Page 157 - merit 38 feb 2022
P. 157

‫حول العالم ‪1 5 5‬‬

  ‫ال َّرقيق عليها كذيل حصان!‬     ‫ملعب كرة السلة‪ ،‬فأرسلني‬           ‫لكنني لم أقل ذلك بصوت‬
      ‫ثم فكرت في عودة لونا‬             ‫السيد ساندفورد إلى‬            ‫عا ٍل‪ .‬بد ًل من ذلك‪ ،‬كنت‬
                                         ‫الممرضة لإسعافي‪.‬‬                           ‫أسألها‪:‬‬
  ‫صديقتي المفضلة‪ ،‬وعائلتها‬                                                 ‫«ما هو شكلها؟»‪.‬‬
   ‫إلى البرازيل؛ لأنهم لم يكن‬  ‫بعد ذلك اليوم‪ ،‬لم أكن مطالبة‬
                                  ‫بالمشاركة في أي نشاط لم‬        ‫ثم أتج َّول في أرجاء الفصل‪،‬‬
     ‫لديهم حق الإقامة‪ ..‬لقد‬       ‫أرغب فيه‪ .‬ربما لأن ماريا‬       ‫متظاهر ًة بالبحث عن المبراة‬
‫غادروا دون أن يقولوا ودا ًعا!‬     ‫أخذت تبكي طوال الوقت‪،‬‬           ‫الضائعة‪ .‬لكن الأمر لم يكن‬
 ‫ضغطت بعد ذلك على مشغل‬
 ‫الأقراص المضغوطة الخاص‬         ‫ولم يرغب السيد ساندفورد‬                 ‫دائ ًما متعل ًقا بمبراة‪..‬‬
‫بي‪ ،‬بحثًا عن أغنية (المتطفل)‬       ‫في التعامل مع أي دراما!‬       ‫بعض الأسباب غير المعروفة‬

   ‫لألانيس موريسيت‪ .‬وفقط‬        ‫ف ُسمح لماريا أي ًضا بالجلوس‬         ‫لنا جمي ًعا‪ ،‬هي ما تجعل‬
‫للحظة وجيزة‪ ،‬شعرت برغبة‬                      ‫على المدرجات‪.‬‬            ‫ماريا تتراجع‪ ،‬إلى ذلك‬
                                                                     ‫المكان القصي في عقلها‪،‬‬
    ‫جارفة في البكاء‪ ،‬تحتبس‬     ‫في معظم الأيام كنا نجلس في‬         ‫حيث تنبع الدموع الغزيرة‬
  ‫في صدري‪ ،‬وتشق طريقها‬         ‫صمت‪ ،‬ونشاهد بقية الفصل‬            ‫وتتدفق بح ِّرية‪ .‬كان الجميع‬
 ‫إلى حلقي‪ .‬قبل أن أتمكن من‬                                       ‫يجتمعون حولها‪ ،‬مثل سانتا‬
  ‫السيطرة عليها لفترة كافية‬        ‫يلعبون الهوكي‪ ،‬أو الكرة‬          ‫ماريا مادري دي ديوس!‬
    ‫تحول دون أن تنطلق! ثم‬         ‫الطائرة بالمكنسة‪ .‬ناد ًرا ما‬      ‫إذا لم تبكي ماريا بحلول‬
  ‫تخيلت والدتي تقف أمامي‪،‬‬        ‫تحدثنا‪ .‬على ال ُّرغم من أنني‬        ‫وقت الغداء‪ ،‬كنت أنتظر‬
                               ‫في ذلك الأسبوع‪ ،‬كنت أجدها‬         ‫بفارغ الصبر أن تبدأ‪ .‬كانت‬
      ‫جميلة‪ ،‬رشيقة وقوية‪،‬‬          ‫تح ِّدق في وجهي‪ ،‬وكأنها‬      ‫دموعها هي المسدس المضيء‪،‬‬
‫وسمعت صوتها فوق رأسي‪:‬‬                                              ‫الذي يجعل كل شيء آخر‬
‫«ما الذي يبكيك؟»‪ ..‬سأعطيك‬               ‫تبحث عن شيء ما‪.‬‬           ‫باهتًا‪ .‬فعندما مر أسبوعان‬
                                ‫عندما عدت إلى المنزل‪ ،‬أردت‬         ‫دون أن تبكي ماريا‪ ،‬شعر‬
                     ‫سببًا!‬      ‫أن أخبر الجميع عن ماريا‪،‬‬           ‫أفراد عالمنا الطفولي بعدم‬

       ‫***‬                       ‫وكيف كانت تبكي كل يوم‬                            ‫الارتياح!‬
                                  ‫بسبب أو بدون سبب على‬           ‫ذات م َّرة‪ ،‬أخذت نفس المبراة‬
      ‫في اليوم التالي سألتني‬     ‫الإطلاق‪ ،‬أو لأسبا ٍب تافهة‪.‬‬
  ‫ماريا عما إذا كنت أرغب في‬      ‫لكن والداي كانا يصرخان‪،‬‬          ‫من درجها‪ ،‬ولففتها بورقة‬
                                                                ‫فضفاضة‪ ،‬ثم رميتها في سلة‬
    ‫الحضور‪ ،‬كنت أعلم أنني‬             ‫وهما يتابعان بشغف‬
 ‫يجب أن أذهب إليها‪ ،‬إذ كان‬        ‫مجريات مباراة‪ ،‬ولم تكن‬           ‫المهملات‪ .‬وعندما اكتشفت‬
   ‫يقتلني الفضول‪ ،‬لمعرفة ما‬    ‫أختي موجودة‪ .‬لذلك جلست‬             ‫ماريا فقدانها أخذت تبكي‪،‬‬
                                                                   ‫فأخذت أتساءل‪« :‬ما الذي‬
     ‫الذي تريد أن تقوله لي‪.‬‬         ‫على سريري‪ ،‬وتساءلت‬          ‫كان سيحدث‪ ،‬إذا أخذت شيئًا‬
 ‫كانت ماريا تعيش في الطابق‬        ‫من أين تأتي دموع ماريا‪،‬‬        ‫أكثر أهمية‪ ،‬كدفتر الدروس‪،‬‬
‫الأعلى‪ ..‬فوق متجر الحيوانات‬      ‫وكيف تلوح في الأفق‪ ،‬وهي‬
‫الأليفة المحلي في قلب (ايرون‬     ‫تتدفق على وجهها الصغير‬              ‫أو مقلمة قلم الرصاص‪،‬‬
‫بوند‪ ،‬نواك)‪ ،‬على طول قطاع‬         ‫بلا نهاية‪ .‬أردت أن أعرف‬       ‫أوشطيرة السلامي‪ .‬كم كانت‬
‫تجاري مزدحم‪ ،‬يضم مطاعم‬           ‫إحساسها‪ ،‬هل كانت تشعر‬
                                                                             ‫ستبكي إذن؟»‪.‬‬
  ‫المأكولات البحرية والمخابز‬              ‫بأنها أخف وز ًنا؟‬     ‫في وقت سابق من ذلك العام‪،‬‬
                 ‫البرتغالية‪.‬‬   ‫فكرت في كل الأشياء المحزنة‬       ‫كنت أنزف من خلال شورت‬
                               ‫التي أعرفها‪ ،‬مثل وفاة جدتي‬
      ‫كان المكان يحتوي على‬                                        ‫رياضي أثناء الجري‪ ،‬حول‬
 ‫مظلة زرقاء؛ ولافتة خشبية‬         ‫على سرير الموت‪ :‬بشرتها‬
                                ‫المصف َّرة التي ينزلق شعرها‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162