Page 259 - merit 38 feb 2022
P. 259

‫‪257‬‬            ‫ثقافات وفنون‬

               ‫حوار‬

‫يوسف جارفينكل‬  ‫كارل هانس أوليخ‬    ‫دان جيبسون‬                      ‫الكنيسة الشرقية على يد «غاوي»‪،‬‬
                                                                    ‫بشهادة رسالة شمعون مطران‬
     ‫صنعاء‪ ،‬لم تحاول السلطات‬      ‫في اليمن الآن يتم إخفاؤها‬           ‫رواردشير في عهد يشوعياب‬
    ‫اليمينة إخفاءها عن الباحثين‪،‬‬        ‫بالكامل كي لا يطلع‬                ‫الثالث‪ ،‬ومعظم أتباع هذا‬
                                                                    ‫«الغاوي» من الأحناف‪ ،‬وبالتالي‬
         ‫هي فقط في غير متناول‬         ‫الدارسون والباحثون‬               ‫لا غرابة في وجود مقاطع في‬
   ‫الأخصائيين نظ ًرا لوجود نص‬      ‫عليها‪ ..‬أو ًل هل تعتقد في‬       ‫القرآن تتحدث عن ولادة المسيح‬
‫سفلي ممسوح يظهر تحت الأشعة‬        ‫وجود هذه النسخة فع ًل؟‬                ‫ومعجزاته وصلبه وغيرها‬
   ‫فوق البنفسجية ‪،Ultraviolet‬‬     ‫وثان ًيا‪ :‬في تحليلك ما الذي‬          ‫من الأمور التي لا يؤمن بها‬
   ‫وهذا النص مغاير تما ًما للنص‬   ‫يمكن أن يخاف منه مالكو‬              ‫اليهود‪ ،‬ولا أتباع ديانات غير‬
                                    ‫النسخة؟ مع الوضع في‬               ‫النصرانية‪ ،‬وجود صليب على‬
    ‫القرآني الذي بين أيدينا‪ ،‬فيه‬                                     ‫نقش حمامات جدارا ‪Gadara‬‬
‫زيادة ونقصان ومرادفات لكلمات‬          ‫الاعتبار أن «الخوف»‬            ‫تعود لحكم معاوية‪ ،‬والصلبان‬
                                   ‫يشير إلى أنهم «يدركون»‬           ‫على العملات العربية في عصره‬
   ‫في القرآن‪ ،‬واختلاف في ترتيب‬                                       ‫يمكن اعتبارها تقلي ًدا للعملات‬
    ‫السور وغيرها‪ ،‬يمكن اعتباره‬        ‫الأمر‪ ،‬فهل تعتقد أنهم‬
   ‫من المصاحف التي حكم عليها‬               ‫يدركون بالفعل؟‬         ‫البيزنطية‪ ،‬لكن وجودها إلى عصر‬
‫بالإتلاف والحرق في عهد الخليفة‬                                        ‫عبد الملك بن مروان في نهاية‬
‫عثمان بن عفان‪ ،‬أو عصر الحجاج‬      ‫‪ -‬لم أذكر أب ًدا أن نسخة مصحف‬       ‫القرن السابع الميلادي‪ ،‬يؤكد‬
‫بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة‬          ‫عثمان موجودة باليمن‪ ،‬ربما‬
  ‫عبد الملك بن مروان‪ ،‬فالسلطات‬                                      ‫نظرية عدم وجود ديانة جديدة‬
 ‫اليمنية تدرك قيمة وأهمية طرس‬       ‫تقصد أقدم مخطوطة للقرآن في‬       ‫أتى بها نبي العرب‪ ،‬أما القرآن‬
  ‫صنعاء ولا تعرضه على كل من‬         ‫العالم طرس صنعاء ‪DAM01-‬‬          ‫فما هو سوى كتاب ليتورجيا‬
  ‫أراد دراسته إلا في نطاق ضيق‬         ‫‪ 27.1‬توجد بالعاصمة اليمنية‬
‫للغاية خاصة في السنين الأخيرة‪.‬‬     ‫صنعاء‪ ،‬ولهذا سميت بمخطوطة‬           ‫للصلوات بلسان عربي من‬
     ‫ولازالت دراسة هذا الطرس‬                                          ‫كتب القراءات والفصول التي‬
                                                                    ‫كانت موجودة على الساحة منذ‬
                                                                   ‫القرن الخامس الميلادي‪ ،‬وتسمى‬
                                                                    ‫باللغة اللاتينية ‪lectionárius‬‬
                                                                      ‫أو ‪،Lectionarium‬وباللغة‬
                                                                     ‫السريانية قريانا «ܩܪܝܢܐ»‪،‬‬
                                                                  ‫نظ ًرا لوجود مقاطع من الكتاب‬
                                                                       ‫المقدس في النص القرآني‪،‬‬
                                                                    ‫فيكفي أن نجد ذكر ما يناهز‬
                                                                    ‫‪ 137‬مقط ًعا من قصة موسى‬
                                                                       ‫وحده‪ ،‬لنقول بدون تردد‬
                                                                    ‫إنه كان فع ًل كتاب القراءات‬
                                                                  ‫والفصول بلسان عربي مبين‪.‬‬

                                                                     ‫* ذكرت أن نسخة من‬
                                                                   ‫مصحف عثمان موجودة‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264