Page 263 - merit 38 feb 2022
P. 263

‫‪261‬‬              ‫ثقافات وفنون‬

                 ‫شخصيات‬

‫محمد شفيق غربال‬  ‫علي باشا مبارك‬                 ‫عبد الرحمن الجبرتي‬                            ‫المنهج‪.‬‬
                                                                            ‫وتوفر على دراسة التاريخ‬
  ‫(الأولى)‪ ،‬ومحمد صبري‪ ،‬الذي‬            ‫كتخصص أدبي‪ُ ،‬ي َد َّرس في‬      ‫الحديث بعد الجبرتي كوكبة من‬
  ‫درس في السربون ثم عاد عام‬        ‫الجامعة الأهلية التي أُنشئت عام‬        ‫«الهواة» ذوي الميول الوطنية‬
   ‫‪ ،1924‬ومحمد شفيق غربال‪،‬‬        ‫‪ ،1908‬وفي الجامعة المصرية التي‬     ‫ومنهم‪ :‬رفاعة الطهطاوي (‪-1801‬‬
 ‫الذي درس في لندن‪ ،‬وتتلمذ على‬                                           ‫‪ ،)1873‬وعلي مبارك (‪-1823‬‬
 ‫يدي توينبي‪ ،‬ثم عاد عام ‪،1925‬‬        ‫نشأت على أكتافها عام ‪،1925‬‬        ‫‪ ،)1893‬وأمين سامي (‪-1857‬‬
  ‫ومحمد مصطفى صفوت الذي‬               ‫وفي كلية الآداب بالإسكندرية‬          ‫‪ ،)1941‬وإسماعيل سرهنك‬
‫درس في ليفربول ولندن‪ ،‬ثم عاد‬          ‫التي تفرعت منها عام ‪،1938‬‬           ‫(‪ ،)1924 -1854‬ومصطفى‬
 ‫في مطلع الأربعينيات‪ .‬نقل هؤلاء‬   ‫والتي صارت نواة جامعة فاروق‬          ‫كامل (‪ ،)1908 -1874‬ومحمد‬
 ‫الأربعة أسس المناهج الأوروبية‬       ‫الأول بالإسكندرية عام ‪.1942‬‬     ‫فريد (‪ .)1919 -1868‬حملت هذه‬
                                                                     ‫الكوكبة مسؤولية التأريخ للأسرة‬
      ‫الحديثة في دراسة التاريخ‬          ‫ومع إنشاء هذه المؤسسات‬           ‫العلوية‪ ،‬ومع تذبذب كتاباتهم‬
  ‫الحديث‪ ،‬وصبوا اهتمامهم على‬            ‫التعليمية العليا‪ ،‬حدث تطور‬        ‫بين التاريخ الحولي والتاريخ‬
‫التاريخ الوطني‪ .‬وكان هذا توج ًها‬  ‫جوهري في مناهج دراسة التاريخ‬             ‫بالتحليل‪ .‬وأكد جمال الدين‬
‫جدي ًدا في دراسة التاريخ الحديث‪.‬‬   ‫الحديث؛ فقد ظهر جيل جديد من‬        ‫الشيال على أهمية التحولات التي‬
   ‫هكذا كانت البداية الحقيقية في‬  ‫«المؤرخين المصريين الأكاديميين»‬       ‫أجرتها هذه الكوكبة في مناهج‬
                                      ‫المؤسسين للمدرسة الوطنية‪،‬‬
    ‫التاريخ الوطني بالقاهرة مع‬     ‫والمتأثرين بالحركة الوطنية‪ ،‬التي‬                 ‫الكتابة التاريخية‪.‬‬
‫محمد شفيق غربال‪ ،‬أول مصري‬              ‫أفرزتها ثورة ‪ ،1919‬فطالبوا‬     ‫وبدأ عهد محمد علي يؤتي ثماره؛‬
                                        ‫بتمصير تدريس التاريخ في‬
     ‫يشغل وظيفة أستاذ التاريخ‬         ‫الجامعة بعد ضمها إلى وزارة‬          ‫ففي عهد إسماعيل‪ ،‬تأسست‬
      ‫الحديث بالجامعة المصرية‪.‬‬    ‫المعارف عام ‪ .1925‬ومنهم‪ :‬محمد‬       ‫الكتبخانة الخديوية على يدي علي‬
  ‫وكان محمد مصطفى صفوت‪،‬‬              ‫رفعت‪ ،‬الذي درس في ليفربول‬        ‫مبارك باشا عام ‪ ،1870‬وأُنشئت‬
‫تلميذ غربال في مرحلة الليسانس‬       ‫ثم عاد قبل نهاية الحرب العالمية‬
       ‫وخريج الجامعة المصرية‪،‬‬                                              ‫مكتبة البلدية بالإسكندرية‪،‬‬
                                                                           ‫افتتحت دار العلوم‪ ،‬وأُدرج‬
                                                                       ‫فيها تدريس التاريخ كتخصص‬
                                                                     ‫أكاديمي‪ ،‬برز فيه محمد عبده عام‬
                                                                     ‫‪ .1878‬ثم أُنشئت مدرسة المعلمين‬
                                                                          ‫العليا في عام ‪ ،1880‬وتخرج‬
                                                                     ‫فيها محمد شفيق غربال‪ ،‬ومحمد‬
                                                                          ‫رفعت‪ ،‬ومحمد فؤاد شكري‪،‬‬
                                                                      ‫واستكملوا دراساتهم في أوروبا‪،‬‬
                                                                         ‫وسارت مدرسة المعلمين بعد‬
                                                                      ‫ذلك طري ًقا تمهيدية لمن يرغب في‬
                                                                       ‫الالتحاق بالجامعات الأوروبية‪،‬‬
                                                                     ‫التي قطعت شو ًطا نحو الحداثة في‬

                                                                              ‫مناهج دراسات التاريخ‪.‬‬
                                                                      ‫وما إن وصلنا إلى النصف الأول‬

                                                                        ‫من القرن العشرين حتى صار‬
                                                                         ‫للتاريخ الحديث شأن مستقل‬
   258   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268