Page 60 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 60

‫العـدد ‪24‬‬                           ‫‪58‬‬

                                                              ‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫الضوي محمد الضوي‬

‫لولا التفاصيل‬

                           ‫تأملتها وبكي ُت‪،‬‬                            ‫“الشيطا ُن يسك ُن في التفاصي ِل”‬
        ‫لا لشيء‪ ،‬ولكل الذي يأتي في بال ِك‪..‬‬                       ‫مع ذلك‪ ،‬فقد فتش ُتها جي ًدا‪ ،‬ولم أج ْد ُه‬

                   ‫لأجل التفاصيل‪ ،‬أحبب ُت ِك‬                                         ‫لابد أن الشيطا َن‬
          ‫فحفرني المانجو‪ ،‬في ساق شجر ِته‬                            ‫هو من صن َع هذه المقولة ليضلِّ َل َنا‪..‬‬

                            ‫ندب ًة لا تندم ُل‬                              ‫النجا ُة كامل ًة موجود ٌة هناك‬
       ‫حاصرتني ال ُك ِّم ْث َرى خل َف با ِب ال ُألف ِة‪:‬‬                       ‫التفاصي ُل َأ ْن َق َذت العال َم‪..‬‬

                      ‫لا أخرج‪ ،‬ولا أموت‪..‬‬                ‫ُق ْل ُت ل ِك أحب ِك‪ ،‬ونح ُن في بهو التفاصيل الشاسع‬
     ‫فهم ُت من الكافور الطي ِب‪ ،‬قلي ِل الخبر ِة‪،‬‬                   ‫تأ ّمل ُت ساقي ِك اللتين كساهما النعنا ُع‬
   ‫ما لم أفهمه من الصنوبر العتيق‪ ،‬المتعالي‪..‬‬                                     ‫في طريق ِه إلى ال ِّر َّق ِة‪..‬‬

         ‫صارت ال ُشعيرات الثلاث‪ ،‬الناعمات‬                  ‫أظاف َر قدمي ِك التي رسم ِت على ك ِّل واح ٍد منها‬
        ‫اللواتي تعاجلين بنزعه ّن كلما َن َم ْي َن‪،‬‬                            ‫بحير ًة بتفاصيل كاملة‪..‬‬
                                                                                  ‫تأمل ُت قلب ِك المثقو َب‬
                   ‫با ًبا من أبواب ال َس ِكينة‪..‬‬                                   ‫المربو َط إلى الرهاف ِة‬
            ‫لولاه َّن‪ ،‬لكان ذقن ِك عاد ًّيا‪ ،‬عاب ًرا‬
                                                                   ‫مثل كو ٍب ربطه أصحا ُب سبيل الماء‪،‬‬
                                ‫مثل سه ٍل‬                               ‫كيلا يسرقه الأطفا ُل الملاعين‪..‬‬
‫لا تدغد ُغ أعصا َبه الأيائ ُل‪ ،‬في مواس ِم الرك ِض‬                       ‫تأمل ُت ظه َر ِك المكس َّو بالحرو ِف‬
                                                                                ‫بالغ ِة ال ِق َدم والفخامة‪،‬‬
                                 ‫الطويلة‪..‬‬                                              ‫الحاء الكوفية‬
‫لولا التفاصيل‪ ،‬لم تتس ِع الألوا ُن لغ ٍد غام ٍض‪..‬‬                                         ‫الراء المدببة‬
                                                                                       ‫السين ال َها ِد َرة‬
                  ‫وما ٍض يحر ُق ُم َصا ِف ِحيه‬                             ‫الواو التي كقر ِن ظب ٍي يبكي‬
                   ‫لولاها لم يتسع قل ُب ِك لي‬                                         ‫تأملتها وقرأ ُت‪:‬‬
             ‫بكامل َخ َط ِل‪ ،‬و ِخ َّفتِي‪ ،‬ونواحي‬                       ‫ُر ُس ٌّو‪َ ،‬ح َر ٌس‪ُ ،‬سور‪ُ ،‬ح ّر‪ِ ،‬س ْحر‬

                                  ‫لولاها‪..‬‬
                  ‫لما أمكنني الكتابة ل ِك الآن‬

                          ‫لولا التفاصيل ‪..‬‬
   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65