Page 25 - محاضرات في آثار مصر اليونانية
P. 25
فلقد قاد الإمبراطور الروماني في ذلك الوقت دقلديانوس ( 305-284م) الجيش وقدم به إلى مصر ,وبعد فترة
حصار طويلة لمدينة الإسكندرية دامت قرابة ثمانية أشهر انتشرت فيها الفوضى والاضطرابات والجوع,
استطاع هذا الإمبراطور اخماد تلك الفتنة ,وقام بتوزيع جزية القمح التي كانت ترسلها مصر سنوياً إلى روما
على الأهالي مما أدى إلى الاستقرار واستتباب الأمن.
وكتعبير عن الشكر والإمتنان لهذا المعروف الذي اسداه “دقلديانوس” لمواطني المدينة ,اصدر الوالي الجديد
“بوستيموس” عام ( 297م) أوامره بنحت وإقامة هذا العمود.
وصف العمود:
وقد اطلق على العمود عدة أسماء منها “عمود السوارى” – وهو الإسم الذي عرف في العصر الإسلامي,
وربما يرجع ذلك الإسم إلى الإرتفاع الشاهق للعمود بين الأربعمائة عمود التي تشبه الصواري التى كانت
تحيط بمعبد السيرابيوم والتي أمر حاكم الإسكندرية في عهد صلاح الدين الأيوبي والذي يدعى (اسد الدين
فراجا) بإلقائها في البحر حتى يعوق الأعداء من الدخول للمدينة.
وقد ظل هذا الإسم باقياً حتى الأن بل أطلق اسم العمود على مدافن المسلمين المجاورة للمنطقة الأثرية.
أما فى العصور الوسطى فقد ساد اعتقاد بأن رماد جثة القائد الروماني “بومبى” والذي هرب إلى مصر فراراً
من يوليوس قيصر وقتلة المصريون ,قد حفظت في إناء جنائزي وضع فوق تاج العمود ولذلك اطلق عليه
خطأ اسم “عمود بومبى”
تحفة فنية:
العمود عبارة عن كتلة من الجرانيت الوردي ويتكون من القاعدة والبدن والتاج.
وبدن العمود عبارة عن كتلة واحدة يبلغ طولها 20٬75م وقطره من أعلى 230سم ومن اسفل فيبلغ
قطره270سم ,والارتفاع الكلي للعمود بما فيه القاعدة والتاج يصل إلى 26٬85م
24