Page 87 - تاريخ مصر الفرعونية 2
P. 87
المرحلة الثالثة من المعركة
-فجأة لاحت له فرق نعرن أو نعرونا (فرق الفتوة) التي تركها على شاطئ آمور فعبرت النهر الكبير
ولحقت به ،وانصب أفرادها على جماعة من الحيثيين إنشغلوا بنهب المعسكر المصري وشتتوهم حيث ظن
الأعداء أنهم بداية جيش كبير فهربوا وهنا اشتدت عزيمة رمسيس وشدد هجومه فلم يجد أعدائه أمامهم غير
النهر فألقوا أنفسهم بالنهر وغرق بعضهم ومنهم أمير حلب ،فانتشله أتباعه قبل غرقه وصورتهم المصادر
المصرية يعلقونهم من قدميه ويجعلون رأسه إلى أسفل حتى يفرغ من فمه ما ابتلعه من الماء وظلت هذه
اللحظات مثار فخر كبير ردده رمسيس مراراً وأرجع النصر فيه لربه ولنفسه.
-تتابعت فيالق رمسيس نحوه فأنبهم على تباطئهم عليه وعاتب ضباطه بحديث لاذع حاول أن يستفزهم
به إلى حسن البلاء وتعمد أن يذكرهم فيه بما وفره لهم في مصر من مآثر وحسن معاملة وكيف قربهم إليه
وأحبهم.
-توالت هجمات رمسيس وجيوشه على جيوش أعدائه فانسحب الحيثيون لمدينة قادش وزادت المصادر
المصرية فروت أن ملكهم أوفد رسولاً لرمسيس يعرض عليه السلم ويستعطفه بعبارات لا تخلو من الألم
والمذلة ،وأنه قتل منهم مئات الألوف.
-إستجاب رمسيس من أجل نفسه التي أجهدتها الحرب ولصالح جيشه ورحمة بعدوه ولكنه أراد أن
يعرف رأي رجاله أولاً فاستدعى رؤساء جيشه وأسمعهم عرض ملك الحيثيين فأجابوه "الصلح خير عظيم جداً"
فاستجاب الملك وعاد مع جنوده لمصر في أمان.
87