Page 15 - أثار النوبة
P. 15

‫معبد كلابشة‬

 ‫نتمي معبد كلابشة إلي العصر الروماني ‪ ،‬وقد بناه أول أباطرة الرومان الإمبراطور أغسطس ‪،‬‬
  ‫وأهداه إلي اثنين من الهة النوبة ‪ ،‬الأول هو الإله النوبي ددون الذي يلقب في نصوص الأهرام‬

       ‫بلقب "جالب البخور" لأنه يعتقد بأنه هو الذي يجلب ويحرق البخور في حفل مولد الملوك‬
    ‫المصريين ‪ ،‬والثاني هو الإله مندوليس وهو اله النوبة المصرية الرئيسي والذي ارتبط بالإله‬

     ‫المصري حورس ‪ ،‬وكان يصور في مناظره بهيئة رجل يلبس تاج به قرني كبش وريشتين‬
    ‫وقرص شمس وحيات الكوبرا ‪ ،‬ومن المعروف أن هذا المعبد الروماني أقيم علي بقايا قديمة‬
‫فرعونية حيث وجد في ودائع أساس هذا المعبد بعض الكتل التي تخص الملك امنحتب الثاني احد‬

                                                                ‫ملوك الاسرة الثامنة عشرة‪.‬‬

‫ويتكون معبد كلابشة من رصيف ميناء يطل علي نهر النيل كانت تتوقف عنده المراكب التي تقل‬
‫المتعبدين وتماثيل الطقوس ‪ ،‬ويلي الرصيف طريق صاعد طوله ثلاثين متر يربط بين الرصيف‬

     ‫وواجهة المعبد ‪ ،‬وعند نهاية الطريق الصاعد توجد درجات سلم تؤدي إلي الشرفة الحجرية‬
                                                              ‫الكبيرة التي بني فوقها المعبد‪.‬‬

  ‫صممت واجهة المعبد علي هيئة الصرح ‪ ،‬ولكنها خالية من أية زخارف ‪ ،‬ويوجد في منتصف‬
   ‫واجهة الصرح مدخل يؤدي إلي داخل المعبد ‪ ،‬وعلي الناحية اليمني لسمك ممر المدخل يوجد‬
‫نقش للإمبراطور أغسطس وهو يقدم قرابين وأضاحي إلي الإله حورس ‪ ،‬وفي أسفل النقش كتب‬
  ‫نص باللغة القبطية بواسطة الأقباط الذين لجأوا إلي هذا المعبد هربا من الاضطهاد الروماني ‪،‬‬
    ‫ويوجد داخل أبراج الصرح بوابتين تؤديان إلي غرفتين صغيرتين والتي ربما كانت تستخدم‬
‫بواسطة كهنة المعبد للوصول إلي سطح الصرح لرؤية النجوم ومعرفة الزمن و أوقات الأعياد ‪،‬‬

                                ‫وربما استخدمت أيضا كمكان للحراس الذين يحرسون المعبد‪.‬‬

      ‫يلي الصرح فناء مفتوح يضم أربعة عشرة عمودا مصفوفة في الجوانب الشمالية والشرقية‬
   ‫والجنوبية ‪ ،‬وتيجان هذه الأعمدة بها زخارف نباتية مركبة ‪ ،‬ولا يوجد نقوش علي حوائط هذا‬

        ‫الفناء ‪ ،‬ويتصل بهذا الفناء أربعة غرف صغيرة علي جانبي الحوائط الشمالية والجنوبية‪.‬‬

   ‫يلي ذلك منطقة ما قبل قدس الأقداس ‪ ،‬وتبدأ بأربعة أعمدة تربط بينها ستائر حجرية ‪ ،‬وتحمل‬
 ‫الستارة اليسرى منظرا لملك غير معروف يقوم بتطهيره الإلهان حورس و تحوت ‪ ،‬أما الستارة‬
 ‫الحجرية اليمني فيوجد عليها ثلاثة نصوص ‪ ،‬ففي النص الأول يأمر الوالي الروماني اورليوس‬
  ‫بيساريون بتنظيف المعبد من حيوانات الخنازير ويؤرخ هذا النص بعام ‪ 284‬م ‪ ،‬وكتب النص‬

   ‫الثاني بالخط المروي وسجله الملك البيليمي خارامادايا في القرن الرابع الميلادي ‪ ،‬بينما كتب‬
     ‫النص الثالث باللغة الإغريقية وهو يسجل انتصار الملك النوبي سيلكو علي البليميين ‪ ،‬ويلي‬

                                                               ‫‪15‬‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20