‬
   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35