Page 40 - Nn
P. 40

‫العـدد ‪35‬‬   ‫‪38‬‬

                                                       ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

‫صفاء النجار‬

‫«ريش»‬

‫ليس كل ما يلمع ذه ًبا!‬

‫فيلم «ريش» هو محاولة فنية‪ ،‬قد تروق للبعض‪ ،‬وقد يرى فيها آخرون‬
‫مراهقة سينمائية‪ ،‬مع التغاضي عن العوامل المحيطة بإنتاج الفيلم‬
‫وتمويله‪ ،‬ما يعيب الفيلم بالأساس هو أنه يستعير صو ًرا وأط ًرا فنية‬
‫يوظفها في غير مكانها‪ ،‬من هنا يبدو التهافت الفني للفيلم‪ ،‬وليس تهافت‬
‫الواقع الذي يقدمه‪ .‬قد لا يكون دور الفن أن يجمل أو يغير الواقع‪ ،‬ولكن‬
‫ما فائدة الفن إن لم يغرس بذور الوعي في النفوس أو ينمي الذائقة‬
‫الجمالية للمتلقين؟!‬

  ‫والتمحيص والمناقشة‪ ،‬وإذا كانت هذه الآراء صائبة‬         ‫كان يمكن لفيلم «ريش» أن يمر بسلام ويعرض‬
 ‫ولها حيثياتها فسنكون أسعد الناس‪ ،‬فلا شيء يبهج‬
                                                        ‫تجار ًّيا في السينمات لمدة أسبوع أو اثنين على الأكثر‪،‬‬
   ‫الروح ويثير الفكر أكثر من تحفة سينمائية أصيلة‬            ‫ثم يتم عرضه بعد ذلك على فترات في التجمعات‬
                ‫يشاهدها المرء على الشاشة الكبيرة‪.‬‬
                                                           ‫السينمائية المحدودة وعلى هامش بعض الفعاليات‬
   ‫ونبدأ رؤيتنا للفيلم من داخله‪ ،‬وقد شاهدت الفيلم‬      ‫الثقافية‪ .‬لكن ظروف عرض الفيلم في مهرجان الجونة‬
                                        ‫مرتين‪.‬‬          ‫في دورته الأخيرة‪ ،‬وتعليق بعض الفنانين بأن الفيلم‬

  ‫يمكن إيجاز رأيي في نقطة محورية يدور حولها كل‬           ‫مسيء لسمعة مصر‪ ،‬كان بمثابة بوق الدعاية (غير‬
                                        ‫النقاش‪:‬‬            ‫المقصودة) للفيلم‪ .‬حتى أن الفيلم استمر متواج ًدا‬

‫الفيلم ما زال مشروع تخرج لطالب في معهد السينما‪،‬‬        ‫لساعات تقترب من اليوم الكامل على الإنترنت بجودة‬
  ‫به طموحات كبيرة نظر ًّيا وعند التنفيذ تفلت الأمور‬       ‫عالية حتى يتاح لجميع المهتمين مشاهدته‪ ،‬وكي لا‬
     ‫ويصبح ما يقدمه وما يتحدث عنه صانع الفيلم‬
   ‫في المؤتمرات الصحفية شيء‪ ،‬وما هو موجود على‬           ‫يحرم أحد من حقه في الدفاع أو الهجوم على الفيلم‪..‬‬
 ‫الشاشة بعي ًدا عن الفلاشات والمهرجانات شيء آخر‪.‬‬           ‫وتعددت الأوصاف من وصف الفيلم بأنه فتح في‬
    ‫يقول المخرج عمر زهيري في أحد تصريحاته بعد‬               ‫تاريخ السينما المصرية وإنجاز غير مسبوق على‬
   ‫عرض الفيلم بالمهرجان «الفيلم يحمل رسالة قوية‬            ‫المستوى المحلى والعالمي‪ ،‬إلى اتهام الفيلم بالإساءة‬
 ‫ومهمة‪ ،‬وهي إعادة اكتشاف الطبيعة الإنسانية‪ ،‬التي‬
               ‫تراجعت في زمن طغت عليه المادية»‪.‬‬        ‫لسمعة مصر‪ ..‬وكلا الوصفان يجانبان (في تصوري)‬
    ‫وسأترك الآن سؤال الطبيعة الإنسانية وكيف تم‬             ‫الصواب‪ ،‬فلا شيء يسيء لسمعة مصر‪ ،‬فسمعة‬

‫اكتشافها في الفيلم؟ وسأبحث عن العنقاء التي نفضت‬           ‫البلاد أو الصورة الذهنية عن بلد لا تك ِّو ُنها الأفلام‬
‫عن كيانها ركام التراب والغبار والقذارة أو المادية كما‬       ‫فحسب‪ ،‬ولكن المستوى السياسي والاقتصادي‪،‬‬

                                                       ‫وترتيب جامعاتها على المستوى الدولي ورفاهة شعبها‪.‬‬
                                                        ‫وأما أن الفيلم إنجاز وفتح فهذه أحكام تحتاج للبحث‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45