Page 272 - merit 38 feb 2022
P. 272

‫العـدد ‪38‬‬                            ‫‪270‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

   ‫قامت وزارة الثقافة باستقدام‬         ‫وفي أكتوبر ‪ 1959‬فتح معهد‬                ‫معهد كونسرفتوار لتخريج‬
    ‫عميد له هو المؤلف الموسيقي‬         ‫الكونسرفتوار أبوابه في فيللا‬        ‫موسيقيين مصريين بارعين في‬
 ‫الإيطالي شيزاري نورديو‪ ،‬الذي‬          ‫صغيرة بالزمالك (مقر وزارة‬         ‫كل جوانب الفنون الموسيقية رف ًعا‬
  ‫تم تكليفه بتحديد المشاكل التي‬     ‫الثقافة الحالى)‪ ،‬ودعي للتدريس‬           ‫لمستوى التخصص الموسيقي‪،‬‬
‫واجهها المعهد في سنوات الإنشاء‪،‬‬                                           ‫ودف ًعا للحياة الموسيقية المصرية‬
    ‫واقتراح الحلول لها في ضوء‬            ‫به عدد كبير من المشتغلين‬        ‫إلى آفاق أوسع وأرحب‪ ،‬وهنا جاء‬
    ‫خبرته التعليمية ليحقق المعهد‬          ‫بالموسيقي في القاهرة من‬        ‫تكليف وزير الثقافة في ذلك الحين‬
                                      ‫جنسيات مختلفة‪ ،‬وظلت سمة‬               ‫د‪.‬ثروت عكاشة لوكيلها الأول‬
                 ‫أهداف إنشائه‪.‬‬     ‫العالمية في أساتذته غالب ًة على هيئة‬     ‫د‪.‬حسين فوزي بتشيكل لجنة‬
     ‫وكان من بين ما اقترحه هو‬          ‫التدريس‪ ،‬شأنه في ذلك شأن‬             ‫فنية لتدارس مشروع الإنشاء‪.‬‬
      ‫الاستعانه بعدد من الخبراء‬       ‫أغلب معاهد الكونسرفتوار في‬
                                                                             ‫واجتمعت اللجنة في مبني دار‬
       ‫الأجانب للارتقاء بالعملية‬                          ‫الخارج‪.‬‬            ‫الأوبرا المصرية التي احترقت‬
     ‫التعليمية بالمعهد‪ ،‬ولهذا ففي‬       ‫أنشئ للمعهد مبني كبير من‬
    ‫النصف الثاني من الستينيات‬          ‫سبعة طوابق وملحق به قاعة‬               ‫سنة ‪ ،1971‬وكان أعضاؤها‬
      ‫كلف د‪.‬ثروت عكاشة وزير‬        ‫للموسيقي في مبني مستقل (قاعة‬            ‫كل من مدير دار الأوبر في ذلك‬
 ‫الثقافة‪ ،‬د‪.‬حسين فوزي بالسفر‬             ‫سيد درويش)‪ ،‬وكان يصل‬               ‫الحين محمود النحاس وبييرو‬
  ‫إلى الاتحاد السوفييتي لاختيار‬     ‫بينهما ممر خاص داخلي‪ ،‬إلا أنه‬
  ‫العميد المناسب الذي يتمكن من‬       ‫تم الفصل بينهما فيما بعد وتم‬             ‫جوارينو مدير كونسرفتوار‬
 ‫القيام بهذه المهمة‪ ،‬فوقع اختياره‬   ‫غلق هذا الممر‪ .‬صمم هذه الأبنية‬         ‫الإسكندرية (وهو معهد صغير‬
    ‫على د‪.‬إيراكلي بريد زي أستاذ‬     ‫معمار ًّيا أبو بكر خيرت وأشرف‬        ‫خاص) ود‪.‬برجيت شيفر الألمانية‬
   ‫الفيولينه الجورجي والحاصل‬        ‫على تنفيذها‪ ،‬حيث كان إلى جانب‬           ‫عميدة معهد التربية الموسيقية‬
   ‫على لقب (فنان الشعب)‪ ،‬وهو‬        ‫التأليف الموسيقي يعمل مهند ًسا‬         ‫(كلية التربية الموسيقية حاليًا)‪،‬‬
‫الذي تولي عمادة المعهد من ‪1967‬‬         ‫معمار ًّيا‪ ،‬كما أشرف على بناء‬
‫وحتى ‪ ،1972‬واستقدم عد ًدا من‬       ‫المعهد العالي للباليه والمعهد العالي‬         ‫ود‪.‬سمحه الخولي والمؤلف‬
  ‫الخبراء الروس‪ ،‬وبهذه الخطوة‬       ‫للسينما‪ .‬ثم انتقل الكونسرفتوار‬            ‫الموسيقي جمال عبد الرحيم‬
‫الكبيرة بدأ الكونسرفتوار يقترب‬       ‫إلى هذا المقر الجديد في سبتمبر‬        ‫العائدان من بعثتيهما بالخارج‪،‬‬
  ‫من الأنماط والمستويات الغربية‬        ‫‪ 1962‬حيث كان تعداد طلبته‬             ‫والصاغ صالح عبدون المسؤل‬
    ‫لمثل هذه المعاهد المتخصصة‪،‬‬          ‫حينذاك حوالي سبعين طالبة‬         ‫بوزارة الثقافة‪ ،‬والمؤلف الموسيقي‬
      ‫وأخذ يحقق نجاحات طوال‬                                              ‫د‪.‬أبو بكر خيرت وغيرهم‪ ،‬وقامت‬
                                                           ‫وطالب‪.‬‬          ‫اللجنة بدراسة المشروع وإعداد‬
                      ‫مشواره‪.‬‬        ‫وفي أكتوبر عام ‪ 1963‬تخرجت‬            ‫تقرير رفعته إلى د‪.‬ثروت عكاشة‬
    ‫ظل حسين فوزي منذ إنشاء‬            ‫أول دفعه في المعهد‪ ،‬وفي نفس‬           ‫الذي ساند المشروع بكل قوة‪،‬‬
                                    ‫العام توفي أبو بكر خيرت‪ ،‬وهنا‬            ‫حيث ترجم التقرير على الفور‬
         ‫أكاديمية الفنون‪ ،‬خاصة‬        ‫ُعهد إلى الدكتور حسين فوزي‬         ‫بحماسه المشهود إلى قرار أصدره‬
  ‫الكونسرفتوار‪ ،‬حتى وفاته عام‬                                            ‫الزعيم جمال عبد الناصر‪ ،‬رئيس‬
                                         ‫بالإشراف على المعهد‪ ،‬لكنه‬              ‫الجمهورية في أواخر شهر‬
    ‫‪ 1988‬يرقب مساره وتطوره‬            ‫اعتذر في تواضع كبير احترا ًما‬           ‫أغسطس عام ‪ ،1959‬بإنشاء‬
 ‫وتقدمه بعناية كبيرة‪ ،‬فهو دائ ًما‬  ‫للتخصص‪ ،‬إلا أنه َقبِل فقط مهمة‬          ‫المعهد القومي العالي للموسيقى‬
                                                                          ‫«الكونسرفتوار»‪ ،‬وكلفت الوزارة‬
    ‫كان الراعي والموجه‪ ،‬بل الأب‬         ‫التوجيه من بعيد‪ ،‬واختار له‬       ‫د‪.‬أبو بكر خيرت المؤلف الموسيقي‬
  ‫الروحي للكونسرفتوار‪ ،‬فتحية‬          ‫مدي ًرا مؤقتًا من بين الأساتذة‬     ‫والمهندس المعماري بعمادته‪ ،‬فكان‬
‫لذكري هذا الرجل الرائد صاحب‬          ‫الأجانب فيه وهو أستاذ البيانو‬
                                     ‫الإيطالي فينشنزو كارو‪ ،‬إلى أن‬                          ‫أول عميد له‪.‬‬
                 ‫الصنائع السبع‬
   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277