Page 13 - merit 38 feb 2022
P. 13

‫‪11‬‬            ‫إبداع ومبدعون‬

              ‫رؤى نقدية‬

                                                                         ‫ياكوب أن الحكم على الشعر‬

                                                                         ‫العربي بأنه لا يناسب الذوق‬

                                                                         ‫الغربي لم يرد غير معلل‪،‬‬

                                                                         ‫“فالواقع أن الشعر العربي فيه‬

                                                                         ‫خصوصيات اعتدنا أن نحكم‬

                                                                               ‫عليها حك ًما سلبيًّا”(‪.)7‬‬
                                                                         ‫ورغم ذلك يعدد فاجنر بعض‬

                                                                         ‫الأسماء التي قد نختلف مع‬

                                                                         ‫طرحها أو نتفق‪ ،‬ويذكر أنها‬

                                                                         ‫أسهمت في ظهور حركة نقدية‬

                                                                         ‫خاصة بالشعر القديم‪ ،‬مثل ما‬

                                                                         ‫كتبه‪ :‬بروينلش وجرونباوم‬

                                                                         ‫وتلاميذه‪ ،‬وترجمة ريتر‬

                                                                         ‫لأسرار البلاغة لعبد القاهر‬

                                                                         ‫الجرجاني‪ ،‬وفي السنوات‬

‫ريجيس بلاشير‬  ‫جوته‬                                         ‫جارثيا جوميز‬  ‫ال‪،‬خيرة ‪-‬فترة السبعينيات‬
                                                                         ‫وبدايات الثمانينيات‪ -‬أعمال‬

                                                           ‫فان جلدر وريناته يعقوبي وكمال أبو ديب وغيرهم‬

              ‫وجهات نظر أدبية لا سياسية أو دينية‪ ،‬وأوافقه‬                ‫حول الشعر القديم وبنية القصيدة‪.‬‬

‫الرأي في الشق الثاني من اقتراحه‪ ،‬ومن هذا المنطلق‬                ‫يتعرض فاجنر إلى الآلية التي اتبعها العرب في‬
    ‫اعتمد فاجنر على تقسيم بلاشير الذي قدمه في‬                ‫تقسيم عصور الشعر بداية من الجاهلي ثم صدر‬
     ‫خمس نقاط عام ‪ ،)9(1966‬ويضيف إلى تقسيم‬
     ‫بلاشير ظهور طبقة الموالي غير العرب ونشأة‬                  ‫الإسلام‪ ،‬ومجموعة الشعراء المخضرمين الذين‬
                                        ‫البديع‪.‬‬               ‫شهدوا العصرين‪ ،‬وجاء التقسيم مرتب ًطا بحدث‬
                                                           ‫تاريخي عظيم هو ظهور النبي محمد صلي الله عليه‬
 ‫ويرى أن أي تغير ملموس على الأدب أو الشعر قد‬                   ‫وسلم‪ ،‬ورأى أن الشعراء رتبوا في هذا التقسيم‬
‫يستغرق من ثلاثين إلى أربعين عا ًما على الأقل‪ ،‬وأن‬
                                                                 ‫بطريقة غير مرضية من وجهة نظره‪ ،‬ثم جاء‬
  ‫أخصب الفترات بالدراسة هي الفترات الانتقالية‪،‬‬                  ‫بعد ذلك التقسيم وفق الأسر الحاكمة الأموية‬
‫ويضرب مثا ًل بدراسة ريناته يعقوبي لنموذج مثل‬                  ‫والعباسية والمخضرمين الذين شهدوا الدولتين‪،‬‬
‫أبي ذؤيب الهذلي ممث ًل للغزل الحجازي في العصر‬                ‫ويرى أن مصطلح المحدثين أهم مصطلح في هذه‬
                                                           ‫المرحلة‪ ،‬لأنه يعبر عن التجديد الذي استحدثه بعض‬
                                       ‫الأموي‪.‬‬                ‫الشعراء في هذه الفترة على مستوى الموضوعات‬
  ‫من وجهة نظر فاجنر أن كلمة “الكلاسيكي” كان‬                  ‫واستخدامهم لوسائل بلاغية جديدة‪ ،‬وأضيف إلى‬
   ‫استعمالها نسبيًّا‪ ،‬واختلف التحديد الدقيق المراد‬           ‫رأيه تخلصهم من المقدمة الطللية‪ ،‬نظ ًرا لاختلاف‬
                                                              ‫طبيعة المدن والحياة عنها في العصر الجاهلى(‪.)8‬‬
     ‫منها من مستشرق إلى آخر‪ ،‬وأنه قصد بها أن‬                    ‫يري فاجنر ‪-‬ويوافقه بعض المستشرقين‪ -‬أن‬
    ‫يعالج خمسمائة سنة من بدايات الشعر العربي‬                 ‫نقطة التحول الحقيقية في الشعر القديم هي نهاية‬
    ‫حتى ‪ 100‬سنة بعد الميلاد‪ ،‬وأنه أخذ بالتقسيم‬

‫العصر الأموي لا ظهور الإسلام‪ ،‬حيث تغيرت لغته الجغرافي أي ًضا في دراسته‪ ،‬واقتراحه كان من قبل‬
                             ‫تدريجيًّا وأفكاره‪ ،‬وظهرت فيه أشكال جديدة‪ ،‬ومن دار النشر(‪.)10‬‬
‫ويتوقف فاجنر أمام صحة الشعر القديم وروايته‪،‬‬                ‫ثم يرى أن الدراسين في حاجة إلى تقسيم وفق‬
   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18