Page 10 - تاريخ مصر الفرعونية 2
P. 10
تتسم تفاصيل المرحلة النهائية لطرد الهكسوس في عهد أحمس بقلتها لقلة المصادر المعروفة عنها ،ولكن
صور منها جانباً قائد من جيشه يدعى أحمس بن إبانا الذي ذكر أنه اشترك مع أحمس في محاصرة عاصمة
الهكسوس ودارت المعارك حولها وإلى الجنوب منها في البر والماء .ويفهم من نصوص ابن إبانا أن
المصريين دخلوا حة وعرة عنوة وأسروا معظم حاميتها وأجبروا غالبية سكانها على الخروج منها.
عندما جلا الهكسوس عن مصر جمعوا فلولهم في مدينة من معاقلهم القديمة تقع جنوب فلسطين وتدعى
شاروحين (تل العجول) وتحصنوا بها ،فأدرك أحمس أنه لن يأمنهم ولن يأمن على حدوده ماداموا قريبين منها،
فلحقهم بجيشه وحاصرهم ،وإستمر يضيق عليهم نحو ثلاثة سنوات حتى اضطروا إلى النزوح عنها ،وهكذا
لفظت مصر الهكسوس أغراباً كما دخلوها ،فلم يستطعوا الإمتزاج بأهل مصر أو فرض قوميتهم وحضارتهم أو
لغتهم أو دينهم ،وأخذت مصر عنهم إستخدام الخيول وعربات الحرب والدروع والأقواس ،فاستعانت بما أخذته
عنهم وأجلتهم به وكان ذلك بين عامي 1580و 1575ق.م.
دور السيدات في الجهاد ضد الهكسوس
تتي شري
لم يقتصر الجهاد ضد الهكسوس على الرجال فقط ،وإنما ساهمت بعض النساء في ذلك ،مثل تتي شري أم
سقنن رع تاعا الثاني التي عاشت حتى جزء من عهد حفيدها أحمس وإمتازت بصواب رأيها وأقيم لها هريم
ومقصورة في أبيدوس وشيدت لها مقبرة في طيبة.
لم يُعثر لها على مقبرة إلى الآن ،وربما تكون قد ُدفنت فى منطقة دراع أبوالنجا فى البر الغربى لمدينة
الأقصر .و ُعثر على مومياء الملكة فى خبيئة الدير البحرى.
إياح حوتب
هي إبنة تا عا الأول وتتي شيري ،وكانت زوجة سقنن رع وأم ولديه كاموس وأحمس .فبعد استشهاد كل
من زوجها وابنها الأكبر فى حرب التحرير ،آلت مقاليد الحكم إلى "إياح حتب" بكونها وصية على ابنها
الأصغر "أحمس" ،وبالتالى كانت هى من يدير الحكم سياسيا وعسكريا فى البلاد خلال تلك الفترة ،ويدل نقش
فى معبد الكرنك يرجع لعصر الملك "أحمس الأول" يمجد فيه أعمال أمه الملكة "إياح حتب" باعتبار أنها هى
من اخضع الهاربين وضمتهم تحت لواء الجيش المصرى.
عاشت إياح حوتب إلى عهد حفيدها أمنحوتب الأول وكانت تجزل العطاء لأتباعها ،وقد عثر عالم
المصريات الفرنسى ( Marietteمارييت) فى عام 1859م على تابوت الملكة إياح حتب فى أطلال (ذراع ابو
النجا ) فكان لهذا الكشف أهمية كبيرة حيث عثر مارييت داخل هذا التابوت على مجوهرات ذهبية للملكة وكانت
معظم هذه القطع تحمل اسم الملك أحمس كما ان بعضها يحمل اسم الملك كاموس الأبن الأكبر.
عثر بتابوتها كذلك على أوسمة ونياشين عسكرية مطابقة لما وجد من نياشين فى تابوت زوجها "سقنن
رع /تاعا الثانى" بما يشير لإحتمالية قوية لكونها قادت الجيش المصرى فى معارك حربية لتأمين الحدود
الجنوبية ،خاصة مع احتماليات تهديد مملكة "كوش" النوبية فى الجنوب لحدود "طيبة".
10