Page 66 - merit 38 feb 2022
P. 66

‫العـدد ‪38‬‬                           ‫‪64‬‬

                                                              ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

‫كمال أبو النور‬

‫عين ترنو من بعيد‬

            ‫ولم ُتغ َلق عليهما حجر ٌة‬                                           ‫(‪)1‬‬
      ‫لكنهما أنجبا أشجا ًرا وطيو ًرا‬
                                                                                       ‫يقول الحج ُر للشجرة‪:‬‬
                   ‫وبحا ًرا وأنها ًرا‬                                                      ‫من ُذ مئا ِت السنين‬
                 ‫وأنبيا َء وشياطي َن‬
       ‫الشي ُء الوحيد الذي يفعلا ِن ِه‬                                                ‫وأنا أرق ُد تحت قدمي ِك‪،‬‬
 ‫أ ّن السما َء كلما اشتا َقت إلى الأرض‬                                               ‫لا أعرف كم طائ ٍر قبَّل ِت!‬
             ‫تر َكت سي ًل من ُلعا ِبها‬                                        ‫ولا كم طائ ٍر تم َّدد فوق صد ِر ِك!‬
      ‫ينطل ُق نحو ف ِم الأر ِض بغزار ٍة‬                                              ‫ولا كم صرخ ٍة صرخ ِت‬
‫أحيا ًنا تصر ُخ السما ُء في أذ ِن الأر ِض‬
  ‫عندما تدي ُر الأر ُض ظه َرها للسماء‬                                                  ‫أثناء لحظا ِت الوصال!‬
          ‫وأحيا ًنا تقذ ُفها بالحجار ِة‬                                                   ‫لم تنتبهي ولو لمر ٍة‬
         ‫عندما تغل ُق الأر ُض عينيها‬                                                       ‫إلى اختلا ِج قلبي‪.‬‬

                     ‫وتنا ُم طوي ًل‬                                             ‫الآن وقد سق َطت ك ُّل أسنا ِن ِك‪،‬‬
                                                                                            ‫وتج َّع َد صد ُر ِك‪،‬‬
                ‫ذا َت مر ٍة سيلتقيا ِن‬                                                     ‫وأصا َب ِك الخر ُس‬
                ‫ويقتلان أولا َد ُهما؛‬
               ‫من أجل قبل ٍة واحد ٍة‬                                               ‫أصبح ِت وحيدة بلا عاش ٍق‬
                ‫ويموتان في الحال‬                                           ‫لا تصلحين إلا كغذا ٍء لشتا ٍء قار ٍس‪،‬‬
  ‫لك ّن أولا َد ُهما سيولدون من جدي ٍد‬
              ‫ل َأ ٍب آخ َر وأ ٍّم أخرى‪.‬‬                                                        ‫وأنا كما أنا‬
                                                                                   ‫عاش ٌق يرغ ُب أن يظ َّل هكذا‬
      ‫(‪)3‬‬
                                                                                           ‫ماكثًا بين قدمي ِك‪،‬‬
          ‫سق َط ْت تفاح ٌة من السما ِء‬                                              ‫يحل ُم بحري ٍق يض ُّمنا م ًعا‬
                         ‫في فمي‪،‬‬
                                                                                             ‫في موق ٍد واحد‪.‬‬
                       ‫كلما أكل ُتها‬
       ‫عادت كما كانت مر ًة أخرى‪.‬‬                                                ‫(‪)2‬‬

                                                                           ‫لم تلت ِق السما ُء مع الأر ِض من قب ُل‬
                                                                                                  ‫لم يتعانقا‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71