Page 156 - merit 38 feb 2022
P. 156

‫العـدد ‪38‬‬                     ‫‪154‬‬

                                  ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

                                                                 ‫آنيل لوبيز ‪*Annell Loopez‬‬

                                  ‫سأعطيك سب ًبا للبكاء**‬

   ‫تمتنع من البكاء كل يوم‪.‬‬            ‫بمقاسين صغيرين ج ًّدا‪،‬‬                               ‫ترجمة ‪:‬‬
    ‫أكثر الأشياء تفاهة‪ ..‬تلك‬          ‫فكانت ثيابي تضغط على‬
 ‫الأشياء التي لا تهم أ ًّيا منا‪،‬‬  ‫لفائف الدهون المتس ِّربة‪ ،‬على‬          ‫أحمد ضحية‬
  ‫تجعلها تبكي! كما لو كانت‬
 ‫روحها ضعيفة ونحيلة مثل‬                 ‫بنطال الجينز الضيق‪.‬‬                     ‫(السودان)‬
                                     ‫في ذلك العام؛ كنت جائعة‬
                  ‫جسدها!‬             ‫طوال الوقت‪ .‬لا بد أن هذا‬     ‫قابلت ماريا عندما كانت‬
    ‫في البداية‪ ،‬كانت تحاول‬          ‫هو السبب‪ ،‬في أنه كان من‬
‫إخفاء بكائها‪ ،‬بوضع وجهها‬            ‫السهل عليَّ أن ألاحظ عظام‬        ‫في الصف الخامس‪ ..‬تلك‬
 ‫اللامع أسفل درجها‪ .‬وكنت‬          ‫ماريا الحادة‪ ،‬وهي تبرز من‬         ‫الفتاة النحيلة‪ ،‬التي تحزم‬
    ‫أنا والتلميذات الجالسات‬        ‫خلال القميص الأبيض؛ ذي‬          ‫لها أمها دائ ًما‪ ،‬سندوتشات‬
 ‫بالقرب منها‪ ،‬ندفع أدراجنا‬           ‫الأكمام القصي ّرة‪ ،‬وحزام‬
                                                                          ‫«السلامي» لغدائها‪.‬‬
            ‫قربها ونسألها‪:‬‬             ‫الخصر الجلدي الأسود‬         ‫عندما تخطر ماريا على بالي‬
    ‫«ماريا‪ ،‬ما الخطب؟ لماذا‬       ‫السميك‪ ،‬الذي يشد سروالها‪.‬‬
                                                                      ‫اليوم‪ ،‬لا أفكر سوى في‬
                  ‫تبكين؟»‪.‬‬          ‫ويجعلها تبدو صغيرة على‬         ‫شرائح السلامي‪ ،‬المحشوة‬
 ‫فكانت تهمهم شيئًا ما‪ ،‬كأن‬                     ‫أكثر من نحو‪.‬‬       ‫داخل لفافة القيصر المتينة‪..‬‬
‫لم تستطع العثور على المبراة‪.‬‬                                     ‫مجرد تجشؤ السلامي؛ بدون‬
                                     ‫لم يكن هناك أحد يتح ّرش‬
   ‫«أعتقد أنها مجرد مبراة»‪،‬‬           ‫بـ»ماريا»‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم‬         ‫خس أو طماطم أو ُجبن!‬
                                                                    ‫كان هذا؛ عندما كانت أمي‬

                                                                      ‫تضرب بطني‪ ،‬لتذكرني‬
                                                                               ‫بامتصاصها!‬

                                                                      ‫عندما أعود بذاكرتي الى‬
                                                                    ‫الخلف‪ ،‬أتذكر عندما كانت‬

                                                                       ‫أمي تشتري لي ثيابي‪،‬‬
   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161