Page 9 - تاريخ مصر الفرعونية 2
P. 9
وبدأ بمصر الوسطى فطهرها من الهكسوس ،ووفقاً لنصوص نصبه في الكرنك فقد شن حملة مفاجئة على
النوبة وأجبر واليها الجديد على وقف صداقته للهكسوس ،ثم عمل على قطع الإمدادات التي كانت تصل إلى
الهكسوس عن طريق فروع النيل.
وهنا انقسم على أنفسهم وخرج بعضهم على طاعة ملكهم .وأحرز كامس نصراً في بعض المواقع
النهرية ،وسجل رجاله في نصوصه بعض العبارات التي كان يرددها في مجالسه أو يرسل بها إلى عدوه
يتوعده بها وكان من قوله" :هذا أوان الهجوم ،ها أنذا ولسوف أنتصر""" ،سوف تعجز مع جيشك أيها العامو..
وينكشف ظهرك أيها الخاسئ ،فها هو جيشي وراءك ،وسوف يصيب العقم نساء عاصمتك ،ولن تنبض قلوبهن
في أبدانهن حين يسمعن صرخة الحرب من جيشي .إن يدي هي العليا ،والنجاح حليفي ،..أي وحق ربي آمون
القادر ،لن أدع لك بقاء ،لقد خابت آمالك أيها الخاسئ الذي إعتاد على أن يقول أنا السيد ولا مثيل لي .أما
عاصمتك فسوف أمحوها ولن أجعل أحداً يعثر لها على أثر ،وسوف أدمر قرى (شعبك) ،وأحرق ديارهم حتى
تصبح تلالاً حمراً إلى الأبد ،جزاء وفاقاً على ما ألحقوه بمصر من دمار ،وسوف يسمع الناس (عويل)
الهكسوس حين يفارقون مصر سيدتهم (مرغمين).
مما سبق يبرز أن كامس:
-1بدأ بتعبئة الحماس والمشاعر من أجل الكرامة وضد المحتلين.
-2قام بتطهير الجبهة الداخلية وتأمين ظهره وزيادة أتباعه.
-3أحكم الحصار الإقتصادي على أعدائه.
-4حاول أن يبث الفرقة بين أعدائه.
-5هاجم بجيشه بعض مراكز تجمع أعدائه.
-6إستخدم الحرب النفسية ضدهم.
حاول ملكهم أن يوقع كامس بين ما يشبه فكي الكماشة فبعث برسالة إلى حاكم كوش الجديد في الجنوب
يدعوه ولده ويعاتبه على عدم إخطاره بولايته ،ويحرضه على كامس ويخوفه عاقبة أمره ويشجعه على مهاجمته
من الجنوب حتى ينحصر بينهما وحينئذ يغلبانه ويقتسمان مصر معاً ،كما قال.
وأرسل الهكسوسي رسله عن طريق الواحات ليكونوا بمأمن من عيون كامس ولكن كامس علم بأمرهم
وأرسل سرية من جيشه ترصدت الرسل واستولت على الرسالة ثم أطلقتهم لينقلوا إلى ملكهم خيبة أمله وفشل
مسعاهم .وضع كامس وحداته في مصر الوسطى والواحات ورحل هو إلى عاصمته طيبة وأستقبل إستقبال
الأبطال ومعه جنوده الذين لم ينقصوا.
أحمس
توفي كامس في ظروف غير معروفة قبل معركته الفاصلة ضد الهكسوس فخلفه أخوه أحمس وأتم عمله
وعمل أبيه ،وانتفع باشتداد عزائم مواطنيه بعد كفاحهم تحت رايتيهما ،فاستنفرهم ولبوا نداءه لإستكمال الجهاد
والإنتقام وخرجوا معه لمهاجمة الهكسوس في عقر عاصمتهم حة وعرة.
9