Page 9 - REVUE NOUN N°02
P. 9
مقال العدد
العالم الفقيه
«أبي الحسن
التنسي»
شهدت تلمسان خلال العهد الزياني ازدهارا اقتصاديا
وثقافيا وعلميا كبيرا رافق ذلك انتشار العلوم والعلماء
فظهر عدد من المدارس والمساجد التي عملت على تخرج
العلماء الذين ساهموا في انتشار الحركة العلمية في
المغرب الإسلامي من بينهم العلامة الفقيه أبي الحسن بن
يخلف التنسي الذي قدم من مدينة تنس وهو الأخ الأصغر
لأحد أشهر علماء الدين بتلمسان أبو اسحاق ابراهيم
التنسي الذي كان إماما ومدرسا بالجامع الكبير أثناء
فترة حكم السلطان يغمراسن بن زيان.
تولى أبو الحسن التنسي التدريس في تلمسان وبالضبط
في الجامع الذي أمر ببنائه السلطان أبي سعيد عثمان
تذكارا لأخيه الأمير أبي عامر ابراهيم بن أبي يحي
يغمراسن بن زيان كما تدل على ذلك النقيشة التي
تتوسط الجدار الغربي لقاعة الصلاة كتبت بخط
أندلسي في صفيحة من الرخام ( المرمر) ،والذي أصبح
اليوم يحمل اسمه «مسجد أبي الحسن التنسي» ،ويرجع
السبب في ذلك لشهرته وكثرة طلبة العلم الذين
تتلمذوا على يديه ،ومن بينهم العالم أبو عبد الله بن
براهيم الآبلي شيخ العلامة عبد الرحمن بن خلدون.
أثناء الحصار الطويل على تلمسان خرج أبو الحسن
التنسي منها ،استقبله السلطان أبو يعقوب المريني
المحا ِصر للمدينة ومكث عنده إلى أن توفي سنة
706هـ1307/م .دفن أبو الحسن التنسي بالعباد قرب
تلمسان وحضر جنازته السلطان أبو يعقوب.
مجلةالمتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي | العدد الأول 7