Page 72 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 72

‫العـدد ‪33‬‬                           ‫‪70‬‬

                                                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬

‫محمد العامري‬

‫(الأردن)‬

‫شهوات‬

  ‫تمسحان لي َل خسائرنا‪ ،‬تفضحان ما خبَّأت دالية‬                      ‫‪-1‬‬
                                ‫البيت من نشيد‪،‬‬
                                                       ‫صا َر الش ُّر جب ًل‪ ،‬كلّما مررنا من بطنه‪ ،‬ا َّتسخنا‬
 ‫أيامنا تسيل على وشوم تركتها الطرائد في الرمال‪،‬‬                       ‫بليله‪ ،‬يم ُّد لسانه مثل سنوري‪،‬‬
                      ‫ذئاب نحن في عراء الفكرة‪،‬‬
                                                   ‫غرقنا في ظل شجرة تركت خضرتها على قمصاننا‪،‬‬
            ‫وشهواتنا تطلق نبالها في كبد السرير‪.‬‬                          ‫ننصب فخا ًخا من الأسلاك‪،‬‬

                 ‫‪-3‬‬                                   ‫نس ُّف رماده من وجه الموقد ونخبز رغي ًفا عجنه‬
                                                   ‫الليل بالألم‪ ،‬رأيته وهو يلوي طين البيت‪ ،‬ليم َّد حبا ًل‬
      ‫يحدث أن نرتكب جنة لا ناس فيها ولا نعيق‪،‬‬
                ‫نج ُّر كلاب شهواتنا باتجاه النهر‪،‬‬                       ‫لقمصان رفعتها الريح عاليًا‪،‬‬
                                 ‫نغسل ردومها‪،‬‬       ‫حيث نكتب بالنا ِر اشتعال الحبر‪ ،‬نحتطب كوابيس‬
                 ‫ونس ّوي تماثيل من نشيد التمر‪،‬‬     ‫ووجول المسرات في كتب الفقه‪ ،‬أردنا صور ًة يتر َّدم‬

   ‫نصلي للبعيدين على غفلة من لصوص الشوارع‪،‬‬                                             ‫فيها الوقت‪،‬‬
               ‫ربما ُتص ِّدق النخلة صبوات أيامنا‪،‬‬         ‫نرمي بمجازات البيت كلا ًما لا يشي بموائد‬
                      ‫ويعود الغائب بغتة ونتوب‪.‬‬         ‫الغفران‪ ،‬وموسيقى الحائط ُتر ِّتب أوتارها لتش َّد‬

                 ‫‪-4‬‬                                                             ‫حبالها على السرير‪،‬‬
                                                       ‫حيث تسيل النوافذ بالظلال‪ ،‬نط ُّل على كل شيء‬
                      ‫كل ما يحدث أمامك خلفك‪،‬‬
‫كأننا نستح ُّم بسراب ورغاء‪ ،‬تبكينا أ ْمهدة لا صوت‬                                           ‫سوانا‪،‬‬
                                                                          ‫ليس لدينا رفاهية الهزائم‪،‬‬
                                          ‫فيها‪،‬‬                    ‫وليس لدى الجبل غبطة الانتصار‪.‬‬
                                 ‫كل ذلك يحدث‪،‬‬
 ‫ُغ ُسوق أعين نام فيها الغياب‪ ،‬وأشجار تمشي على‬                      ‫‪-2‬‬

                                   ‫ظهر الجنود‪،‬‬                          ‫عيناها ُتضيئان عشبة القلب‪،‬‬
                                                                   ‫تصيران نجمتين ومأوى للطيور‪،‬‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77