Page 113 - Nn
P. 113

‫‪111‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

     ‫قصــة‬

                              ‫مات مقتو ًل‪.‬‬
                  ‫حين أخذوا بستانه‪ ،‬قتلوه‪.‬‬
      ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬منذ ذلك الحدث الشبيه‬
 ‫بالحمى الصفراء‪ ،‬وأنا في عداء مدي ٍد مع العالم‪.‬‬
      ‫وها هي السنين تلو السنين‪ ،‬لا تزال على‬
     ‫عهدها‪ ،‬تجري في سباق الحياة مثل خيول‬
     ‫أجفلها كمي ُن قسورة‪ ،‬ولم يمت هذا العداء!‬
 ‫وها أنذا الآن‪ ،‬كهل قد نجا من ذكرى أول حب‬
‫عاص ٍف‪ ،‬ومن ذكرى الخيبات السياسية التترى‬
‫كالجفاف في التاريخ المغربي‪ ،‬ومن ذكرى المكائد‬
    ‫التي كانت ُتنص ُب له ألغا ًما في َثرى الأيام‪..‬‬
    ‫وها أنا قد نجوت من كل جوارير الذكريات‬
‫البعيدة والقريبة‪ ،‬ها أنا قد شفي ُت من كل جراح‬
  ‫الماضي‪ ،‬سواء التي كانت باللسان أو ال ِّسنان‪،‬‬
 ‫لكني لم أنج أب ًدا‪ ،‬لم أبرأ ولو قلي ًل‪ ،‬من مشهد‬
    ‫النيران وهي تأكل أشجار البستان في ذلك‬
           ‫الزمن البعيد كالأمنيات المستحيلة‪،‬‬

                          ‫وهي تأكل جدي‪..‬‬
        ‫تأكل رج ًل من تراب‪ ،‬رج ًل من شجر‪.‬‬

                    ‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -‬الجملة تشير إلى سطر شعري من قصيدة‬
‫(أنشودة المطر) للشاعر العراقي‪ ،‬بدر شاكر‬

     ‫السياب يقول فيه‪( :‬وكركر الأطفال في‬
                         ‫عرائش الكروم)‪.‬‬

       ‫‪ -2‬من أسماء معبد النار بالفارسية‪.‬‬
    ‫‪ -3‬الجملة تحوير لعنوان رواية (كتيبة‬

       ‫الخراب) للكاتب المغربي‪ ،‬عبد الكريم‬
                               ‫الجويطي‪.‬‬

    ‫‪ -4‬في المغرب ومنذ القرن ‪ ،12‬أصبحت‬
‫الدولة ُتسمى المخزن‪ ،‬كلمة مستمدة من فعل‬

  ‫خزن يخزن‪ ،‬حتى أصبح المغاربة يسمون‬
  ‫بها المكان الذي تحتفظ فيه الدولة بعائدات‬
 ‫الضرائب‪ .‬دانييل ريفيه‪ ،‬تاريخ المغرب‪ ،‬من‬
 ‫المولى إدريس إلى محمد السادس‪ ،‬ص ‪.44‬‬
   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118