Page 6 - تاريخ مصر الفرعونية 2
P. 6
تل الضبعة في الوقت الحالي
موقف ملوك مصر من غزو الهكسوس
مع دخول الهكسوس لمصر خلال حكم الأسرة الثالثة عشرة فإن الملوك الأواخر لهذه الأسرة قد تقهقروا
لمصر العليا أو أنهم تنازلوا عن الحكم لأسرة محلية جديدة ،كما شهدت نفس الفترة انتهاء الأسرة 14بسخا
بكفر الشيخ .ولم يكن يضير الهكسوس أنهم لا يحكموا دولة موحدة ،لأنهم إعتادوا أسلوب الإمارات المنفصلة.
مراحل الجهاد والتحرير
بدأت نزعات التحرر من إقليم طيبة ،وكان قد إستغل بعد موقعه في قلب الصعيد وتمتع بنوع من
الإستقلال الذاتي ،ثم إستطاع كبار حكامه أن يمدوا نفوذهم حتى أبيدوس فأزاحوا نفوذ الهكسوس إلى الشمال
حتى حدود القوصية ،واعتبروا أنفسهم الخلفاء المباشرين لملوك الدولة الوسطى .وعرفتهم أسرتهم بإسم الأسرة
السابعة عشرة الوطنية وعاصرت أواخر ملوك الهكسوس.
لم تكن مهمة هؤلاء الملوك سهلة ،فبدأوا بها على حذر إتقاء إثارة الهكسوس ضدهم قبل إستكمال
إستعدادهم ،ونكتفي بجهاد المصريين تحت راية الثلاثة الأخيرين منهم ،وهم القادة الملوك :سقننرع (تاعا
الثاني) وولداه كامس وأحمس.
الملك سقننرع تا عا قن الثاني
صورت جزء من هذه الإنتفاضة من خلال بردية محفوظة حالياً بالمتحف البريطاني كتبها كاتب مصري
يدعى "بنتاور" خلال القرن الثالث عشر أي بعد خروج الهكسوس من مصر بنحو ثلاثة قرون ،بما يعني أن
أخبار الأحداث القومية الرئيسية لم تكن تنمحي من أوساط المثقفين مهما طال الأمد عليها .وروت نصوص
البردية أن أرض مصر كانت تئن تحت وطأة الوباء (حكم الهكسوس) ،فبينما حكم الملك سقننرع تا عا الثاني
في مدينة طيبة الجنوبية ،حل الوباء في مدينة الهكسوس ،وبمعنى آخر إستقر الملك إببي أو أبوفيس (ملك
الهكسوس) في .Ḥwt wart
6