Page 252 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 252

‫العـدد ‪24‬‬                           ‫‪250‬‬

                                   ‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬

  ‫ألف سنة‪ ،‬فقد ُشيّد عام ‪500‬‬         ‫أدركت حينها كيف كان بوسع‬              ‫واحة تقع على الحافة الغربية‬
‫هجرية‪ ،‬ولم يتبق غيره من آثار‬       ‫سكان القلعة الصبر على الحصار‬          ‫الجنوبية من منخفض القطارة‪،‬‬
‫العهد الإسلامي القديم في سيوة‬                                           ‫على مسافة لا تزيد عن ‪ 350‬كم‬
                                     ‫نحو ثلاثة شهور‪ .‬حيث يسمح‬            ‫من سيوة وتعتبر أصغر واحة‬
    ‫ولا تزال تقام فيه الصلوات‬         ‫وجود آبار المياه الستة داخل‬
     ‫اليومية وصلاة ال ُجمعة كل‬                                                                ‫مصرية‪.‬‬
   ‫أسبوع‪ .‬يتباهى سكان سيوة‬         ‫القلعة بعدم الحاجة إلى الخروج‪.‬‬        ‫وعبر مئات من السنين‪ ،‬يصلنا‬
‫‪-‬جميعهم مسلمون اليوم‪ -‬بأن‬             ‫خطوات قليلة من البئر باتجاه‬        ‫وصف مدخل الواحة ببلدتيها‪:‬‬
‫الجامع العتيق هو البناء الوحيد‬            ‫الجهة الشمالية من سور‬
‫المكتمل الذي لا يزال قائ ًما داخل‬    ‫البلدة‪ ،‬وتش ُخص أمامك مئذنة‬            ‫الشرقية والغربية‪ ،‬كما رآها‬
   ‫قلعة شالي التي تأثرت جميع‬            ‫الجامع العتيق‪ ،‬تظهر أمامك‬            ‫الإسكندر على النحو الآتي‪:‬‬
‫بيوتها بسبب الأمطار والسيول‪.‬‬         ‫فجأة ك ُقمع عملاق من ال ُسكر!‬      ‫«وفجأة ينكشف منخفض عظيم‬
                                      ‫مئذنة مكعبة القاعدة تتصاعد‬          ‫ذو جوانب صفراء (عبارة عن‬
      ‫يتكون الجامع العتيق من‬                                              ‫رمال وتلال من الرمال) وقاع‬
‫مساحة مستطيلة الشكل ُمقسمة‬         ‫تدريجيًّا على هيئة مربع وتضيق‬             ‫أخضر من أحراش النخيل‬
 ‫إلي ثلاث بلاطات موازية لجدار‬       ‫أضلاعه كلما ارتفعت لأعلى على‬        ‫والزيتون تتخلله صفائح صافية‬
                                     ‫طراز مآذن المساجد في المغرب‬         ‫من الفضة اللامعة وفى وسطها‬
  ‫القبلة‪ ،‬ومقسمة بواسطة ست‬                                                    ‫تقع طينة سمراء متجمعة‬
 ‫دعامات ضخمة برميلية الشكل‬             ‫والأندلس (طراز الصوامع)‪.‬‬             ‫وتلك هى منازل الواحة‪ ،‬ولا‬
  ‫تحمل سقف المسجد المصنوع‬           ‫ترتفع المئذنة بمقدار عظيم رغم‬          ‫يلبث المسافر أن يشاهد فجاء‬
  ‫من براطيم خشبية من جذوع‬           ‫أنها مائلة قلي ًل‪ ،‬إلا أنها لم تزل‬  ‫(الواحة) ومنازلها بلونها الأغبر‬
                                                                          ‫متجمعة ككتلة واحدة كالقلعة‬
   ‫النخيل ُتغطي المسجد‪ .‬يوجد‬          ‫ثابتة ومتينة للغاية على الرغم‬       ‫فوق تل عظيم‪ .‬تلك هى البلدة‬
   ‫بكل جدار نافذتان صغيرتان‬              ‫من ضعف المواد المصنوعة‬             ‫وعلى بعد قليل لجهة الشرق‬
    ‫للإضاءة والتهوية‪ ،‬في جدار‬                                            ‫مجموعة مماثلة لها على مرتفع‬
   ‫القبلة يوجد المنبر والمحراب‪.‬‬       ‫منها‪ .‬هناك جامع آخر بناحية‬         ‫آخر تلك هى الناحية الأغورمى‬
                                       ‫الأغورمى وله مئذنة من هذا‬          ‫التي تحوي معبد وهيكل الإلة‬
                   ‫المنبر عبارة‬
                      ‫عن ثلاث‬             ‫النوع لا تزال قائمة أي ًضا‬                           ‫آمون»‪.‬‬
                                                 ‫بمنظرها المميز‪.‬‬

                                      ‫ُيق ّدر ُعمر هذا الجامع بنحو‬

                                                                        ‫الجامع العتيق مسجد‬
                                                                            ‫شالي العتيق‬

                                                                          ‫بعد المرور من البوابة الضيقة‪،‬‬
                                                                           ‫والصعود عبر ممرات ملتوية‬
                                                                        ‫ُتنعش ذاكرتك الكرتونية لتذكرك‬

                                                                             ‫بسراديب سلاحف النينجا‪.‬‬
                                                                        ‫ست ُمر بمخازن المؤونة ومعصرة‬

                                                                             ‫الزيت‪ ،‬ثم بئر البلدة الواقع‬
                                                                          ‫أمام الجامع القديم‪ ،‬كان هناك‬
                                                                          ‫ستة آبار داخل القلعة‪ .‬توقفت‬
                                                                        ‫قلي ًل ل ُألقي نظرة إلى عمق البئر‪،‬‬
   247   248   249   250   251   252   253   254