Page 7 - تاريخ مصر الفرعونية 2
P. 7

‫أضافت البردية أن إببي هذا تعصب للمعبود ست‪ ،‬ولم يقدر رباً سواه‪ ،‬وأقام له معبداً عظيم الشأن بجانب‬
‫قصره‪ ،‬وكان يبكر يومياً في تقديم القرابين إليه‪ ،‬وإعتاد رجال حاشيته على أن يحملوا إليه باقات الزهور‪ ،‬في‬

                            ‫حين ناصر سقننرع ملك طيبة الإله آمون رع واستنصره وإعتبره كبير الأرباب‪.‬‬
‫علم إببي بالترتيبات المصرية المستترة فأراد وأدها من خلال إستفزاز الملك المصري سقننرع لحرب‬
‫صريحة قبل أن يستكمل عدته لها‪ ،‬فجمع كتبته وحكماءه كما روت البردية وشاورهم في الأمر‪ ،‬فأوحوا إليه‬
‫بحيلة ماكرة عقبوا عليها بقولهم "ولسوف نرى إذاً قدرة ربه الذي يحتمي به‪ ،‬فأوفد إببي رسولاً إلى سقننرع‬
‫يقول له‪" :‬أسكتوا أفراس النهر بطيبة فضجيجها يحرمني النوم في نهاري وليلي‪ ،‬وأصواتها تطن في مسامع‬

                                                                                                ‫مدينتي‪.‬‬
‫وأغلب الظن أن إيبي المقيم في شمال شرق الدلتا‪ ،‬كان يعني بضجيج أفراس النهر في طيبة في أقصى‬
‫الصعيد نشاط سقننرع ورجاله وإستعداداتهم العسكرية‪ ،‬وقد تعمد أن يستثيرهم ويقلل من شأنهم‪ ،‬ولكنه كشف‬
‫عن هم الليل والنهار الذي لحقه منهم من حيث لا يدري‪ .‬وأضافت البردية أن سقننرع عامل الرسول كما تنبغي‬
‫معاملة الرسل‪ ،‬فأكرمه وهاداه‪ ،‬ثم جمع كبار رجاله ورؤساء جيشه وبدأ يشاورهم في الأمر‪ .‬وهنا انتهى درس‬

                                                                          ‫البردية في غير خاتمة واضحة‪.‬‬
‫أبرزت البردية كره المصريين للهكسوس فشبهوهم بالوباء أو الطاعون‪ ،‬وأنه لم يكن في وسع ملك‬
‫الهكسوس أن يعتبر نفسه ملكاً على مصر كلها‪ ،‬وأن ملك الهكسوس ضاق بنشاط أهل طيبة وقلق من النتائج‬

                                                                               ‫التي يمكن أن تترتب عليه‪.‬‬
‫إذا كان هذا الجزء المكتوب المتبقي من البردية قد إنتهى بغير نهاية واضحة فقد صورت جانباً من هذه‬
‫النهاية رأس سقننرع التي عثر عليها في طيبة الغربية‪ ،‬وقد توجتها خمس جراح عميقة من ضربات سيف‬
‫ومقمعة وبضعة سهام‪ ،‬ودل كل جرح منها على بداية الجهاد المسلح في عهد صاحبه واستبساله واستماتته في‬

                                        ‫الظفر بمأربه‪ ،‬وقد مات وهو لا يزال في أوائل الثلاثينات من عمره‪.‬‬

                                                            ‫‪7‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12