Page 10 - أثار النوبة
P. 10

‫قبل بلوغ قدس الأقداس يوجد صالتين‪ ،‬استخدمت الأولى ككنيسة‪ ،‬ويحتوى قدس الأقداس على‬
     ‫رسوم مؤثرة تجمع بين إيزيس وأوزوريس مثل المنظر الذي تفرد فيه إيزيس جناحيها خلف‬
                                                         ‫أوزوريس قائلة “سأحتضن جمالك”‪.‬‬

                                                                          ‫قصر أنس الوجود‬

    ‫أما حكاية أنس الوجود‪ ،‬التي وردت في حكايات ألف ليلة وليلة‪ ،‬فتعد هي أكثر القصص تأثرا‬
     ‫بأسطورة عشق إيزيس وأوزوريس‪ ،‬حتى أن الاسم الشائع للمعبد في العصور العربية أصبح‬

            ‫قصر أنس الوجود‪ ،‬والسبب في ذلك أن لقصة استخدمت معبد فيلة مسرحا للأحداث‪.‬‬

  ‫ويتبادل العاشقان الرسائل الناطقة بلسان المحبين‪ ،‬لكن يكتشف الوزير الأمر ويواجه ابنته‪ ،‬التي‬
       ‫تصر على الزواج من حبيبها أنس الوجود‪ ،‬فما كان من الأب إلا أن أرسل ابنته في صحبة‬

    ‫وصيفاتها كسجينة في جزيرة فيلة‪ ،‬التي كانت محاطة بالتماسيح في ذلك الوقت‪ ،‬حتى لا ترى‬
                                                                                    ‫حبيبها‪.‬‬

  ‫عندما يعلم أنس الوجود بالأمر يخرج هائما على وجهه باحثا عن حبيبته في كل مكان ويخاطب‬
 ‫الوحوش والطير سائلا عن مكانها‪ ،‬وتقول الحكاية أن الفتى في رحلته صادف العديد من الأهوال‬

    ‫واستطاع بصدق حبه أن ينتصر عليها‪ ،‬ليجد نفسه أخيرا أمام الجزيرة التي حبست فيها ورد‪.‬‬

   ‫تزداد خيبته أنس الوجود حين يكتشف أن الجزيرة محاطة بالتماسيح الشرسة‪ ،‬ويظل أياما يغني‬
‫ويبكي محبوبته حتى آنست له التماسيح وأشفقت عليه وجاء كبيرهم “سوبيك” وسمح له أن يمتطي‬

    ‫ظهره ليعبر إلى المعبد ليرى محبوبته السجينة‪ ،‬ويتصادف أن الوزير جاء لرؤية ابنته‪ ،‬فيرى‬
    ‫بعينيه الوحوش تبارك الحب الطاهر بين الحبيبين فيبكي الوزير إشفاقا على الحبيبين ويبارك‬

                                                                                    ‫الزواج‪.‬‬

                                          ‫شيدت معابد "فيلة" في الأصل لعبادة الإلهة "إيزيس"‬

‫وفى كل القرون اكتسبت فيلة مكانة خاصة في العبادات لدرجة أن حشد من أتباع تلك العبادة كانوا‬
                                               ‫يجتمعون لإحياء قصة موت وبعث أوزوريس‪.‬‬

‫تم بناء المعبد الكبير خلال القرن الثالث قبل الميلاد تم تلاه معابد أمنحوتب وأرسنوفيس‪ .‬أما معبد‬
    ‫حتحور فهو يعد آخر أثر بطلمي واستكمل بنائه قبل عام ‪ 116‬قبل الميلاد بواسطة إيورجيتس‬
     ‫الثاني‪ .‬وقد أضاف بطالمة آخرون نقوشا إلى فيلة والتي تعتبر من روائع المعبد‪ .‬ومن مصر‬
   ‫امتدت عبادة الآلهة إيزيس إلى اليونان وروما وفي مختلف أنحاء الإمبراطورية حتى عندما تم‬
      ‫تطبيق الحكم الروماني في مصر حاول الحكام تجميل الجزيرة المقدسة فقد بنى الإمبراطور‬
       ‫أغسطس قيصر معبد في الطرف الشمالي لفيلة في القرن التاسع قبل الميلاد‪ .‬أما تيبيريوس‬

 ‫وآخرون فقد أضافوا صروحاً ونقوشا‪ ،‬كما بنى كلاوديوس وتراجان وهادريان ودقلديانوس مبان‬
                                 ‫جديدة بالجزيرة استمر العمل فيها حتى القرن الرابع الميلادي‪.‬‬

                                                                ‫‪10‬‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15