Page 6 - أثار النوبة
P. 6
نوبية في بلاد النوبة هي مملكة نوباتيا في الشمال وعاصمتها فرس ،وفي الوسط مملكة المقرة وعاصمتها دنقلا
العجوز ،وفي الجنوب مملكة علوة وعاصمتها سوبا (بالقرب من الخرطوم) .وفي القرن السادس الميلادي
تحولت هذه الممالك إلى المسيحية.
مملكة نوباتيا وتعرف أيضا بمملكة المريس ،تقع نوباتيا في النوبة السفلى ،شمالاً تحدها مصر الخاضعة
للرومان ،وجنوبها تقع مملكة المقرة ،ويعتقد أن المملكة كانت مستقلة بالفعل قبل السقوط النهائي لمملكة مروي
في منتصف القرن الرابع الميلادي .وقد دون ملك نوباتيا الملك سليكو انتصاراته على البليميين وهزيمتهم
ودفعهم إلى الصحراء الشرقية .حول هذا الزمن تم تأسيس عاصمة نوباتيا في فرس ،وبعد فترة وجيزة تحولت
المملكة إلى المسيحية .لاحقا وفي ظروف غامضة تم اندماج مملكة نوباتيا مع جارتها الجنوبية مملكة المقرة،
ومن غير المعروف ماذا حدث للأسرة المالكة في نوباتيا بعد ذلك.
امتدت مملكة المقرة على طول نهر النيل من الشلال الثالث حتى جنوبي منطقة أبو حمد ،وشملت كذلك أجزاء
من شمال كردفان ،ولاحقا شملت أيضا النوبة السفلى (مملكة نوباتيا) .عاصمتها هي مدينة دنقلا ،والتي تعرف
الآن بدنقلا العجوز .بحلول القرن السادس الميلادي تحولت المملكة إلى المسيحية ،وكانت المقرة من الدول
القليلة في العالم التي صدت الفتوحات الإسلامية التي قادهتها الخلافة الراشدة وذلك عندما هزموا المسلمين في
معركة دنقلا الأولى عام ،642وكررت المقرة هذا الانتصار في معركة دنقلا الثانية عام 652عندما حاصرت
الجيوش الإسلامية مدينة دنقلا بقيادة عبدالله بن سعد بن أبي السرح حتى ضربتها بالمنجنيق ،فأظهر الرماة
النوبيون مهارتهم في تصويب الأسهم ،حتى تم فك الحصار وتوقيع معاهدة البقط بين المسلمين والنوبة،
واستمرت هذه المعاهدة نحو ستة قرون.
كانت المرأة في النوبة تتمتع بمكانة عالية ،فهن يحصلن على التعليم ،ويمكنهن شراء وبيع الأراضي ،كما أن
نظام الوراثة في العرش كان أموميا ،فكان الملك يورث لإبن الأخت ،وهو ما مكن العرب من حكم بلاد النوبة
فيما بعد.
القصر الملكي في مملكة المقرة ،دنقلا.
ازدهرت المملكة ازدهارا كبيرا في الفترة من منتصف القرن الثامن إلى منتصف القرن الحادي عشر وعرفت
هذه الفترة ب"العصر الذهبي" للمملكة ،حيث بلغت قوتها السياسية ذروتها وكذلك تطورها الثقافي ،وازدهرت
فيها الفنون مثل اللوحات الجدارية والفخار المزخرف وتم بناء العديد من القلاع والكنائس .ومنذ أواخر القرن
الحادي عشر والثاني عشر ميلادي بدأت المملكة تضعف تدريجيا ،فبدأ المماليك في مصر بالتدخل في شؤون
المقرة ،وبدأت القبائل العربية بالتدفق نحو بلاد النوبة بأعداد كبيرة وهجرات متفرقة ،وبحلول القرن الخامس
عشر اجتاحت القبائل العربية البدوية معظم بلاد النوبة ،مهاجرين إلى البطانة ،الجزيرة ،كردفان ،دارفور.
وعمرت المملكة بالعرب فتزاوج العرب مع النوبيين .وانتشر الإسلام بكثرة بين النوبيين فأصبحوا يدخلون
الإسلام.
ولا يعرف التاريخ الدقيق لزوال المملكة ولكن عندما تغلب الفونج في بداية القرن السادس عشر على مملكة
علوة في الجنوب وجاءوا إلى أرض المقرة ليضموها لم يجدوا أي سلطة مركزية تحكم الإقليم بكامله ،بل
وجدوها وحدات قبلية أو إقليمية صغيرة ،وهذا من تأثير القبائل العربية.
مملكة علوة
6