Page 36 - مجلة ثقافة قانونية - العدد الثالث
P. 36

‫اولالقانانوسن‬

      ‫تحقيق صحفى ميدانى‬

‫لكشف أوكار المخدرات‬

   ‫قارب قديم ومجداف و «جلباب» اسمر و «طبق صاج» به بعض السمك البلطى النيلى المختلف الحجم و‬
                                                                                                       ‫ورنيش لتغيير المظهر‪ ‬‬

    ‫كانت الأدوات لدخولنا لبوابات « ابليس‪ .. «   ‬هكذا يطلقون عليها ‪ ..‬هنا لا وجود للقانون سوا بنود صنعها‬
         ‫الخارجين عنه من ارباب السوابق والحاملين على كواهلهم احكاما بعشرات السنوات وهاربين منها‬
                                     ‫مختفين فى المنطقه يعملون كنادورجيه لبوابات لمملكة « ابليس» المائيه‬

      ‫حدودها المائيه الثلاثة التى ربطتها باربع محافظات جعلت منها موقعا استراتيجيا سهلا للتنقل وبيع‬
        ‫البضاعه المشبوهه وسهوله ترويجها وايضا الهرب ‪ ..‬الهرب بسهوله بين حدود القرى الفاصله بين‬

‫محافظات فلاتستطيع مأموريه مركز شرطه تدخل على مديريه اخرى وتداهمها دون اجراءات مطوله اخرى‬
                                                     ‫وهو مايفهمه جيدا واسنغله هؤلاء المجرمون والمشبوهون‬

‫تحقيق ‪ :‬مى ياقوت*‬

‫مدير الملف الأمنى بجريدة الجمهورية ‪.‬‬

‫من حديد على كل من تسول له نفسه بالاتجار فى المواد المخدره وتحريز‬     ‫“ جرب الحته البلطى دى ‪ ..‬بطارخ بطارخ»‪ ٠٠.‬قالها بطريقته السمجه‬
‫الكثير من المواد المخدره المشبوهه فى ضربات استباقيه والتفاعل مع‬      ‫لزبون « الكيف» الذى يقف على قارعه المدق الطويل الواصل الى نهاية‬
                                                                     ‫الجسر النيل حيث بداية الوكر حيث كان يقف الديلر وقبله بقليل‬
                        ‫المواطنين حين ابلاغهم عن اماكن الاوكار‪ .‬‬     ‫النادورجى الذى رمقنا بنظرات كلها شر قبل ان يلقى عليه مرشدنا‬
                                                                     ‫الصحفى الذى هو من اهل المنطقه والرافض لوجود هؤلاء الخارجين‬
                          ‫البداية‬                                    ‫غن القانون فى المكان السلام لنعدو بامان ‪ ،‬خطواتنا كانت سريعه كانت‬
‫“ رسالة « جاءتنا على رقم‪  ‬الحمله والذى نتركه دوما للتواصل مع‬         ‫اعيننا تتفقد المكان الذى بات كمدق زراعى قبل ان نرى الديلر الذى يبرم‬
‫المواطنين ‪ ٠١١٥٧٨٢٢٢٧٧‬عبر واتساب ‪ ،‬رساله قال صاحبها « ابنى‬           ‫صفقته مع « الزبون» الذى ماهو الا واحد من صف مكون من العشرات‬
‫مات اوفر دوز ‪ ..‬عارفه مات ازاى ‪ ..‬مات من مكان بعيد بيجيب منه‬         ‫من « عبدة الكيف» لذين قدموا ل « يقضوا» بمصطلح « الضريبه» او‬
‫بودره ‪ ..‬واصحابه هيحصلوه لو ملحقتوش ‪ ..‬انا من سكان القاهره‬           ‫المدمنين ‪..‬الغريب ان الساعه كانت التاسعه صباحا وهو مالفتنا اليه‬
                                                                     ‫نظر مرشدنا والذى ضحك وقال « يااستاذه بدرى من عمرك ‪ ..‬ده كده‬
                                   ‫وكانوا بيسافروله مخصوص”‪  ‬‬         ‫الدنيا مفيهاش شغل ‪ ...‬بتبقى ازحم من كده ‪ ...‬عموما شويه وهتلاقى‬
‫حادثناه هاتفيا وقبل ان نبدأ اى كلام اجهش بالبكاء وقال فى حسرة «‬      ‫الطابور ده بالميات غير بقى شباب من كل الاعمار وعربيات من كل‬
‫اه هو مات وكان مهندس زى الفل ‪ ..‬بس انا عالاقل اخد تاره ولو انقذت‬     ‫صنف ولون لحد تانى بوم الصبخ» واضاف وهو يخفض صوته « اصلهم‬
                                                                     ‫بيقسموها لا مؤخذها ورديات ‪ ..‬صبيان وديلرات ودليفرى ونادورجيه‬
                               ‫اى شاب من مصيره ابقى ارتحت”‪ ‬‬
‫تفاصيل بسيطه استطعنا الحصول عليها من والد طالب الهندسة‬                                                       ‫‪ ..‬كل واحد ‪ ٨‬ساعات “!‬
‫الذى رحل ب الاوفر دوز قبل ان يحصل على شهادة البكالوريوس ويقر‬                                   ‫‪-‬نظرت له فى دهشه « ‪٨‬ساعات» ؟؛!!‬
‫عين والده به فى قصه اشبه بالمأساه لنبدأ نحن التخطيط للمغامره‬         ‫‪-‬فرد بنبرة سخرية» اه عاملين نفسهم موظفين « وضحك واكمل «‬
‫التى ستدخلنا للوكر الذى جمعنا معلومات عنه اشبه بالتحريات كانت‬
                                                                                                               ‫وكل واحد ليه يوميته” !‬
             ‫كلها اهوالا ‪ ...‬وكر « ابليس النيل» بقرية ميت العبسي‪.‬‬    ‫هنا ‪ ..‬ممالك « شياطين الماء» ‪ « ..‬اوكار ابليس» التى تؤرق ثلاث‬
‫كان لزاما ان نكون شبه الموجودين بالمكان حتى لانلفت الانظار مثلما‬     ‫محافظات واقفة على حدودهم توزع سمومها محاطة ب « نادورجية «‬
‫قال لنا مرشدنا « صبحي» هكذا سنرمز لاسمه ومرشدنا هنا هو‬               ‫مسلحين» ويستخدم تجار بضاعتها المشبوهه القوارب لنقل المخدرات‬
‫مرشد صحفى ليس مرشد مباحث انما هو مرشد انسانى ساقه ضميره‬              ‫بكافة اشكالها متخفيين بين الصيادين وبوسائل جديده معتقدين انهم‬
‫للمساعده رافضا وضعا خطا ومات ابن اخته ايضا ب « الاوفر دوز»‬           ‫بعيدين عن اعين الامن ومتسببين فى هلاك الكثير من الشباب وضياع‬
‫بالجرعة الزائده‪  ‬منذ اعوام من ذات الوكر الذى يسكنه شياطين يبثون‬      ‫مستقبلهم اما بالموت بالاوفر دوز او بقضاء سنوات من اعمارهم خلف‬
                                                                     ‫القضبان بتهم التعاطى او الانهيار صحيا بامراض فتاكه سببها او تنقلها‬
                                 ‫سمومهم فى عروق شباب الوطن‪ ‬‬
‫عليك الوصول اولا الى « ميت بره» ثم ركوب « توكتوك» لتصل « ميت‬                                                              ‫المخدرات‪ .‬‬
‫العبسي» حيث كان فى انتظارنا « صبحي» الذى اقتادنا الى مقربه من‬        ‫“ الجمهوريه اون لاين» تأخذكم فى واحده من المغامره الخطره والتى‬
‫المكان الذى لن نذكره تفصيليا حتى لاتنكشف هوية مرشدنا ‪ ..‬هناك‬         ‫هى استكمال لمغامرات حملة « امسك تاجر موت» التى تستهدف كشف‬
‫على الجسر‪  ‬فى « ميت العبسي» مركز قويسنا فى محافظه المنوفيه‬           ‫اوكار المخدرات كدور للاعلام الوطنى الهادف وابراز دور وزارة الداخليه‬
‫تبدأ القصه‪  ‬وربما تنتهى منها عمليات البيع والشراء التى تستمر بين‬     ‫وجهودها المستمره فى محاربه هذه التجارة المشبوهة يوميا‪  ‬بالضرب بيد‬
‫المنوفيه والغربيه فى الغرب والقليوبيه والدقهليه فى الشرق فى المكان‬
‫الذى اختاره « ابالسه النيل» لممارسة نشاطهم المائى المشبوه مكان مميز‬                                      ‫يوليو ‪362024‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41