Page 5 - أثار النوبة
P. 5

‫الفترة المروية‬

       ‫في ‪ 591‬قبل الميلاد‪ ،‬حاول الملك الكوشي أسبالتا غزو مصر التي أصبحت تحت حكم الأسرة السادسة‬
    ‫والعشرين إلا أنه هزم‪ ،‬وتبع ذلك تعرض مملكة كوش لغزو أطلقه الفرعون بسماتيك الثاني‪ .‬مما أدى لنهب‬

         ‫مدينة نبتة؛ وذلك ما دفع الملك أسبالتا لتغيير عاصمته إلي مدينة مروي الأكثر أمناً‪ ،‬والمتمتعة بموقع‬
‫استراتيجي وموارد طبيعية كبيرة‪ .‬وفي حوالي ‪ 300‬قبل الميلاد‪ ،‬أصبح الانتقال إلى مروي أكثر اكتمالًا عندما‬

                                                                      ‫بدأ دفن الملوك هناك‪ ،‬بدلاً من نبتة‪.‬‬

    ‫احتفظ الناس هناك بالعادات والتقاليد الفرعونية‪ ،‬ولكنهم كانوا فريدين من عدة نواحي‪ .‬قاموا بتطوير شكلهم‬
‫الخاص من الكتابة‪ ،‬حيث أنهم كانوا يستخدمون الأبجدية الهيروغليفية‪ ،‬واستبدلوها بنص أبجدي يتكون من ‪23‬‬

                                         ‫علامة‪ .‬ومنذ عهد الملك أركماني أصبح الملوك يدفنون في مروي‪.‬‬

‫قام الرومان باحتلال مصر عام ‪ 31‬ق‪.‬م‪ ،‬وخلال تلك الفترة قامت العديد من المعارك بين الكوشيين والرومان‪،‬‬
   ‫وقد اشتبكت القوات الرومانية مع جيوش الكوشيين بالقرب من طيبة‪ ،‬وفي تلك الفترة برزت الكنداكة أماني‬

  ‫ريناس ملكة مروي التي قادت الجيوش النوبية وهاجمت أسوان وهزمت الجيوش الرومانية في أسوان وفيلة‪،‬‬
‫وقامت بأخذ العديد من الأسرى من الرومان‪ ،‬وقامت بأخذ العديد من تماثيل الإمبراطور أغسطس‪ ،‬وقد وضعت‬
‫التمثال البرونزي للإمبراطور أغسطس تحت مدخل قصرها حتى يدوس عليه كل من دخل وخرج من القصر‪.‬‬

 ‫بعد هذا النصر الأولي قام الإمبراطور أغسطس بإرسال جيش إلى النوبة بقيادة بترونيوس الذي يشغل منصب‬
‫الحاكم الروماني في مصر آنذاك‪ ،‬فضغطوا على الجيش الكوشي في أسوان فتراجعوا إلى المحرقة والدكة‪ ،‬وقد‬

  ‫طاردتهم الجيوش الرومانية حتى تراجعوا إلى قصر إبريم‪ ،‬وقد هزمت الجيوش الرومانية أماني ريناس‪ .‬أمر‬
    ‫بترونيوس بإقامة حامية رومانية في قصر إبريم واعتبر ذلك نهاية الحدود الرومانية مع النوبة‪ ،‬وقد تقدمت‬

‫الجيوش الرومانية جنوبا حتى وصلت إلى نبتة وهاجمتها‪ .‬لاحقا تم توقيع معاهدة سلام بين الكوشيين والرومان‬
      ‫بشروط ملائمة‪ .‬وقد زادت ونمت بعدها التجارة بين البلدين‪ ،‬واستمرت بعدها العلاقة سلمية بين البلدين‪.‬‬

       ‫وبحلول القرن الأول أو الثاني الميلادي بدأت المملكة تضعف تدريجيا حتى سقطت نهائيا على يد الملك‬
                                                             ‫المسيحي عيزانا ملك مملكة أكسوم (الحبشة)‪.‬‬

                                                                                       ‫الممالك المسيحية‬

                                       ‫جدارية لأسقف نوبي ومريم العذراء في فرس‪( .‬القرن الحادي عشر)‬

‫تلت فترة انقضاء الحضارة المروية حقبة غامضة لا يعرف عنها الكثير لقلة المصادر عنها‪ .‬في القرن الخامس‬
 ‫الميلادي وبعد سقوط مروي بيد عيزانا أسس البليميون (جزء من البجا) دولة قصيرة العمر في النوبة تتمركز‬
‫في الغالب حول كلابشة‪ ،‬ولكن تمت إزاحتهم من قبل الملك النوبي سليكو الذي انتصر عليهم وسجل نصره في‬
 ‫نقش في معبد كلابشة وذلك حوالي ‪ 500‬للميلاد‪ .‬وبحلول القرن السادس الميلادي أصبحت هناك ثلاث ممالك‬

                                                                ‫‪5‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10