Page 271 - merit 38 feb 2022
P. 271

‫‪269‬‬        ‫ثقافات وفنون‬

           ‫شخصيات‬

‫مدحت عاصم‬  ‫سمحة أمين الخولي‬        ‫ثروت عكاشة‬                                ‫بالضيوف نياب ًة عن زملائي‬
                                                                                   ‫طلاب الكونسرفتوار‪.‬‬
  ‫المعاهد القليلة الأجنبية الخاصة‬   ‫مهمته تخريج المعلمات المؤهلات‬
   ‫التي تهتم فقط بتعليم العزف‪.‬‬         ‫لتدريس التربية الموسيقية في‬           ‫هناك جوانب عديدة في حياة‬
‫لم يكن حسين فوزي يحلم وحده‬              ‫مدارس التعليم العام‪ ،‬والذي‬            ‫حسين فوزي مليئة بالجهد‬
                                       ‫ُس ِّمي فيما بعد بمعهد التربية‬
     ‫بذلك‪ ،‬بل إنه ظهر أي ًضا منذ‬       ‫الموسيقية العربية‪ ،‬وهو الذي‬              ‫والعطاء‪ ،‬الذي لم يكن في‬
    ‫أوائل الخمسينيات ومع ثورة‬                                             ‫صياغة رسمية بل دو ًرا تطوعيًّا‬
 ‫‪ 1952‬شعور عام لدى المسؤلين‬          ‫يتولى تخريج العازفين والمغنين‬
 ‫والمهتمين بالحاجة الملحة لإنشاء‬       ‫والملحنين في مجال الموسيقى‬          ‫توجيهيًّا بشكل عام خاصة في‬
                                                                             ‫مجال تعليم الفنون‪ ،‬نبع من‬
                 ‫مثل هذا المعهد‪.‬‬   ‫العربية التقليدية في مصر وسائر‬             ‫خلال أمرين‪ ،‬أولهما‪ :‬إيمانه‬
     ‫ولأن حسين فوزي كان من‬           ‫أنحاء الوطن العربي‪ ،‬ثم تحول‬
‫القلائل أصحاب الرؤية المستقبلية‬                                           ‫بأن التعليم المتخصص ضرورة‬
     ‫المتطلعين لثقافه قومية عالية‬  ‫بعد ذلك إلى معهد عالي للموسيقي‬          ‫ملحة لمجتمعنا‪ ،‬ولذلك كان من‬
   ‫المستوى‪ ،‬فقد كان يدري تما ًما‬        ‫العربية وتم ضمه إلى معاهد‬        ‫أوائل من دعوا إلى إنشاء أكاديمة‬
  ‫وبكل الوعي ما يمثله هذا النوع‬           ‫أكاديمية الفنون فيما بعد‪.‬‬      ‫للفنون في مصر‪ .‬وثانيهما‪ :‬دوره‬
 ‫المتخصص من التعليم الموسيقي‬
‫من قيم فنية كبيرة سوف تنعكس‬          ‫إلى جانب إيمانه برساله المعاهد‬          ‫وجهوده في تأسيس وتنظيم‬
 ‫على مجمل الحياة الموسيقية وفي‬        ‫الموسيقية القائمة‪ ،‬كان حسين‬               ‫وتوجيه التعليم الموسيقي‬
  ‫شتي جوانبها‪ ،‬لذلك كان إيمانه‬      ‫فوزي يحلُم بيوم يري في مصر‬
    ‫قو ًّيا بإنشاء الكونسرفتتوار‪.‬‬                                            ‫المتخصص وتشجيع المواهب‬
   ‫في الخمسينيات أصدرت لجنة‬             ‫معه ًدا رفيع المستوي ُيخرج‬        ‫الشابة‪ .‬ولمعرفته الواسعة بنظم‬
 ‫الموسيقى بالمجلس الأعلي لرعاية‬       ‫كفاءات على أعلى المستويات في‬
  ‫الفنون والأداب توصية بإنشاء‬                                                 ‫واتجاهات التعليم الموسيقي‬
                                        ‫الأداء الموسيقي عز ًفا وغنا ًء‪،‬‬    ‫في كثير من دول العالم المتقدم‬
                                   ‫وكذلك في مجال التأليف والقيادة‬
                                                                             ‫في الشرق والغرب‪ ،‬وكان له‬
                                           ‫والنقد الموسيقي والعلوم‬         ‫دور كبير وأساسي في التمهيد‬
                                        ‫الموسيقية أي ًضا‪ ،‬ليحل محل‬        ‫لإنشاء الكونسرفتوار في أواخر‬
                                                                           ‫الخمسينيات‪ ،‬إلى جانب ما كان‬
                                                                         ‫قائ ًما من المعاهد منذ الثلاثينيات‪.‬‬
                                                                           ‫وجدير بالذكر هنا أن نعود إلى‬

                                                                             ‫الوراء لنتذكر أنه عندما ُعقد‬
                                                                         ‫المؤتمر الأول للموسيقي العربية‬

                                                                            ‫عام ‪ 1932‬بالقاهرة‪ ،‬عاصره‬
                                                                             ‫حدث كبير الأهمية يعتبر من‬
                                                                           ‫أبرز وأهم معالم تطور التعليم‬
                                                                            ‫في مصر‪ ،‬ففي الثلاثينيات بدأ‬
                                                                           ‫إدخال التعليم الموسيقي (مادة‬
                                                                            ‫الموسيقى) في مدارسنا ضمن‬
                                                                          ‫مناهج التربية والتعليم في شكل‬
                                                                           ‫نماذج أوروربية مع شيء من‬
                                                                              ‫الملاءمة للبيئة المصرية‪ ،‬مما‬
                                                                         ‫اقتضى إنشاء معاهد متخصصة‪،‬‬
                                                                            ‫فتم إنشاء اثنين‪ ،‬الأول‪ :‬معهد‬
                                                                           ‫معلمات الموسيقي والذي كانت‬
   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276