Page 266 - merit 38 feb 2022
P. 266

‫العـدد ‪38‬‬                           ‫‪264‬‬

                                     ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

   ‫ُكتبت بلغة عربية متداخلة مع‬         ‫وفي سبيل تحقيق هذه الدراسة‬              ‫المصري في قوته وفتوحاته‪،‬‬
   ‫اللغة التركية‪ ،‬بخط يد رديء‪،‬‬         ‫اعتمد السروجي على ما أُتيح له‬         ‫لينسينا ما لحق به من هزيمة‪،‬‬
‫مليء بالأخطاء النحوية واللغوية‪،‬‬                                             ‫وما لحق بنا من انكسار؟ و ُقدر‬
 ‫فلا هي عربية سليمة ولا تركية‬            ‫من مادة أرشيفية أصيلة‪ ،‬من‬        ‫لهذا الكتاب أن يعاد نشره في عام‬
 ‫صحيحة‪ ،‬وإنما هي تمثل مرحلة‬             ‫وثائق عربية وتركية وفرنسية‬            ‫‪ 2012‬في أعقاب أحداث يناير‬
                                     ‫وأمريكية محفوظة في دار الوثائق‬           ‫‪ 2011‬ودور الجيش في تحمل‬
     ‫انتقال‪ ،‬وتدل دلالة واضحة‬         ‫التاريخية القومية‪ ،‬واض ًعا نصب‬
   ‫على روح العصر‪ .‬وقد حرص‬             ‫عينيه ما كتبه غربال عن الجيش‬                         ‫المسؤولية فيها‪.‬‬
  ‫السروجي في اقتباساته على أن‬         ‫المصري من «أن دفت ًرا من دفاتر‬         ‫لقد سار السروجي في اختياره‬
 ‫يكتب النصوص بعيوبها اللغوية‬         ‫المحفوظات يدلنا على أرزاق الجند‬      ‫التاريخ العسكري ميدا ًنا لدراساته‬
   ‫كما هي‪ ،‬مصح ًحا ما فيها من‬           ‫وطعامهم ولباسهم‪ ،‬لهو وثيقة‬            ‫التي تألق فيها سي ًرا على نهج‬
‫عيوب في الشروح التي يقدمها في‬           ‫لها خطرها‪ ،‬ولا ُيستطاع كتابة‬
                                         ‫تاريخ الجيش المصري إلا بها‬             ‫الزعيم الوطني محمد فريد‪،‬‬
                     ‫الهوامش‪.‬‬                                               ‫الذي وضع في عام ‪ 1890‬كتا ًبا‬
    ‫ويلفت الانتباه أن السروجي‬                           ‫وبمثيلاتها»‪.‬‬         ‫تحت عنوان‪« :‬البهجة التوفيقية‬
                                       ‫وحين ولج السروجي إلى حيث‬
      ‫أهدى الكتاب إلى‪« :‬جنودنا‬                                                    ‫في تاريخ مؤسس العائلة‬
 ‫البواسل الذين جادوا بأرواحهم‬              ‫أشار الأستاذ غربال في دار‬           ‫الخديوية»‪ ،‬وهو أول عمل في‬
                                          ‫الوثائق القومية‪ ،‬وجد تنو ًعا‬     ‫التاريخ لمحمد فريد‪ ،‬ملأ به فرا ًغا‬
   ‫فدا ًء لهذا الوطن وإعلا ًء لكلمة‬  ‫وتشعبًا معق ًدا من الدفاتر والملفات‬       ‫في التاريخ العسكري لعصر‬
 ‫الحق‪ ،‬وإلى شهدائنا الذين بذلوا‬      ‫التي تغطي مختلف نواحي الحياة‬            ‫محمد علي وحروبه الخارجية‪،‬‬
                                       ‫في المجتمع المصري‪ ،‬وكان عليه‬           ‫وتطور المسألة الشرقية حتى‬
    ‫فكانوا مث ًل في السخاء‪ ،‬وإلى‬           ‫أن يستخلص منها ما يخدم‬          ‫معاهدة لندن ‪ .1840‬وجاء تناول‬
  ‫أبطالنا المغمورين‪ ،‬وإلى الجندي‬         ‫موضوعه‪ ،‬فركز اهتمامه على‬            ‫السروجي مكم ًل لما بدأه محمد‬
‫المجهول»‪ .‬هذا التصنيف الرباعي‬              ‫دفاتر أوامر الجهادية‪ ،‬وهي‬          ‫فريد ومختل ًفا عنه موضوعيًّا‬
  ‫لجنودنا الذين خاضوا المعارك‬            ‫ملفات المراسلات المتبادلة بين‬    ‫ومنهجيًّا‪ ،‬وليس تكرا ًرا له على أية‬
                                     ‫ديوان الجهادية وفروعه ووحدات‬
    ‫يكشف عن حس مرهف عند‬                   ‫الجيش المختلفة»‪ .‬وقد رصد‬                                  ‫حال‪.‬‬
      ‫الرجل‪ ،‬وإدراك وطني عالي‬            ‫مؤرخنا أن هذه المراسلات قد‬       ‫وفي دراسة السروجي عن الجيش‬
     ‫المستوى‪ ،‬ومشاعر إنسانية‬
                                                                                 ‫المصري‪ ،‬حدد لنفسه هد ًفا‬
                       ‫فياضة‪.‬‬                                                             ‫واض ًحا وضو ًحا‬
  ‫ولم يتناول السروجي الحروب‬                                                                ‫لا يشوبه شك‪،‬‬
                                                                                          ‫فقد حدد الزمان‬
                                                                                           ‫بالنصف الثاني‬
                                                                                            ‫من القرن ‪19‬م‬
                                                                                           ‫ليسد ثغرة من‬
                                                                                             ‫ثغرات تاريخ‬
                                                                                           ‫مصر الحديث‪.‬‬
                                                                                          ‫وحدد الموضوع‬
                                                                                           ‫بدراسة الجيش‬
                                                                                         ‫البري دون غيره‬
                                                                                        ‫من فروع (قوات)‬
                                                                                          ‫الجيش المختلفة‪.‬‬
   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271